عن نجيب محفوظ: قل ولا تقل - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 1:02 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن نجيب محفوظ: قل ولا تقل

نشر فى : السبت 1 يناير 2011 - 9:31 ص | آخر تحديث : السبت 1 يناير 2011 - 9:32 ص

 قل: الأديب المصرى نجيب محفوظ، ولا تقل: الأديب العالمى نجيب محفوظ، فبلاد الدنيا تفخر بمبدعيها تنسبهم إلى نفسها، وهذا حق من حقوقها، كما أن من حق المبدع أن ينسب لوطنه.. فى كتب التاريخ والدراسات النقدية، يكتب اسم الأديب مسبوقا أو ملحوقا باسم دولته، هو ينتمى لها بقدر ما تنتمى له، حتى لو كانت ضده أو هو على خصومة معها: بوريس باسترناك، شاعر روسى. إيفو أندريتش روائى يوغسلافى. وول سونيكا، مسرحى نيجيرى. بابلو نيرودا، شاعر إسبانى.. كذلك الحال بالنسبة لنجيب محفوظ، الذى يحلو لبعض المذيعين السخفاء، هواة الاستعراض المقيت، إطلاق صفة «الأديب العالمى» نجيب محفوظ، وهى صفة لا معنى لها وإن كانت تعبر عن إحساس مريض بالنقص، وترفُّع سمج عن «المصرية».


لم يكتب نجيب محفوظ أى مقدمة لرواياته سوى مرة واحدة، وعلى طريقته التى لا تنتمى إلا له، وذلك فى «أولاد حارتنا»، فتحت عنوان «افتتاحية» لخص ببراعة، وبلغته العربية الآسرة، دوره، ومعنى وهدف الأدب الذى أبدعه، وهمومه الممتزجة بهموم المصريين.. يقول: «كانت مهمتى أن أكتب العرائض والشكاوى للمظلومين وأصحاب الحاجات. وعلى كثرة المتظلمين، الذين يقصدوننى فإن عملى لم يرفعنى عن المستوى العام للمتسولين فى حارتنا».

عايش نجيب محفوظ المصريين، سكان الأزقة والعطوف، جالسهم على المقاهى وفى مكاتب الموظفين، عرفهم فى تواضعهم وغرورهم، فى رحمتهم وبطشهم، تفهم آمالهم وأحزانهم، حتى إن المرء يحس أن كل قطرة دم بداخل عروقه، وكل قطرة حبر تحولت إلى كلمات له، إنما هى مصرية خالصة، وبالتالى فإن من يرنو لمعرفة مصر، عليه بقراءة نجيب محفوظ.. فكيف تنزع عنه جنسيته، بالميلاد والاختيار والامتزاج، ليقول «الأديب العالمى».

قل الكاتب المصرى، الحاصل على جائزة نوبل، ولا تقل «أديب نوبل»، فالقيمة الرفيعة لنجيب محفوظ، توافرت قبل وبعد نوبل.. الجائزة الثمينة، المرموقة، لم تضف لقامته طولا، ولكنها جاءت بمثابة الاعتراف المنصف، وربما الواجب بإبداع الروائى المصرى.

قل قناة نجيب محفوظ، ولا تقل برامج عن نجيب محفوظ، وهذا الكلام موجه للتليفزيون المصرى، فيما يتعلق بالاحتفال بمئوية كاتبنا، فللتليفزيون إنجاز محمود حين خصص قناة بمناسبة العيد الخمسينى لبداية إرساله، وأحسب أن إعادة عرض عشرات المسلسلات والأفلام الطويلة والقصيرة والمسرحيات، المأخوذة عن أعمال نجيب محفوظ، فضلا عن الندوات حولها، السابقة والحديثة، بالإضافة لصنع أفلام تسجيلية مع من عرفوا نجيب محفوظ إنسانيا وأدبيا، وغيرها ــ سيكون حدثا ثقافيا هائلا. إن هذه القناة المأمولة، تليق بنجيب محفوظ وبالتليفزيون.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات