من يذبح الفلسطينيين؟ من يقتل أطفالهم؟: خزاعة.. أو بيومى فؤاد!! - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 2:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من يذبح الفلسطينيين؟ من يقتل أطفالهم؟: خزاعة.. أو بيومى فؤاد!!

نشر فى : الثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 8:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 8:15 م

يشعر المراقب لحركة الرأى العام المصرى على مواقع التواصل الاجتماعى بالكثير من القلق بسبب سهولة جره إلى معارك ثانوية تشغله عن قضاياه الرئيسية؛ ففى الوقت الذى يتعرض فيه الشعب الفلسطينى لإبادة جماعية تعرض فظائعها على الهواء مباشرة، انشغل جمهور «السوشيال ميديا» بموضوع المقاطعة، وذلك المشروب القديم الذى جرى الدفع به عوضا عن مشروبات الشركات العالمية، وهو أمر طيب ومطلوب فى كل الأوقات أن نعظم من المنتج المصرى وكبح ثقافة الاستهلاك التى صارت تحاصرنا وتسرق ما فى جيوبنا عن رضا وطيب خاطر.. ورغم نبل مقصد مقاطعة المنتجات التى تدعم الكيان الصهيونى الذى يذبح شعبنا فى فلسطين إلا أنه من غير المنطقى على الإطلاق أن يطغى الانشغال بتلك المقاطعة على أخبار المذابح ذاتها!
***
لم نكد ننتهى من موضوع المقاطعة تلك حتى اشتعلت الحرب الأهلية فى الساحة الفنية بعد اعتذار الممثل محمد سلام عن المشاركة فى مسرحية كوميدية قبل عرضها فى الرياض، تضامنا مع الشعب الفلسطينى، وما كادت أن تهدأ عاصفة التأييد والحفاوة بالرجل حتى أشعل الممثل الآخر بيومى فؤاد مواقع التواصل بكلماته التى أدان فيها تصرف زميله، ومن هنا قامت القيامة وتحولت كل مشاعر الغضب عن الفظائع التى يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطينى الأعزل إلى بيومى فؤاد!.
رجال ونساء.. كبار وصغار.. صار هدفهم توجيه أبشع الشتائم لبيومى فؤاد.. شعر المرء أننا بصدد ذلك المشهد من فيلم الشيماء الذى صار فيه ذلك «البيومى» يلعب دور «خزاعة» (قبيلة عربية شهيرة).. فيقول أحمد مظهر لرجل من بنى بكر محرضا له على الأخذ الثأر:
من قتل نساءكم؟ فيرد الرجل: خزاعة.
من هم ألد أعدائكم؟: خزاعة.
من قتل كلثوم وسلمى والزبير؟ فيرد الرجل بأعلى الصوت: خزاعة.
وهكذا صار توجيه أبشع الشتائم لخزاعة أو بيومى فؤاد وسيلة يعبر بها هذا أو ذاك عن وعيه السياسى ومشاركته الوجدانية للشعب الفلسطينى فى الوقت الذى تضرب فيه طائرات العدو الغاشم المستشفيات والمدارس فى غزة.. ألا ترون أنكم منحتم فؤاد هذا أهمية تفوق ملايين المرات حجمه الفنى؟!.. إنه ليس محمود المليجى ولا أحمد زكى ولا عادل إمام ولا نور الشريف ولا أى من أكابر ممثلينا حتى نغضب كل ذلك الغضب من تصرف أحمق اقترفه.
***
قد يسأل البعض وماذا فى يد الناس أكثر من حملات المقاطعة ودعم كل متعاطف مع الشعب الفلسطينى؟
فى إجابتى على هذا السؤال أقول إن الانشغال بما سبق على أهميته هو هروب عن الواجب إلى أشياء أقل فى الأهمية على سلم الواجبات.. ألا يرى شبابنا (وهم صلب جمهور السوشيال ميديا) خصوصا الذين يجيدون اللغات الأجنبية أن عليهم دورا فى التعريف بالقضية الفلسطينية والظلم الواقع على الشعب الفلسطينى من خلال مواقع التواصل نفسها بمخاطبة الجمهور الغربى الذى لا يريه ساسته ولا إعلامه فى الأغلب الأعم إلا ما يدعم إسرائيل؟
هذه هى المعركة التى تنبه لها الكثير من الشباب العربى ممن يعيشون فى الغرب وكذلك أصحاب الضمائر اليقظة من كل دول العالم.. تجدهم لا يكتفون بكتابة منشورات تدعم الحق الفلسطينى وتفضح جرائم الاحتلال.. بل تجدهم يجرون مناقشات بالحجة والبرهان مع آخرين من دول عدة فى التعليقات على ما تنشره مواقع الصحف ووسائل الإعلام الكبرى بلغات هذه الوسائل ويتفاعل معهم الناس.. فتجد من يتفق ومن يختلف ومن يطلب المزيد من الإيضاح.
يجرى ذلك ليس على طريقة اللجان الإلكترونية إياها، ولكن يقوم بها شباب واعٍ بعروبته ومؤمن بحق الأشقاء الفلسطينيين فى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. ومؤمن بأنه حق عليه نصرتهم بإخبار العالم عن جرائم الاحتلال الشنيعة بحقهم.. يتناقش الشباب العربى بمنتهى الرقى والحجة.. وهذا هو سبب التضييق الذى تمارسه بعض المنصات على كل محتوى متعلق بفلسطين وما يجرى فيها.. «السوشيال ميديا» صارت ساحة حرب للفوز بتعاطف قطاعات كبيرة من الرأى العام العالمى وتشكيل الصور الذهنية عن القضايا الكبرى.. إما أن نربحها أو نقاتل فيها بشرف.. أو ندعنا من كل ذلك للتفرغ لفريضة «التحفيل» على بعضنا البعض عقب كل مباراة فى كرة القدم!!
***
من يقتل أطفال فلسطين؟
من يهدم البيوت على رءوسهم ورءوس آبائهم وأمهاتهم؟
ليست خزاعة.. أو بيومى فؤاد.. إنها إسرائيل.. قولوا ذلك للعالم.

التعليقات