من يخدع من؟ - كمال رمزي - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 6:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من يخدع من؟

نشر فى : الأربعاء 20 مايو 2009 - 8:48 ص | آخر تحديث : الأربعاء 20 مايو 2009 - 8:48 ص

 مكتوب على أفيش فيلم «المزدوج» جملة «من يخدع من»، وكأنها مدخل الفيلم أو السؤال الذى يجب أن تجيب عنه، ولا يحتاج المتفرج إلى إعمال التفكير طويلا كى يصل إلى نتيجة مؤداها أننا نعيش فى عالم من النصابين، سواء على مستوء الأفراد، خاصة ذوى المظهر المتأنق، أو على مستوى الشركات الكبرى، بمكاتبها الفخمة، ووسائل دعايتها التى تتلاعب بأمنيات الناس.

«المزدوج» يذكرنا بفيلم مصرى، عنوانه «واحدة بواحدة» لنادر جلال، مقتبس عن فيلم «يا حبيبى عدلى تانى»، وبدلا من «الفنكوش» السلعة الوهمية التى ينتظرها الجميع، تروج الشركة الكبرى فى «المزدوج» عن اختراع شامبو ينبت شعر الرءوس الصلعاء، وثمة شركة أخرى، منافسة، تريد الحصول على سر الاختراع، كى تغرق به السوق.. وطبعا، فى النهاية، نكتشف أن هذا «الشامبو»، شأنه شأن «فنكوش» الفيلم المصرى مجرد أكذوبة.

«المزدوج» فيلم كوميدى، كتبه وأخرجه تونى جيكروى، واعتمد على اثنين من كبار الممثلين جوليا روبرتس وكليف وين، كل منهما يقوم بدور النصاب على طريقته. جوليا، بوجهها النحيل المرهف الملامح، تستطيع أن تعزف على أوتاره أكثر من لحن فى ذات اللحظة، خاصة فى المواقف المفعمة بالمفارقات، ولعل أقواها ذلك المشهد الذى تقوم فيه بالتحقيق مع شابة قضت ليلة مع عشيق جوليا النصاب، وتتمكن من معرفة الرقم السرى لكومبيوتر شركة «الشامبو» الشابة الباكية المضطربة تعترف للمحققة، بندم ونشوة، بتفاصيل تلك الليلة. عندئذ يصبح على روبرتس أن تضع قناع المحققة الصارمة أمام المخطئة، وفى ذات الوقت تعبر لنا، كمشاهدين، عن انفعالاتها الداخلية التى تخفيها: الألم المعنوى، الضيق من كلام الشابة، الحنق والغضب على عشيقها، زميلها، النصاب الغادر.. إنه اختبار صعب للممثل، نجحت فيه جوليا روبرتس بتفوق.

كليف وين، يمثل وكأنه لا يمثل، يكذب ويحتال كأنه يتنفس، جعله السيناريو يلعب على هذه الشركة وتلك، شأنه شأن روبرتس، يتعاون مع عشيقته ويعمل لحساب نفسه فى ذات الوقت، ويكتشف فى النهاية أن الشركتين، وعشيقته، والعالم حوله، قائم على الاحتيال «المزدوج»، هجائية ؟؟؟؟؟؟؟

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات