فكاهة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 2:55 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فكاهة

نشر فى : الثلاثاء 2 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 2 يوليه 2013 - 8:00 ص

حتى فى أشد المواقف إثارة للقلق، ثمة ما قد يبعث على الضحك. وفى أيامنا هذه، الحبلى بأفضل وأسوأ التوقعات، وكلنا نهبأ للتوتر، لم نلتفت لعناصر الكوميديا المتوافرة فى الواقع، والتى ستتحول، فيما بعد إلى مشاهد بالغة الطرافة، فوق خشبة المسرح أو على شاشة السينما.. انظر معى، على سبيل المثال، إلى المفارقات المعتملة فى ثلاثة أحداث، اندلعت فى الأسبوع الأخيرة.

 

تحت عنوان «مصادر أمنية توفيق عكاشة لا يزال مختبئا»، يسرد الخبر، فيما يشبه سيناريوهات القدير، أبوالسعود الإبيارى، حيث نقرأ تأكيدا بنفى اقتحام القوات لاستوديوهات قناة الفراعين، ذلك أن «عملية البحث عنه داخل الاستوديو تمت فى هدوء تام».. هكذا، كما لو أن المكلفين بالقبض على الرجل، تسللوا فى صمت، على أطراف أصابعهم، إلى المكان المقصود، تفتيشا عن علبة أو إبرة، وليس عن شخصية معروفة، صوتا وصورة.. وبعد تأكيد المصادر الأمنية أن عكاشة لم يخرج من بوابات مدينة الإنتاج الإعلامى، ترجح أحد أمرين. إما يكون «مختبئا فى أحد الاستوديوهات».. وهو احتمال كوميدى بامتياز، فسواء كان الاختباء بالجلوس القرفصاء تحت أحد المكاتب، أو الوقوف صامتا داخل دولاب، أو التخفى فى ملابس يستعيرها من المخازن، وغالبا، سيختار، وفقا لمزاجه، جلباب فلاح دقهلاوى من بلقاس، ولن يفوته وضع طاقية فوق رأسه وبلغة فى قدميه، وإذا وجد حقيبة ماكياج فإنه قد يضع فوق شفته العليا، شاربا كثيفا، من دون لحية، لأنه لا يحب اللحى.

 

يؤكد المصدر أن عكاشة لم يخرج من البوابات، فالأوامر تقضى بالقبض عليه فور رؤيته، وبالتالى، فمن المحتمل أن يكون «فر هاربا من خلال أحد الأسوار».. وهو احتمال يؤدى إلى مشاهد ضاحكة، فإما أن عكاشة، العفريت، تسلق السور، أو أن الداهية أحدث ثقبا فى الجدار، أو أن الطاقية التى وضعها العكروت على رأسه كانت طاقية الإخفاء. جمال الشاعر، المذيع المرموق، الأديب المثقف، المعروف بدماثته، قلب المائدة، بهدوء وحزم، على وزير الإعلام الإخوانى، صلاح عبدالمقصود، ورئيس التليفزيون الملتزم بالسمع والطاعة، شكرى أبوعميرة.. جمال الشاعر، فى برنامجه «كلم مصر»، استضاف نخبة محترمة من أساتذة القانون، ورئيسى الجاليتين المصريتين فى الكويت وفرنسا.. مسار الحوار، فيما يبدو، لم يكن مرضيا للسادة. أصدروا أمرا بإيقاف البرنامج على الهواء، وتم إبلاغ المذيع، سرا، بهذا الأمر، خلال السماعة التى يضعها على أذنه.. وبينما شاهد الجمهور رد فعل جمال الشاعر، المتسم بالكرامة والكبرياء، وهو يحتج، فى سابقة جديرة بالاحترام، على ما يجرى معه، ومع الآخرين، من ممارسات القيادات الفاشلة، الفاشية، فإن الجمهور، لم ير رد فعل تلك القيادات، فى حجرات المراقبة، وقد فوجئت بالتصرف.. موقف يحتاج لكاتب ساخر، يعرف كيف يثأر من المغرورين، بأوهامهم حول قوتهم ونفوذهم، حين يجدوا أنفسهم فى وضع زرى.. إنها كوميديا السلوك. عمنا الكبير، مقاما وسنا، مكرم محمد أحمد، الرجل الشريف، البناء، الذى يخفق قلبه بعشق بلاده المحب للسلام والوئام، صاحب القلم الذى لم يكتب إلا ما يؤمن به، وما يراه صوابا، الوقور، لا أظن أنه توقع، أو تخيل للحظة، أن يشن عليه الرئيس محمد مرسى، هجوما مباغتا، من دون مناسبة أو مبرر.. ماذا كان يفعل الأستاذ حينذاك، هل كان نائما وأيقظه رنين تليفون يخطره بالأمر العجيب، وكم كانت دهشته، أم أنه كان يتابع الخطاب الطويل، الممل، المفكك، والتفت عندما ذكر اسمه، وهل صدق ما يسمعه ويراه.. وبماذا علق، وما هى تعبيرات وجهه?.. هذه كلها أمور تحتاج لكاتب يعرف أصول الدراما، ويدرك أن الكوميديا، فى أرقى مستواتها، هى الجانب الآخر للمأساة.

 

 

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات