دكتور حسام عبدالله.. الطبيب المصري الثائر يعلن اعتزاله الطب في لندن - بوابة الشروق
الأحد 13 يوليه 2025 9:17 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

دكتور حسام عبدالله.. الطبيب المصري الثائر يعلن اعتزاله الطب في لندن

صفاء عصام الدين
نشر في: الثلاثاء 21 يونيو 2022 - 8:09 م | آخر تحديث: الأربعاء 22 يونيو 2022 - 12:43 ص
غادر مصر في السبعينيات وحفر اسمه على جدار الشرف ببريطانيا
180 شخصًا مقربًا بينهم محمد أبو الغار وإبراهيم المعلم يشاركون فى حفل الاعتزال فى لندن
محمد أبو الغار يحكى لـ«الشروق» عن صديقه الذى شاركه هموم السياسة وحقوق الإنسان
ساهم فى تأسيس «مصريين ضد التمييز» ودعم «الحزب المصرى الديمقراطى»

فى حفل ضم أكثر من 180 شخصا، أعلن الطبيب الدكتور حسام عبدالله ابراهيم سعد الدين رئيس وحدة أطفال الأنبايب فى مستشفى ليستر بالعاصمة البريطانية لندن، اعتزاله الطب مع إتمام عامه السبعين.
لم يكن يعلم نجل أستاذ الاقتصاد البارز ابرهيم سعد الدين ــ عندما خرج من مصر عام 1975، هربا من تكرار ملاحقته أمنيا على خلفية اهتماماته السياسية، ومشاركته فى الحركة الطلابية ــ أن مستقبلا جديدا ينتظره بعد سفره لاستكمال دراسة الطب فى بغداد، ثم انتقاله للعمل فى بريطانيا، ليكون أول مصرى ينقش اسمه على جدار الشرف الزجاجى فى الجمعية الملكية الطبية البريطانية.
«الشروق» التقت الدكتور محمد أبو الغار ــ الكاتب والسياسى وأستاذ أمراض النساء والتوليد ورئيس المركز المصرى لأطفال الأنابيب، أحد أقرب أصدقاء الدكتور حسام عبدالله ــ الذى حكى لنا عن صديقه، وعن كواليس حفل الاعتزال الذى أقيم فى لندن بحضور الكثيرين من أصدقاء حسام عبدالله ومنهم أبو الغار والمهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق.
يقول أبو الغار: «حسام طبيب مهم جدا جدا فى مجاله، هو ابن إبراهيم سعد الدين أستاذ الاقتصاد فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، الذى كان عضوا فى الاتحاد الاشتراكى»، يستكمل أبو الغار: «وحسام كان طالبا ناشطا فى كلية طب قصر العينى وزوجته الدكتورة مديجة الصاوى كانت زميلته فى الكلية».

يسترجع أبو الغار قصة الدكتور حسام عبدالله قائلا: «أيام السادات تعرض للاعتقال وخرج، وبعد فترة وجد أن الموضوع صعب وأن هناك عقبات تمنع استكمال دراسته الجامعية فى مصر فسافر إلى بغداد ودخل كلية الطب، وأنهى آخر عامين فى دراسة الطب فيها ومن طب بغداد سافر إلى لندن».
اتجه حسام عبدالله للعمل فى اسكتلندا، ثم إلى لندن، يقول أبو الغار: «استطاع إقناع أحد الأساتذة المهمين فى هذا الوقت بقبوله للعمل معه ومساعدته والدخول فى مجال أطفال الأنابيب».
وبعد سنوات من العمل فى مجال أطفال الأنابيب أقنع عبدالله القائمين على مستشفى ليستر بإنشاء وحدة أطفال الأنابيب، يقول أبو الغار: «بدأ حسام من الصفر حتى أنشأ وحدة ناجحة جدا وأصبحت من أهم وحدات أطفال الأنابيب فى العالم ونشر أبحاثا علمية جيدة جدا فى هذا المجال».
علاقة أبو الغار وعبدالله، ليست مجرد علاقة تعاون بين اثنين من أهم الأطباء المصريين فى مجال طب النساء وأطفال الأنابيب، لكنها تمتد لتشمل الاهتمامات العلمية واهتمامات أخرى سياسية وعامة.
عبدالله الذى كان طالبا فى كلية طب قصر العينى عندما كان أبو الغار مدرسا فى الكلية، لم يتمكن من المشاركة فى الأنشطة التى يرعاها أبو الغار ضمن الأسرة التى شكلها، لكن فيما بعد ومع بدايات التعاون والتواصل فى الثمانينيات، جمعت بنيهما العديد من الاهتمامات المشتركة مرة أخرى.
ويقول أبو الغار إن عبدالله «يختلف عن أطباء آخرين مصريين فى الخارج لأن له نشاطا آخر يهتم بالشأن المصرى والفلسطينى، كان يظهر فى الفضائيات التى تبث من لندن للحديث عن مصر وفلسطين». كما شارك بكتابة عدد من المقالات منها المنشور فى «الشروق» عقب ثورة يناير، عندنا نفس الأفكار العامة من الايمان بالحرية والديمقراطية وأولوية الصحة والتعليم ويجب أن يكون لهم أولويات وليس المبانى والأسمنت فقط».
مع ثورة يناير والانفتاح السياسى ومشاركة أبو الغار فى تأسيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، انضم الدكتور حسام عبدالله للحزب، ويحكى أبو الغار: «انضم للحزب وكان يرسل لنا تبرعات وقبل الثورة شارك معنا فى تأسيس جمعية مصريين ضد التمييز».
لم يكن قرار الاعتزال مفاجئا، ربما الظروف الصحية التى مر بها عبدالله قبل سنوات دفعته للتفكير فيه، «مر بظروف صحية قبل سنوات وأجرى عملية زرع كبد وظروفه منعته عن العمل فترات طويلة، لكن بالكفاح والمثابرة استطاع أن يكمل، والوحدة التى يرأسها واصلت عملها بنجاح فى فترات مرضه». يستكمل أبو الغار شارحا قرار اعتزال عبدالله بقوله: «قرر أن يعتزل العمل الطبى بعد إتمام السبعين، ونظم وزوجته حفلة كبيرة بمناسبة اعتزاله لشكر كل الناس الذين ساعدوه، دعا كل الأطباء الذين عمل معهم وطاقم العمل سواء من استمر معه أو ذهب للعمل فى مجال آخر، ودعا كل الأطباء وطاقم التمريض».

