هذا الوقت سوف يمضى! - نجاد البرعي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 5:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هذا الوقت سوف يمضى!

نشر فى : الأحد 10 أبريل 2016 - 10:00 م | آخر تحديث : الأحد 10 أبريل 2016 - 10:00 م
الفلسفة «الطاوية» وهى احدى الفلسفات الصينية القديمة، تقوم على فكرة «الفعل من خلال عدم الفعل»، «السيطرة على وضع معين عبر عدم محاولة السيطرة عليه»!!.
ربما على شخص مثلى ان يجرب تلك الفلسفة الان. منذ عام ١٩٨٠ وأنا أكتب عن الموضوعات نفسها». «التعذيب وكيف نمنعه ونعاقب مرتكبيه»، «الفساد وكيف نكافحه»؛ «الحياة الحزبية وكيف ننشطها»؛ «الاعلام وكيف نضمن حريته ونصون استقلاله»، «حرية الاعتقاد والرأى وكيف نرسخها»، «القتل خارج نطاق القانون وكيف نحاكم مرتكبيه». بدأت الكتابة فى مجلة «الموقف العربى» التى كان يصدرها الاستاذ عبدالعظيم مناف أمد الله فى عمره. رغم أنى محامٍ الا أن كثيرين يتصورون أنى من أهل الصحافة.
ساهمت فى عقد عشرات المؤتمرات ومئات الندوات والآلاف من حلقات النقاش الضيقة حتى فى القرى. قدمت مع خبراء عشرات من المقترحات لتحسين القوانين. وزعت الآلاف من المطبوعات التى تساعد صانع القرار على بناء دولة القانون لو أراد، والنتيجة كما ترون !!. أشعر بأنى فعلت كل ما أستطيع من اجل المساعدة على الانتقال السلمى من التسلطية إلى الديمقراطية وحكم القانون. حاولت أن أشرح لمن يعدوننا بالخبز مقابل الحرية انه لا يمكن الحصول على الخبز بغير الحرية؛ لم يفهموا!!. لا يحاربون التعذيب.
يحاربون من يحاربه. بدلا من مكافحة الفساد تم عزل الرجل الذى بُح صوته وهو يعلن عنه ويطلب التحقيق فيه دون أن يجد من يستمع اليه. القضاة الذين قادوا الانتفاضة الشهيرة من اجل الاستقلال عام ٢٠٠٥، تم عزلهم عن منصة القضاء بطريقة مهينة. جردوا من مزاياهم ومكافاءاتهم غير قادرين حتى على الالتحاق بنقابة المحامين. اصحاب الرأى مطاردون. فى عام واحد تم سجن اسلام بحيرى عاما لانه «غلط فى البخارى»، والقاص أحمد ناجى مسجون لعامين لانه «كتب قصة»؛ وأخيرا فاطمة ناعوت التى حُكم عليها بالحبس ٣ اعوام لتغريدة كتبتها. اكثر من اربعين صحفيا خلف الاسوار، رؤساء تحرير وإعلاميون امام القضاء بدعوى اهانة وزير سابق للعدل.
العدالة فى مصر ابصرت. الحبس الاحتياطى أصبح بذاته عقاب. أحكام الإعدام التى صدرت خلال العامين الأخيرين، ربما تكون أكثر من كل ما صدر من أحكام اعدام منذ «محكمة دنشواى».
البلد الذى قال عنه رئيس وزراء ايطاليا عام ٢٠١١ «لا جديد المصريون يصنعون التاريخ كالعادة»، قالت عنه والده ريجينى عام ٢٠١٦ «عذبوه وقتلوه كأنه مصرى». سأل أحد ملوك الهند وزيرا، أن ينقش على خاتم له جملة إذا قرأها وهو حزين فرح، وإذا قرأها وهو سعيد حزن. نقش الوزير على خاتمه «هذا الوقت سوف يمضى»، وعندها – لو كنت حيا – سأكتب من جديد.
التعليقات