تنشب تظاهرات ليلية في إيران، على خلفية إسقاط قوات الحرث الثوري الإيراني للطائرة الأوكرانية، عن طريق الخطأ بعدما اشتبه بأنها ضاروخ كروز أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية لقصف إيران، وذلك على خلفية رد طهران على اغتيال أمريكا لقائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، بقصفها قاعدتين أمريكيتين بالعراق، بينهما قاعدة عين الأسد، ولكن بشكل صوري!

خرج مئات المتظاهرين في شوارع طهران ومدن أخرى، منها سنندج عاصمة اقليم كردستان، ومحافظات مشهد وزنجان وأصفهان وبابل وسمنان وقزوين، للاحتجاج على سقوط الطائرة، هاتفين "الموت للديكتاتور"، بينما استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع، بعدما انطلقت أولى المسيرات في ساحة آزادي وسط العاصمة تلبية لدعوات التظاهر من قبل ناشطين معارضين للسلطات، رافعين شعارات سياسية ضد المرشد الأعلى علي خامنئي.

وفي تصريحات خاصة لـ"الشروق"، نفى رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور، وجود علاقة بين التظاهرات الشعبية والقصف الصوري الذي شنته طهران على القاعدتين الأمريكيتين، ردا على اغتيال سليماني خاصة بعد إعلان ترامب، أن القوات الأمريكية لم تتكبد أى خسائر بشرية فى القصف الصاروخى الذي شنته إيران.

وأضاف أبو النور أن التظاهرات جاءت بعد الاعتراف الإيراني المخزي باسقاط الطائرة، بعد يومان من الإنكار، علاوة على فشل ضباط الدفاع الجوي في التفرقة بين الطائرة المدنية وصاروخ الكروز الأمريكي، اللذان يختلفان من حيث المدار الحراري.

ولفت إلى أن ما أثار غضب الشارع، هو أن معظم من كانوا على الطائرة يحملون الجنسية الإيرانية أو من جذور إيرانية، مشيرا إلى أن أمريكا لم تسع لتقليب الشارع ضد خامنئي باغتيال سليماني، وأن إيران ستفتح النار على المتظاهرين في حال استدعى الأمر، أو خرجت التظاهرات عن السيطرة.

وكان قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة، أعلن، يوم السبت، تحمله مسؤوليته الكاملة عن الخطأ البشري الذي أسفر عن إسقاط طائرة أوكرانية، ما أدى لمقتل 176 شخصا على متنها، صباح الأربعاء الماضي، بعد قليل من إقلاعها من مطار "الخميني" في العاصمة طهران.

وبحسب وكالة رويترز، ذكرت وسائل إعلام رسمية، أن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، رفض تغريدات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي عبر فيها عن تأييده للمتظاهرين الإيرانيين، قائلا إن الشعب الإيراني سيظل يتذكر أن ترامب قتل القائد العسكري قاسم سليماني، وأنه سبب معاناة الكثيرين من مصاعب اقتصادية.

وقال إن ترامب الذي طالب السلطات الإيرانية في تغريدات بالفارسية والإنجليزية بعدم قتل المحتجين، يذرف دموع التماسيح عندما يعبر عن قلقه على الإيرانيين.