لم يكتف أبو الغار بالاستجابة لطلب الدكتورة مديحة زوجة عبدالله بإرسال كلمة مكتوبة وقراءتها فى الحفل، بل أصر على السفر للحضور بجانب صديقه، الذى وجه الشكر فى حفل العشاء لكل من سانده من بداية رحلته فى إنجلترا حتى إنهاء العمل فى الوحدة.
يحكى أبو الغار عن المكان الذى أقام فيه عبدالله الحفل «اختاروا ناديا اسكتلنديا وسط لندن، عمره أكثر من مائة سنة، عبارة عن بيت قديم جدا ملىء بالصالونات وأماكن الطعام وأماكن تدخين السيجار، وممنوع الدخول دون بدلة ورابطة عنق، وتوجد أيضا شروط لملابس النساء».
تجربة عبدالله وحفل اعتزاله كانت فرصة للحديث مع أبو الغار عن مستقبل الطب والأطباء فى مصر، خاصة أن عبدالله فى أحد حواراته المنشورة فى الشروق من قبل، تحدث عن كلية طب بغداد التى كان يدرس بها نفس مناهج الطب فى لندن.
أبو الغار يتحدث عن جودة تعليم الطب فى مصر «دراسة الطب طول عمرها عندنا على أعلى مستوى، وعدد الدكاترة المصربين فى أوربا وأمريكا كبير جدا»، وهو مؤشر على تعلمهم بشكل جيد.
لكن يتوقف أبو الغار أمام تغيير طريقة دراسة الطب فى مصر، ونقل تجارب جامعات أجنبية مع تغير فى المحتوى والتدريس بطرق لا تتناسب مع الوضع فى مصر «الطب طول عمره سنة أساسيات وعامة بعدها تعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء وعلم الأنسجة الحيوية ثم علم الأدوية وعلم الأمراض والصحة العامة من السنة الرابعة نبدأ فى دراسة الأقسام الاكلينيكية باطنة وجراحة، وفروع النساء والأطفال والحاجات المتخصصة فيما بعد، أما الآن تغير شكل الدراسة، وجامعات فى العالم تسير على نفس النظام الذى يدرس الفرع على بعضه وهذا ما يتم تطبيقه فى مصر حاليا، لكن فيه مشاكل كثيرة إننا لم تأخذ النظام كما هو، وعملنا عليه تعديلات لخبطته، وهذا النظام يتطلب طرق تدريس مختلفة وعدد طلاب أقل».
وبشأن مستقبل الطب فى مصر، قال أبو الغار: «مستقبل الطب ماشى مع مستقبل مصر، مصر لما تتقدم الطب يتقدم والهندسة والصحافة والشارع، ولما مصر تخيب كله هيخيب»، يستكمل: «التلامذة المصريين شطار جدا لو اتيحت لهم فرصة كويسة يقدروا يعملوا شغل كويس».
وتطرق أبو الغار إلى ظاهرة هجرة الأطباء خاصة حديثى التخرج، ويشير إلى الفرص المفتوحة فى الدول الأوربية، وتردى وضع الأطباء حديثى التخرج فى مصر وضعف الأجور.
ويقول أبو الغار: «زمان كانوا يتقاتلون على العمل فى القصر العينى، والواحد يموت نفسها علشان يبقى نائب، دلوقتى من يحصل على وظيفة نائب لا يستلم».
يعتبر أبو الغار أن الإجراءات التى اتخذتها الدولة من رفع أجور أو زيادة بدل العدوى لا تحدث فرقا كبيرا فى معيشة الطبيب مع حالة الغلاء الكبيرة.
«الأطباء يعملون فى ظروف صعبة جدا، الموضوع صعب جدا على الدكاترة الصغيرين، كمان الفوضى الموجودة، كل يوم فى مستشفى خناقة واعتداء على المستشفيات والأطباء ومفروض فى قانون يجرم الاعتداء على موظف أثناء تأدية عمله».
يستبعد أبو الغار ارتفاع ظاهرة الأخطاء الطبية «لا أعتقد أن الأخطاء الطبية معدلاتها عالية، ولابد من إجراء دراسة، لكن طبعا الناس لا تتفهم إن العمليات الجراحية أى كانت لها مشاكل، وقد تؤدى لمضاعفات، وياما ناس راحت عملت عمليات برة وماحدش اتكلم فى نسبة بتحصل مشاكل، لكن الإهمال الطبى موضوع أخر، يعنى انك لا تمنح المريض الرعاية الكافية دى حاجة غير مضاعفات العلاج الطبى».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك