حوار فى الضفة - نبيل عمرو - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 10:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حوار فى الضفة

نشر فى : الأحد 5 أغسطس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 5 أغسطس 2012 - 8:00 ص

مازال فوز مرشح الإخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة المصرية، وقبل ذلك فوز الإخوان فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، يطرح سؤالا شعبيا فلسطينيا خلاصته..

 

هل هذا فى مصلحة القضية الفلسطينية أم لا؟

 

وتختلف الإجابات باختلاف الانتماءات، والتصنيف هنا فى غاية البساطة والسهولة، فالإسلامى الفلسطينى مع الإسلامى المصرى بلا نقاش، والفتحاويون الفلسطينيون مع اى مرشح غير إسلامى، أما المستقلون فيتوزعون على الجانبين وفق منطلقات متباينة ومقاييس غير موحدة.

 

قبل أيام قليلة من نشر هذه المقالة، نظم منتدى الفكر العربى الفلسطينى حلقة نقاش حول هذه المسألة بالذات، ولقد دعيت للمشاركة انطلاقا من تقديرات قادة المركز، لجدارتى فى الحديث حول هذا الأمر بصفتى كنت سفيرا لفلسطين فى عهد مبارك، مع افتراض اننى مازلت أتابع تطورات الأوضاع فى مصر.

 

ولقد جازفت والأجواء الإسلامية لا تزال احتفالية بالفوز، باستنتاج أن الإخوان فى مصر فازوا حقا فى الاقتراع إلا أنهم لم يفوزوا بالسلطة وأضفت إنهم كانوا الحزب الوحيد فى عالمنا العربى الذى وصل إلى السلطة بعد كفاح دام ثمانين سنة، وقد يغادر فى مدة لا تزيد على أربع سنوات.

 

وجازفت كذلك بالقول إن الإخوان سارعوا إلى الدخول فى امتحان مفصلى وهم غير مستعدين له، وأن أقدارهم التى ساقت لهم نجاحا انتخابيا فى مصر بالذات سوف تضعهم فى موقع أن أحرزوا نجاحا فالأمر سيكون أقرب إلى المعجزة، وأن أحرزوا فشلا فلن يكون هذه المرة مصريا بل شرق أوسطيا.

 

وجازفت كذلك بالقول إن الإخوان دخلوا القالب الفولاذى الذى كانوا يعيبون على غيرهم وجودهم فيه، فبعد معارضة شرسة للاتفاقات المصرية الإسرائيلية فقد أعلنوا لأول مرة فى التاريخ التزامهم بهذه الاتفاقات وحمايتها، وكانوا ضد الإغلاق المفروض على غزة وضد التقاعس فى نجدتها حين تعرضت للرصاص المصبوب، وحتى الآن وإلى أجل غير مسمى لن يحدث ذلك التغيير المنشود، بل بدأ الإخوان وأنصارهم فى تفسير وتفهم عدم التغير، وحتى السيدة الفاضلة مندوبة حماس فى الحوار قرأت موقف مرسى على أنه سيكون أفضل من موقف مبارك فى مسألة الإنفاق وبعض التسهيلات.

 

وجازفت بالقول إن مستقبل حكم الإخوان فى مصر لن يحدده منتسبو الجماعة وإنما الناخب المصرى، الذى وضع مقياسا صارما للتصويت فى المرة المقبلة، سواء كانت بعد شهر أو بعد أربع سنوات، وهذه المقاييس ستفرض نفسها بقوة، وسيكون الحكم عليها ليس كما كان فى السابق بفعل قوة الوعد وقوة استغلال عجز النظام او فساده أو فشله بل بقوة الإنجاز، وما يهم المصرى أمور كثيرة، غير أن يُقال له ليل نهار الإسلام هو الحل.. وكفى!

 

المقياس الأول مدى تطوير موقع وقدرات وثقل مصر إقليميا ودوليا، وهذا أمر أخذ على النظام السابق إهماله له، وصار لزاما على النظام اللاحق أن ينجزه فعلا لا قولا، وفى عصر السرعة لن ينتظر المصريون سنوات طويلة دون رؤية الإنجاز، ولن يتفهموا الاكتفاء بسرد أسباب الإخفاق.

 

المقياس الثانى مدى جودة النظام السياسى ورسوخه وعدالته وحداثته ومؤسساته، وهذه هى الوصفة الوحيدة للقضاء على الفساد بجميع أشكاله ومستوياته وتوفير الأرض الصلبة لانطلاقة مصر الجديدة التى حلم بها الثوار الذين بمبادرتهم وحدها أطاحوا بالقديم دون أن يسعدوا بالجديد!

 

المقياس الثالث.. مستوى الحياة.. فالمصرى الذى يعانى هو الأقدر على تحديد مدى نجاح النظام فى رفع مستوى حياته اقتصاديا وتعليميا وصحيا.. إلخ.

 

إن كل نظريات التبرير واجتراح التفسيرات لعدم النجاح، لن تفلح فى جعل المصرى الذى ازداد فقرا أن يصوت لحزب أخذ فرصته وأخفق فى تحقيق وعده.

 

وبوصفى غير منتمٍ إلى فصائل العمل الإسلامى إلا إننى كفلسطينى أرى أن مصر القوية هى ضمانة عدم ضياع حقوقى، حتى تتوافر مقومات استعادة هذه الحقوق، وإن تفاؤلى وتشاؤمى وإن كانا محكومين حتى الآن بالاستنتاج والقياس، فبعد زمن غير طويل سيحكمان بالوقائع والإنجازات، واسأل الله مخلصا أن أكون على خطأ حين استنتج مسبقا قلة الإنجاز قياسا لغزارة وقوة الوعد.

التعليقات