هارفارد.. لنحكِ القصة من منظور مختلف! - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هارفارد.. لنحكِ القصة من منظور مختلف!

نشر فى : الخميس 14 يوليه 2016 - 9:35 م | آخر تحديث : الخميس 14 يوليه 2016 - 9:35 م
البعض سيتصور الأسطر القليلة القادمة نوعا من التفاخر الضمنى وهذا حقهم... والبعض الآخر سيعتبرها دفاعا مشروعا عن النفس وهذا أيضا حقهم.. وفئة ثالثة لن تقرأ منها حرفا على اعتبار أن الأمر برمته لا يستحق.. حسنا، أمّا أنا فعلى قدر ما كنت حريصا طيلة أكثر من عام على التجاهل؛ أجد الآن الرغبة العارمة فى استخدام حقى فى الحديث للمرة الأولى.. سأسرد المعلومة كما هى مدعومة بمصادرها ثم أنتهى إلى أسباب ما أُثير من ضجة فى مقالتين متتاليتين.. لكنى ألفت انتباهك مجددا: المنظور مختلف!

**************************

(١) منتصف ديسمبر ٢٠١٥

فى مثل هذا التوقيت من كل عام تقريبا يغلق باب تقديم طلبات الالتحاق بجامعة «هارفارد» لتبدأ بعد ذلك مرحلة هى الأكثر دقة بين كل جامعات العالم لانتقاء دفعة من الطلاب الجدد.. كان قد مر على وجودى فى هارفارد خمسة أشهر، وكنت منشغلا بالتحضير لامتحانات الفصل الدراسى الأول، لكن هذا لم يمنعنى من السؤال بشغف: يا ترى بعد حملة الهجوم الشرسة التى صاحبت أخبار قبولى فى الجامعة هل ازداد عدد المصريين المتقدمين للجامعة؟ سألت الإدارة المعنية بذلك فى كلية كينيدى للدراسات الحكومية حيث كنت أدرس، وعن البرنامج الذى التحقت به تحديدا.. لكن الإجابة المخيبة للآمال كانت بالنفى! هل يجيب هذا عن سؤال: لماذا نادر بكار دون غيره؟ ليس كافيا.. حسنا لنفصل أكثر!

**************************

(٢) عن القبول نفسه

السؤال المشروع عن قبول نادر بكار دون غيره يستلزم معرفة عدة أشياء.. أولها طبيعة البرنامج العلمى الذى ألتحق به فى جامعة هارفارد، المدهش أن الغالبية العظمى ممن علق مستهجنا ومستنكرا قبولى لم يستطع التمييز بين الـMPA والتى هى اختصار الأحرف الأولى من ماجستير الإدارة الحكومية والـMBA والتى تتعلق بماجستير إدارة الأعمال.. مازلت أحتفظ بصور هذه التعليقات للتاريخ! كان يسعنى وقتها السخرية ممن أراد التندر بى فكشف عن جهله لكنى آثرت الصمت!

ثم بعد ذلك يأتى معرفة أن القبول فى «هارفارد» لا يقطع به واحد ولا اثنان، ولا يصلح فيه شفاعة ولا وساطة! هى مجموعة من المواصفات تختلف من برنامج دراسى لآخر ومن كلية لأخرى داخل الجامعة نفسها ويتحقق من انطباقها لجنة تضم أساتذة هارفارد وعلماءها.. هؤلاء الذين يعلمون أن اختيارهم سيتعلق به سمعة جامعة هى الأولى عالميا.. فأى محاباة تستحق تعريض هذه السمعة للخطر؟ كم من أثرياء العالم عربا وعجما على استعدادٍ للتبرع بمليارات الدولارات مقابل أن تحابيهم «هارفارد» و«أكسفورد» وغيرها من الجامعات العريقة ولا يستطيعون إلى ذلك سبيلا؟ هل سيكون نادر بكار أو حزبه أو مصر كلها استثناء؟ أم أننا تعودنا على قصص محاباة الأستاذ لابنه والزميل لزميله والكبار لبعضهم البعض فاعتقدنا أن العالم ــ فضلا عن قمته ــ سيحذو حذونا؟

المنافسة على القبول ليست مصرية فحسب إنما هى عالمية بالمقام الأول.. كل شروطها انطبقت على كل من قُبل فيها بلا شك سواء كانت الخبرة العملية لثمانى سنوات على الأقل أو ملاءمة الدراسة لطبيعة الوظيفة السياسية الحالية أو طبيعة الدراسة السابقة.. أرفقت بالمقال رابطا يتضمن شروط الكلية لمن أراد مزيدا من التفاصيل

**************************

(٣) قصة المنحة

القبول للدراسة فى هارفارد منفصل تماما عن تكلفة الدراسة. هما مساران اثنان يسيران بالتوازى، لكن من يقرأ ومن يدقق؟ تبرع من تبرع للإجابة بغير علم وغيرهم تحدث عن الجامعة بغير صفة؛ وامتنعت الجهة التى كان يُفترض فيها توضيح الحقيقة عن الكلام لسببٍ لا أعلمه!

جهات عالمية متعددة تمنح سنويا ملايين الدولارات لمن يتم قبولهم فى «هارفارد» وغيرها من الجامعات، القبول ابتداء هو شرط عند أكثر هذه الجهات سواء كانت حكومات أم مؤسسات غير ربحية.. تخيل معى لو أن نادر بكار «السلفى» أخذ من حكومة «س» أو «ص» منحة كهذه هل كانت لتمنح له دون مقابل أو التزام؟ هل كان ذلك ليقبل فى مصر فى ظروف كالتى نعيشها؟ بالطبع لا!

هارفارد لا تقبل بترشيح أحد، لا وزارة المالية ولا غيرها.. إنما جرى اتفاق بين إدارة الجامعة وبين الحكومة المصرية فى العام ٢٠٠٧ يقضى بتخصيص وقف مالى تُنفق عوائده على تكاليف دراسة الطلبة المصريين الذين تقبلهم «هارفارد»...ضع تحت ذلك ألف خط، «هارفارد» تقبل أولا ثم تخطر الجانب المصرى الذى تعد موافقته على تغطية تكاليف دراسة المقبولين من قبيل تحصيل الحاصل.. لنفترض أن السنة خلت من أى طالب مصرى مقبول للدراسة فى هارفارد أو MIT أين ستذهب عوائد الوقف؟ للحكومة الأمريكية طبعا! عرفت خطأ من يتحدث عن أموال الضرائب؟
وللحديث تتمة فى المقال القادم بإذن الله