تريكة.. بأى شىء أرهبتهم؟! - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تريكة.. بأى شىء أرهبتهم؟!

نشر فى : الخميس 19 يناير 2017 - 9:50 م | آخر تحديث : الخميس 19 يناير 2017 - 9:50 م
ما إن ظهر الخبر حتى انتشر بسرعة هائلة فى أوساط المصريين والعرب والأفارقة وكل من أحب النجم وتعلق به.. أبو تريكة إرهابى؟! كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟... الأسئلة تلهث وراء علامات الاستفهام.. فالناس تستنكر وتستفهم دون أن يرتبوا منطقهم أو يبحثوا عن الصيغ المناسبة.

«أبو تريكة» الذى رفع اسم بلده فى أقطار الدنيا بما امتلكه من موهبة فذة كللها بخلق رفيع نادر وتسامح لا حدود له وبشاشة وجه لا تنقطع وابتسامة خجلى تتسلل إلى القلوب لتحفر له مكانة أبدية فيها....أبو تريكة الذى احتفت به الدنيا وأنزلته منزلة لم يبلغها سابقوه من المصريين فى كل محفل كروى عالمى وآخرها مع نجوم الفيفا التاريخيين....أبو تريكة الذى كرمه منافسوه قبل مشجعيه وحيته جماهير خصومه كما تحيى نجومها وأكثر....أبو تريكة الذى صار مضرب المثل من المحيط إلى الخليج وتزاحم الأفارقة على التقاط الصور معه...أبو تريكة الذى تعشقه جماهير غزة وهى تنوأ تحت حصارها...أبو تريكة الذى نُحت لأجله لقب ٌلم تعرفه ملاعب الكرة فى أوطاننا من قبل...لقب «أمير القلوب»!

حددوا لنا المعيار لنفهم كيف يُصنف الناس هذا إرهابى وذاك مجرم والثالث عدو للوطن...لا أقول وضحوا لنا فقد ابتلينا بأنواع من المضحكات المبكيات تكفى أجيالا قادمة...بل وضحوا للعالم من حولكم كيف يمكن أن يُدرج شخص مثل أبوتريكة على قائمة الإرهابيين...وضحوا للعالم الذى تحرصون على استقدام أعلى شركات العلاقات العامة أجرا لتخطبوا وده..أما هذا الشعب فلا تختلط لديه الأوراق رغم كثرتها.

تريكة ليس موجودا ببلاده، وسبق له أن طاف الدنيا كلها تحوطه فى أى بلدٍ يزوره الجماهير بعفويتها على اختلاف ألسنتها وتنوع ثقافاتها...ورغم عشرات الفرص التى أتيحت له ليستغل المكان المرموق الذى وصل إليه فى إظهار مجرد الامتعاض من هذه المعاملة التى يلقاها فى بلده لكنه لم يفعل..ولا أظنه يفعل أبدا مهما ازداد عليه الكرب...تريكة لم يعلق ولا لمرة واحدة على حكم ٍصدر بشأنه أو رأيٍ ظالم قيل فيه رغم آن كل المنابر العالمية مفتوحة أمامه.

الإرهابى هو من كاد أن يشعل بين الشقيقتين مصر والجزائر حربا برعونته وكذبه وتحريضه...لا من كرمته الجزائر نفسها على أرضها وتغنت جماهيرها باسمه....الإرهابى هو من يروج للأكاذيب وينشر الوهم بين الناس...لا من يرسم البسمة على شفاههم ويزور مريضهم ويقتدى به أبناؤهم....الإرهابى هو من يخوض فى أعراض الناس ويلوث سمع وبصر الملايين ويؤذى مشاعرهم ويشيع بينهم الأراجيف...لا من لم يشتكِ منه لاعب أو إدارى أو جمهور طوال سنين بذله وتألقه...الإرهابى هو من يحصد الملايين من إيرادات برامج ترهيب المواطنين اليومية وأفلام الرقص والدعارة والمخدرات والبلطجة والشذوذ...لا الذى يتعفف عن شيك بآلاف الدولارت فى عز أزمة مصر الاقتصادية ليكرمه أمير دولة الكويت نفسه فى واقعة غير مسبوقة.