المشهد العربى.. تعقيد غير مسبوق - نادر بكار - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 4:58 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المشهد العربى.. تعقيد غير مسبوق

نشر فى : الجمعة 14 مارس 2014 - 8:30 ص | آخر تحديث : الجمعة 14 مارس 2014 - 8:30 ص

وتيرة تتابع الأحداث فى المنطقة العربية وحدها ارتفعت بشكل لا يصدق، وصارت الحاجة تشتد إلى جيش محللين يلهث وراء كل تفصيلة وكل تطور فقط ليشرح لنا الصورة الجديدة التى تتغير وتتبدل مع اشراقة كل شمس...من يتحدث عن ربط الأحداث ببعضها واستنتاج المراحل القادمة؟ أقصى الطموح فقط أن تفهم.

فى أقصى الشرق لا يبدو أن الشرخ القطرى الخليجى آخذ فى الالتئام قدر ما تشير الأحداث إلى مراهنة القطريين على التمادى، وإصرار الخليج بزعامة السعودية على التصعيد أكثر وأكثر استثمارا لفرصة نادرة تنهى الوضع الشاذ نهائيا...المعسكر القطرى مازال يرى أوراقا للضغط لم تستعمل أبرزها إيران، والأخيرة لم تكذب الخبر وبادرت من فورها مغازلة القطريين فى أعقاب عاصفة سحب السفراء...

وفى الوقت الذى يحاول فيه الخليج لملمة صفوفه لمواجهة ما يهدد أمنه داخليا وخارجيا، يفاجئه «المالكى» استدعاء عداوة قديمة جديدة، ليضيف بصمته الخاصة على مشهد شديد التعقيد....المالكى يواجه أياما صعبة أمام الغالبية العظمى من مواطنيه سنة كانوا أم شيعة، ويبدو كمن يحاول تشتيت الانتباه والقاء تبعة انفلات زمام الأمور على عاتق عابثين من خارج الحدود...حيلة قديمة لكن السعوديين مضطرون إلى أخذها على محمل الجد وإن كان هذا يعنى عمليا اتساع جبهة المواجهة.

معركة الفصائل السورية المختلفة ضد داعش صار لها الأولوية مؤقتا لإيقاف فظائع هذا التنظيم الشيطانى الممزقة لعدالة القضية من ناحية والطاعنة فى ظهر المقاومة السورية الحقيقية من ناحية أخرى...وكثيرون استفادوا من استنزاف الفصائل الإسلامية والجيش الحر لقوتهم فى معارك داعش الجانبية استبقاء لحالة غياب الحسم بين طرفى الصراع الأساسى بشار /الثورة أطول فترة ممكنة.

غزة تشهد الآن بداية حملة اسرائيلية عدوانية جديدة، الأغلب أنها ستكون محمومة تستنفر الضفة للدخول على خط المواجهة لكن على جبهة تصعيد مختلفة، وساعتها لن يستطيع أحد أن يجزم بحجم الانفجار الذى ستشهده منطقة الصراع...حزب الله تشغله حربه بالوكالة فى سوريا، لكن ماذا عن حركات مقاومة سنية قادرة الآن تحديدا على الانطلاق من المسرح اللبنانى؟

ليبيا فى الغرب تواجه التحدى الأكبر لها منذ نجاح ثورة ١٧ فبراير، الدولة مفككة بالفعل، وما انتهى اليه فرقاء اليمن يبدو مثيرا لشهية تقسيم كل دوافعه ومبرراته حاضرة، ويسهل على السماسرة الأوروبيين والأمريكيين التعامل مع أقاليم متناحرة على التعامل مع دولة مستقرة واعدة....لو استقرت الأمور فى مصر قريبا ستنعكس بالضرورة على الأشقاء الليبيين لكن تسارع وتيرة الأحداث يبدو أكبر من أن تستوعبه تلك الأمنية.