غنيم (الثورة) - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 5:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غنيم (الثورة)

نشر فى : الثلاثاء 17 يناير 2012 - 9:05 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 17 يناير 2012 - 9:05 ص

كان البرادعى مرشح قوى الثورة، قد يكون لدى الكثير تحفظات على أدائه والفرص التى جاءته وأضاعها لقيادة التيار الثورى بكفاءة تمكنه من التنافس والحضور، لكن الرجل كان حاضراً فى صناعة التغيير والتبشير به والترويج له، ودفع أثماناً حقيقية بسبب ذلك قبل الثورة وبعدها، لكنه لم يستطع أن يوحد قوى الثورة، وأن يصوغ معها مشروعاً سياسياً قادراً على المنافسة بقواعد اللعبة التى تم فرضها على الجميع، وهى مسألة تم تداركها فى الانتخابات البرلمانية فى اللحظات الأخيرة، ونجحت قوائم «الثورة مستمرة» رغم ضيق الوقت والإمكانات فى تحقيق نتائج جيدة كانت ستكون أفضل بكل تأكيد لو توحدت كل قوى الثورة من البداية وجرى التخطيط لها فى إطار مشروع سياسى يستجيب للواقع الممكن قبل المفترض.

 

لكن قوى الثورة فقدت مرشحها الذى إن تحفظ البعض على أدائه، فلا أحد يتحفظ على ولائه لمشروع هذه الثورة وأهدافها، وأمام هذه القوى حسبما هو متاح ويطرح أن تنقل تأييدها لمرشح من اثنين إما عبدالمنعم أبوالفتوح بما يمثله من حالة تصالحية بين القوى السياسية، وحمدين صباحى بما يمثله من حضور فى قلب المعارضة المصرية، لكن الأرجح أن هذه القوى لابد أن تبدأ معركة الرئاسة هذه المرة مبكراً ولا تقع فى ذات الخطأ الذى وقعت فيه مع الانتخابات البرلمانية، ولابد أن تنافس وفق آليات الواقع بالتوازى مع نضالها فى الميادين لتصحيح مسار الثورة، وهذا يحتاج أولاً التوافق على اسم مرشح يجمع ولا يفرق، وفى هذا المجال لا أجد أسطع من اسم الدكتور محمد غنيم للتوافق حوله، فهو من قلب عملية صناعة التغيير فى مصر طوال سنوات سبقت الثورة، وهو أحد آباء قوى الثورة الفاعلين فى الشارع بحيوية تفتقدها كل التيارات المدنية والثورية، وهو مؤسس فى الجمعية الوطنية للتغيير، وصاحب أداء إدارى مجرب عبر مشروعه الرائد فى إدارة مركز الكلى بالمنصورة، هو فى فكر اليسار يمثل العدالة الاجتماعية بامتياز، فهو صاحب ترجمة لمبدأ العلاج المجانى المتميز للجميع، وهو فى الفكر الإسلامى يمثل بامتياز مفهوم الإسلام المقاصدى الذى يبحث عما ينفع الناس، والإسلام الأخلاقى الذى يرفع من قيمة حسن المعاملات، وهو ترجمة لأمل الوحدة الوطنية بمعناها الحقيقى وبروح طبيب لا يميز بين مريض مسلم ومريض مسيحى، وهو منتم للمشروع الديمقراطى بآلياته وقناعاته وقيمه، وخاض معركة ناجحة بقائمة «الثورة مستمرة» فى المنصورة، وصاحب رؤية إدارية حازمة وذات كفاءة وإنجاز.

 

الثورة تحتاج نموذج «غنيم» وحماسه وإيمانه ومهنيته وأداءه غير المترفع على الجماهير.

 

هو إذن مرشح من قلب الشارع وأوجاعه وآلامه، ومن قلب المعارضة التى واجهت مبارك لسنوات، ومن قلب قوى الثورة التى صنعت التغيير، ومن قلب مشروع تصحيح مسار الثورة وحماية أهدافها وتعظيم مكتسباتها، لديه الدأب على العمل فى الشارع، خلفه تاريخ ومواقف وطنية ومهنية وإنسانية تصد أى ادعاءات، أو تكفير، وفرصة للتوافق الحقيقى على مرشح من داخل الوجع ومن قلب الحلم.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات