خطة حرق مصر - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطة حرق مصر

نشر فى : الخميس 3 فبراير 2011 - 1:30 م | آخر تحديث : الخميس 3 فبراير 2011 - 1:30 م

العقل الجهنمى الذى وضع خطة إنقاذ وجه مبارك على النحو الذى شهدته العاصمة أمس يستحق المحاكمة بتهمة التدبير لمذابح جماعية، وإثارة الحرب الأهلية.


الطريقة التى تم بها حشد جموع مسلحة للهجوم على محتجى التحرير، نسخت أساليب الأنظمة الشمولية فى الانتخابات ومناسبات التجديد للرئيس الملهم الذى لا تستطيع الشعوب اليتيمة أن تعيش من غيره. والطريقة التى تعامل بها من يرفعون صور مبارك فى شوارع المهندسين أمس مع العابرين تعنى أنهم نزلوا لأهداف محددة، هى إشاعة المزيد من الفوضى وإرهاب الناس فى بيوتها، وجر مصر، تذكروا اسم بلدنا، إلى أبواب الانتحار الوطنى.


الفارق خرافى بين شكل وأسلوب شباب التحرير، الذين يصنعون التغيير بدمائهم فى طول مصر وعرضها، وبين من أطلقتهم جهات مجهولة إلى شوارع المهندسين بكلاكسات السيارات الصاخبة، يخاطبون المارة بالشتائم وحركات الأصابع البذيئة، وإلى ميدان التحرير بالجمال والخيول على طريق عصابات القرون الوسطى، ليسحقوا زهرة شباب مصر، تذكروا اسم بلدنا.


المئات سقطوا منذ اندلاع انتفاضة التحرير حتى كتابة هذه السطور ظهيرة الأربعاء، لكن الآلاف مرشحون للسقوط فى الحريق الذى أشعله مجهولون، يدافعون عن مصالح مجهولة، ويخططون لإذلال البلد عبر حرائق وقودها الناس والمستقبل كله.


يريد العقل المدبر لمذابح الأمس أن يرى الناس الفارق بين الاستقرار والتغيير، ويحلمون بالليالى السعيدة فى ظل الحكم المنقضى، حيث لا بلطجية ولا قنابل دخان، والعقل المدبر لا يخسر سوى بعض «التسهيلات» المادية واللوجستية، فالحريق يحصد الأرواح بعيدا عن المكاتب المكيفة، المحصنة.


البيان الذى أصدره بعض رموز من مفكرى مصر أمس، يشير فى دخان الحريق إلى مخرج سياسى لم يعد الأمر يحتمل تجاهله، وهو تكليف نائب الرئيس بتولى الفترة الانتقالية، أيا كانت مدتها أو طبيعتها، لكن النقطة الأولى بالرعاية هى التضامن الكامل مع جموع الشباب فى التحرير وسائر أماكن التجمع فى مصر، «ويطالب الموقعون على البيان بحماية أمنهم وسلامتهم الشخصية».

المشهد التاريخى للرئيس يقود الحرب على شعبه أمام شاشات الكمبيوتر، اكتمل ظهر أمس بخروج شخصيات الحزب الوطنى، أمين التنظيم الجديد وأمين المهنيين، (تأمل: المهنيين)، لقيادة جحافل التأييد لمبارك فى ميدان مصطفى محمود، بأسلوب قيادة الألتراس فى ماتشات الكرة، قبل أن ينتقل الموكب المظفر إلى التحرير، لاستكمال مسيرة «الاستقرار والإنجازات».


سيذهب الجميع وتبقى مصر، تحتفل بميلاد الحرية فى ميدان الحرية الأكبر فى العالم، وتصلى العيد فى ساحة مصطفى محمود ذات فجر تحوم على أطرافه حمامات بيضاء مسالمة تحتفل بميلاد مصر الجديدة، وتذكروا اسم مصر.


محمد موسى  صحفي مصري