اليوم.. ذكرى وفاة ابن طولون صاحب أقدم مأذنة في مصر - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اليوم.. ذكرى وفاة ابن طولون صاحب أقدم مأذنة في مصر

مسجد أحمد بن طولون
مسجد أحمد بن طولون
محمد عبد الناصر
نشر في: السبت 14 مايو 2022 - 2:08 م | آخر تحديث: السبت 14 مايو 2022 - 2:08 م

وُلد أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية بمصر، عام 220 هجريًا المُوافق في 20 سبتمبر 835 ميلاديًا، في بغداد لتمر علينا اليوم ذكرى وفات شخصية تركت لنا أثرا كبيرًا بالقاهرة يعد من أبرز معالم العاصمة، فعندما رأى ابن طولون الفسطاط والعسكر تضيقان عليه وعلى جنوده، فكر في بناء عاصمة جديدة وسماها مدينة القطائع، فبناها متأثراً ببهاء سامراء التي نشأ بها.

واختار بن طولون لمدينته المنطقة الممتدة ما بين جبل يشكر وسفح جبل المقطم، وحرص على أن تقوم المدينة الجديدة على مرتفع من الأرض، لتبرز على سائر المجموع العمراني بمصر، وبعد تأسيس المدينة أنشأ فيها قصره الضخم وجامعه الشامخ ودارا للأمارة بجوار جامعه الذي كان بينهما ساحة فسيحة كانت ملعبًا له ولقواد الجيش.

كما أنشأ المستشفيات والبيوت، وقسم المدينة إلى أقسام سمى كل منها قطيعة وكانت كل قطيعة تسمى باسم الطائفة التي تسكنها فكان قواد الجيش يقيمون في قطيعة خاصة بهم وأرباب الصناعات والتجار في قطيعة أخرى وأصحاب الحرف في قطيعة خاصة بهم، لذا سميت المدينة بالقطائع، وتشغل القطائع القديمة من أحياء القاهرة الحالية أحياء السيدة زينب والقلعة والدرب الأحمر.

وأنشأ بن طولون قصره في موقع ميدان القلعة الحالي، وبدأ في بنائه في شعبان 256 هـجريًا عام 870 ميلاديا ويُحكى عن ضخامته أنه كان له 40 باباً، كان القصر بمثابة نواة لمدينة القطائع، وقد حول ابن طولون السهل الواقع بين القصر والجبل إلى ميدان كبير يضرب فيه بالصوالجة، وكان للقصر عدة أبواب منها باب الميدان الكبير لدخول وخروج الجيش، وباب الخاصة، وباب الجبل الذي يلى جبل المقطم، وباب الحرم، وباب الدرمون، وباب دغناج وسميا، كذلك نسبة إلى حاجبين بهذين الاسمين كانا يجلسان أمامهما، وباب الساج؛ لأنه كان مصنوعًا من خشب الساج، وباب الصلاة الذي يخرج منه ابن طولون للصلاة وكان على الشارع الأعظم وكان يعرف أيضًا بباب السباع.

كما شيد بن طولون مسجدًا آخر على جبل يشكر يعرف بمسجد التنور، ويذكر المؤرخون أن مسجد التنور هو موضع تنور فرعون، كان يوقد له عليه، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فاتخذوا له ما يريد، وكذلك إذا ركب من عين شمس، حيث يقال إن تنور فرعون لم يزل في هذا الموضع بحاله إلى أن خرج إليه قائد من قواد أحمد بن طولون فهدمه وحفر تحته، ويبدو أنه كان يظن أنَّ هناك مالاً مدفونًا تحته ولكنه لم يجد شيء وقد بنى أحمد بن طولون لهذا الجامع مئذنة، كانت تستعمل فيها النيران ليلاً لهداية الناس.

ووجه مؤسس الدولة الطولونية عام 263 هجريًا و877 ميلاديًا بإنشاء مسجد أحمد بن طولون؛ ليصبح ثالث مسجد بني في عاصمة مصر الإسلامية، بعد جامع عمرو بن العاص الذي بني في الفسطاط وجامع العسكر الذي بني في مدينة العسكر، وعلى الرغم من أن مسجد عمرو بن العاص لا يزال موجودا إلا أن المسجد الطولوني يعد أقدم مساجد مصر القائمة حتى الآن لاحتفاظه بحالته الأصلية بالمقارنة مع مسجد عمرو بن العاص الذي توالت عليه الإصلاحات التي غيرت معالمه، كونه صاحب أقدم مئذنة موجودة في مصر.
كما أنه المسجد الوحيد بمصر الذي غلب عليه طراز سامراء، حيث المئذنة الملوية المدرجة ويبلغ ارتفاع المئذنة 40.44 متر، فهو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالسيده زينب

وشُيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر ويُعتبر من المساجد المعلقة وهو أحد أكبر مساجد مصر حيث تبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية حوالي ستة أفدنة ونصف الفدان وقد بُني على شكل مربع مستلهماً من طرز المساجد العباسية وخاصة مسجد سامراء بالعراق الذي استلهم منه المنارة الملوية، إذ يعد المسجد نموذجا للتلاحم الإسلامي المسيحي الذي يزخر به تاريخ مصر القديم والمعاصر، حيث قرر بن طولون أن يستعين في تشييد هذا المسجد بأمهر المهندسين، ووقع اختياره على المهندس سعيد بن كاتب الفرغاني، المهندس المسيحي الذي كان معروفاً بمهارته في فن العمارة والبناء؛ لذلك استعان به في بناء القناطر والآبار التي عملت على توصيل المياه إلى مدينة القطائع، واستقر ابن طولون والمهندس سعيد بن كاتب على أرض فوق ربوة صخرية، كانت تسمى بـ"جبل يشكر" المعروفة الآن بمنطقة "قلعة الكبش".

وجدير بالذكر أن المسجد به 128 شباك تحيط بالمسجد من كل جهاته، مُصنعة من ألواح الجص المزخرف بزخارف هندسية تعود إلى العصر الفاطمي، إضافة إلى الصحن المربع الذي يتوسط المسجد، الذي تقع فيه قبة المسجد التي ترتكز على 4 عقود، كما يوجد 19 مدخلاً للمسجد من جهاته الأربعة.

وعلى غرار ذلك، تواصل الجهات المعنية بمحافظة القاهرة تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بالدولة، بتطوير وترميم المناطق الأثرية جنوب القاهرة، لذا بدأت المحافظة بالتنسيق مع هيئة المجتمعات العمرانية الووزارات المعنية بتطوير منطقة الفسطاط "مدينة القطائع" قديما، لإعادة أحيائها من جديد، وحفاظًا على المناطق الأثرية بالعاصمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك