الإخوان فى الأنفاس الأخيرة - محمد موسى - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 10:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإخوان فى الأنفاس الأخيرة

نشر فى : الأربعاء 9 أبريل 2014 - 6:20 ص | آخر تحديث : السبت 1 نوفمبر 2014 - 2:20 م

مبكرا جدا، وبعد يومين من فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة، كتب أحد مناصرى الإخوان على فيس بوك أن «الانقلاب الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة، أكاد أقسم أنها أيام قلائل وسينتهى هذا الانقلاب للأبد».

فى بداية أكتوبر، قال حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط لقناة «الجزيرة» إن «الانقلابيين يشعرون بالضعف والخطر، والانقلاب فشل إكلينيكيا بعد مائة يوم من الحكم، وأنه يحتضر».

وفى آخر أيام سبتمبر، غرد الناقد الرياضى السابق علاء عبد الصادق بأن «شعب مصر العظيم لم ولن يهدأ، والانقلاب يحتضر».

الشيخ محمد مصطفى المقرئ، القيادى بالجماعة الإسلامية، قال فى ٢٤ نوفمبر إن الانقلاب بات على وشك الموت السريري، وقريبا سيلفظ أنفاسه الأخيرة. وهو ما أكدته عزة الجرف بعد أسبوعين فى تغريدة.

صيحة تحريض فى ٢ يناير، جاءت من «أ. طارق جودة»، وهو داعية إسلامى كما تطلق عليه صفحة إخوان بورسعيد، التى كتب فيها أن‎«الانقلاب يحتضر فأجهزوا عليه». ونشرت صفحة إخوان أون لاين فى ٢٠ مارس الماضى خبرا وليس هتافا، يقول إن الانقلاب يحتضر بعد امتناع 12 مليون مشترك عن سداد فواتير الكهرباء.

الانقلاب لا يحتضر وحده، فالإخوان أيضا يلفظون أنفاسهم الأخيرة، وهذه هى الأدلة.

اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، قال فى ١٦ ديسمبر إن ما نشهده من عمليات إرهابية سوف يتطور فى الفترة المقبلة، مضيفاً أن الإرهاب فى «أنفاسه الأخيرة».

ووجه هشام زعزوع وزير السياحة انتقادا لاذعا لعملية التفجير التى وقعت بمحكمة شمال الجيزة فى ١٤ يناير، مؤكدا أن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة. لكن الإرهاب استمر، وضرب مديرية الأمن صباح الجمعة ٢٤ يناير، وهذا لم يمنع الكاتبة فريدة الشوباشى من تكرار أن الإرهاب يلفظ بهذه التفجيرات أنفاسه الأخيرة، ومصر لن تستسلم للجماعة التى تريد تحويلها الى سوريا.

عبد الرحيم على فى ٢٨ يناير شدد على أن «الإخوان يلفظون أنفاسهم الأخيرة بعمليات خسيسة، ولن يستطيعوا القضاء على أفكار المصريين المعتدلة»، ثم جاء الخبر من أهله فى٢٢ مارس، حين قال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إن الإرهاب يحتضر, وسوف يتم القضاء عليه نهائيا، وقريبا.

ليس هذا حصرا لتصريحات الجانبين بهذا الصدد، لكنه عينة من الطعام اليومى للمصريين على موائد الإعلام والتواصل الاجتماعى والكذب. المصرى الطبيعى توقف عن التصديق، فيهز رأسه وهو يستمع لكلا الطرفين، وربما يتذكر الآية 113 من سورة البقرة، «وقالتِ النَّصارَى ليستِ اليهودُ على شيءٍ..».

فى ديسمبر الماضى نشر مؤشر الديمقراطية تقريرا عن حالة الاحتجاجات الطلابية فى مصر خلال شهر نوفمبر. المتوسط اليومى كان 17 احتجاجا، بارتفاع قدره 26 % عن الشهر السابق. وفى نهاية مارس أصدر المؤشر تقريره عن الفصل الدراسى الأول، وانخفض المتوسط اليومى إلى 11 احتجاجا طلابيا. فهل يعنى هذا أن طلاب الإخوان يتعبون، أو ينسحبون من ساحات الحرائق وشوارع العنف؟. هل يعنى هذا أن هناك من يحتضر؟.

الكماشة الإعلامية التى تعصر مخ المصريين إعلاميا، تعكس كماشة أشد وطأة وتنكيلا، أفسدت الحياة اليومية للمواطن، وأنهكته قلقا على رزقه الآن، ومستقبل أولاده غدا. بعض المواطنين من خارج «العركة» السياسية والإعلامية يشعرون أنهم الذين يحتضرون يأسا من الطرفين، لكنه ليس احتضارا، بل إنهاك التغيير الكبير والعظيم الذى تعيشه مصر.

يحتضر من يشاء، لكن روح الشعب حية لا تموت.

محمد موسى  صحفي مصري