مرسى الذى استعاد شفيق - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 4:18 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

مرسى الذى استعاد شفيق

نشر فى : السبت 18 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 18 مايو 2013 - 8:00 ص

يجيد الإخوانى والمتعاطفون معه خطف أى نقاش موضوعى وتفجيره بنقله إلى مساحة أخرى تحمل عناوين شبه ثورية، وذلك فقط عندما تعجزهم حجتهم.

 

عندما تتحدث معه عن انتخابات رئاسية مبكرة، وتسوغ الحجج الديمقراطية فى أنها ليست دعوة انقلابية، لكنها شكل ديمقراطى لحل الأزمات والوصول إلى كلمة سواء بين الفرقاء، يرد عليك: «عاوز انتخابات مبكرة علشان عاوز ترجع شفيق»، هكذا ببساطة ينقلك لمنطقة أخرى افتعالا لمجرد الغلوشة على وجهة نظرك، لكن من قال إن من يطالب بانتخابات مبكرة يريد إعادة شفيق، أليس واردا أنه يريد إعادة أشرف بارومة مثلا؟!

 

لكنه عنوان جيد فى جميع الأحوال يمكن أن نخوض فيه باستفاضة، وأن نتحدث عن استعادة شفيق، وحركتة، وتصريحاته، وحضوره، وتعلق البعض به، أو ندمهم على عدم نجاحه، وأن نسأل: من المسئول عن ذلك؟

 

إذا كان لديك بعض عقل ومنطق وإنصاف وعين ترى بها الأشياء الواضحة أمامك ربما أدركت أنه إذا كانت عودة شفيق تهمة وخيانة للثورة ومسارها، فالذى أعاده ويعيده ويبقيه على قيد الحياة السياسية هو الرئيس مرسى شخصيا وجماعته وحزبه وأهله وعشيرته. أنهى تلميذ مبارك مشوار السباق التنافسى على كرسى الرئاسة فى المركز الثانى مدعوما بتأييد ما يزيد قليلا على 12 مليون ناخب، لم يكن كلهم مقتنع تماما بانتخابه، بقدر ما اضطر لمنح صوته له فى اطار مخاوف بعضها حقيقى وبعضها مبالغ فيه من الإخوان ومرشحها.

 

لكن الرجل الذى كان يمكن أن يبنى لنفسه مستقبلا حقيقيا جديدا كمعارض، وأن يحتفظ بما يقدر عليه من كتلته التصويتية، ويستفيد من ضوء أمريكى للمشاركة فى العملية السياسية بعد مكالمة من أوباما دعته لاستكمال ذلك عقب النتيجة، فضل أن يهرب متجنبا أن يدفع فاتورة المعارضة، ورافضا أن يقف أمام قضاء يؤكد شخصيا على نزاهته، للفصل فيما يثور حول فساده.

 

بامتياز فشل الرجل فى اختبار الزعامة، خرج ولم يعد، وفضل الإدبار عن المواجهة، والحديث من بعيد عن الحركة من قلب النار، وهذه ليست صفات زعماء ولا أبطال.

 

لكن فشل محمد مرسى أعاد شفيق للحياة، فى وقت كان لابد أن يختفى تماما ليس فقط بفعل الأمر الواقع لوجوده فى دبى، لكن بأداء رئيس لكل المصريين يجمع الناس حوله بأطيافهم وتياراتهم، ولا يعطى لشفيق ولا غيره فرصا للنفاذ مرة أخرى إلى الداخل، لا بتصريحات ولا بأمنيات.

 

فشل مرسى فى الحفاظ على قاعدة تأييده التى دخل بها جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة، وتسلم بزخمها كرسى الرئاسة، انفرط عقد هذه القاعدة ولم يبق فيها سوى المرتبطين تنظيميا، أو المتعاطفين تنظيميا، أو المؤلفة قلوبهم تنظيميا كذلك، لكنه فقد حلفاءه ومناصريه من قوى الثورة فريق وراء فريق، فى وقت كان متوقعا منه أن يوسع مساحة التأييد تلك وأن يتغول على ناخبى شفيق الذين تركهم «بطلهم المزيف» وهرب، ويضم منهم ما تيسر لتأييد مشروع مصرى ثورى حقيقى.

 

فشل مرسى.. فعاد شفيق للصورة، فشل مرسى.. فاتسعت ابتسامة مبارك، والذين يطالبون بانتخابات مبكرة لا يريدون مرسى ولا شفيق؛ لأنهما وجهان لنفس العملة الرديئة لو تعلمون.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات