المدارس والعطلة الصيفية وتعليم التسامح - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المدارس والعطلة الصيفية وتعليم التسامح

نشر فى : الإثنين 3 أغسطس 2015 - 7:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 3 أغسطس 2015 - 7:25 ص

بينما تتوقف أغلبية مدارسنا الحكومية والخاصة عن استقبال التلاميذ والطلاب خلال العطلة الصيفية، تقدم أغلبية المدارس الحكومية والخاصة فى البلاد المتقدمة برامج لتنمية المهارات الذهنية ولتنمية القدرات الرياضية وللتشجيع على القراءة فى تخصصات مختلفة ولتعلم اللغات الأجنبية وللترفية المرتبط بالأسفار الداخلية والخارجية.

تضمن هذه البرامج تمتع التلاميذ والطلاب بالعطلات الصيفية من خلال التعرف على «الجديد»، وتعرضهم بإيجابية لخبرات واختبارات حياتية تتميز عن إدارة التعليم المدرسى ومناهجه فى فترات العام الدراسى.

فى بعض المجتمعات الأوروبية، تعالج برامج العطلة الصيفية قضايا شديدة الأهمية للتلاميذ والطلاب وفى أحيان كثيرة لأسرهم وربما لقطاعات سكانية مؤثرة وواسعة، وتعالجها على نحو يمزج بين الأخلاقى والإنسانى والمجتمعى والترفيهى.

يلفت نظرى فى العطلة الصيفية الحالية إقبال بعض المدارس الأوروبية على تقديم برامج لبناء وعى التلاميذ والطلاب بشأن قضية اللجوء وأوضاع اللاجئين وتحديات الانتقال والرحيل والبحث عن ملاذات آمنة بعيدا عن الأوطان المأزومة إن بالحروب أو بالصراعات الأهلية أو بالاستبداد أو بانهيار الدول الوطنية وتفسخ المجتمعات أو بالفقر والبطالة وغياب تكافؤ الفرص وإمكانيات الترقى الاقتصادى والاجتماعى. تقدم برامج للتلاميذ والطلاب عن اللجوء، ويقومون بزيارة منازل اللاجئين ويتعرفون على أوضاعهم، والبعض يستضيف أطفال وشباب الأسر اللاجئة للاقتراب منهم والتخلص من مقولات العنصرية وكراهية الآخر وممارسة التسامح. تقدم هذه البرامج من قبل المدارس، وتسهم فيها منظمات المجتمع المدنى والسلطات الحكومية المحلية والوطنية.

هذه بعض الأفكار لمدارسنا الحكومية والخاصة علها تقتدى بها، وعلنا ندرك أن التعليم والنظم التعليمية المتكاملة تصنع الفارق المذهل بين الشعوب المتقدمة والشعوب التى لم تلحق بقطار التقدم وتمكن أيضا من اللحاق بالمتقدمين حين تتوفر الإرادة المجتمعية والسياسية.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات