فى نفس الوقت الذى كان المحامى الشهير فريد الديب يعلن لقناة «الحياة اليوم»، أن علاء وجمال مبارك على استعداد لدفع 400 مليون دولار للدولة «حوالى 2.5 مليار جنيه» للدولة مقابل الإفراج عن والدهما، كان الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس، يطالب الرئيس محمد مرسى بأن يرد على اتهامات انتشرت على الفيس بوك ضد نجله أحمد  الذى يعمل طبيبا بالسعودية، بأنه تلقى تحويلات مصرفية غامضة بعدة ملايين من الدولارات على حسابه بالسعودية، دون أن يعرف أحد مصدرها ولا سببها.

وعلى مسئولية الشيخ سلامة والفيس بوك معا، فقد تلقى أحمد مرسى تحويلا من البنك المركزى المصرى بمبلغ 900000 دولار أمريكى  بتاريخ 24/7/2012 ثم تحويل آخر قدره 900000 دولار أمريكى بتاريخ 11/9/2012 ثم تحويل ثالث بمبلغ   700000 دولار أمريكى  بتاريخ 5/11/2012 ثم تحويل من شركة صرافة يمنية (شركة الصيفى للصرافة) بمبلغ 1.700.000 دولار أمريكى بتاريخ 12/8/2012،  أعقبه تحويل رابع بمبلغ 2.500.000 دولار أمريكى بتاريخ  7/11/2012.

صحيح  أن أخبار الفيس بوك ليست مصدرا آمنا للمعلومات، وقد تشوبها الكثير من الافتراءات والأكاذيب، ولكن ما ذكره الشيخ سلامة يعطى للموضع أهميته وجديته، ويفرض على الرئيس مرسى أن يوضح حقيقة هذه الملايين التى تذهب لحساب ابنه، بل وان يصدر بيانا عاجلا يبرئ فيه ساحة ابنه من تهمة استغلال نفوذ والده، خاصة ان الشيخ سلامة ذكر ارقام هذه التحويلات سواء من البنك المركزى المصرى أو من شركة الصرافة اليمنية!

وكنت قد قرأت على الفيس بوك ايضا أن ابن الرئيس يخطط لشراء مستشفى بالسعودية،  وقد تكون هذه التحويلات من رجال اعمال او اطباء كبار يريدون مشاركة ابن الرئيس فى مشروعه الطبى، وقد تكون لأى سبب آخر شريف وقانونى تماما، لكن سكوت الرئاسة عن مثل هذه الأخبار، سيفتح أبوابا عديدة من الشائعات، مثل تلك التى صاحبت مسيرة نجلى حسنى مبارك فى عالم البيزنس وجعلتهما من أغنى أغنياء مصر اعتمادا على نفوذ والدهما ومنصبه، واللذين بدونه لربما كانا من العاطلين ورواد المقاهى من الشباب الباحثين، بل أمل، عن فرصة عمل!

خلال حكم مبارك لم يكن أحد يدرى بالضبط  تفاصيل تكوين علاء وجمال إمبراطوريتهما المالية، ولكنها بالقطع بدأت بعدة ملايين صغيرة من الجنيهات، بمجاملة من هنا وتحويل من هناك، حتى أصبحت مصر فى غضون عدة سنوات وكأنها عزبة خاصة بهما وبمحاسيبهما وأصدقائهما. وهو سيناريو مرشح للتكرار فى مصر فى ظل مؤسسة الفساد التى ترعرعت على مدى عشرات السنين، واكتسبت خبرات كبيرة فى اصطياد ضحاياها  وإغوائهم بمختلف الطرق الناعمة والأساليب الشيطانية.

وقد يكون من المستحيل أن يفصح  فريد الديب عن سر هذه الثروة الضخمة التى حققها نجلا مبارك حتى لو كان يعرف مصدرها، لأنه فى النهاية محامى الاسرة ..ولكن ليس هناك مبرر واحد امام الرئيس مرسى لإخفاء سر هذه التحويلات المزعومة التى تنهال على ابنه.. وإلا فإن الرئيس مرسى يقدم دليلا جديدا على اننا ما زلنا نعيش فى دولة مبارك!