الإسلام كما أدين به 16ــ الإنسان- جــ الإنسان مع النبى صلى الله عليه وسلم - جمال قطب - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:49 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإسلام كما أدين به 16ــ الإنسان- جــ الإنسان مع النبى صلى الله عليه وسلم

نشر فى : الخميس 21 أبريل 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الخميس 21 أبريل 2016 - 9:30 م

ــ1ــ


قد اصطفى الله الأنبياء والرسل من بنى الإنسان، واتخذهم رسلا «سفراء» بين الله وبين خلقه عموما على تعاقب الأجيال وتعدد الأمم. وإذا كان أول البشر آدم عليه السلام، فهو أيضا أول الرسل «فَتَلَقَىٰ آدَمُ مِن رَبِهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَهُ هُوَ التَوَابُ الرَحِيمُ». وكذلك كان ولازال وسوف يبقى محمد صلى الله عليه وسلم خاتما للأنبياء والمرسلين. وقد ثبتت إرادة الله أنه بعث محمدا إلى جميع الأمم وإلى آخر الزمن بكتاب واحد هو القرآن الكريم «لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ».


ــ2ــ


ولا شك أن لذلك الرسول الخاتم حقوقا على البشر عامة، وخاصة على الذين آمنوا به واتبعوه.


وقد أوضح القرآن الكريم أبرز حقوق النبى صلى الله عليه وسلم على المسلم:


أــ الإيمان به «يا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَذِى نَزَلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَذِى أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ..».


ب- طاعته «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَهَ وَأَطِيعُوا الرَسُولَ..»، «مَن يُطِعِ الرَسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَهَ..».


جــ- عدم مخالفته وعدم مشاققته «وَمَن يُشَاقِقِ الرَسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَوَلَىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَمَ وَسَاءَتْ مَصِيرا».


دــ اتباعه «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُونَ اللَهَ فَاتَبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ».


هـ ـ عدم التقديم بين يديه أى عدم اقتراح ما يضاد رسالته وتعاليمه الصحيحة «يَا أَيُهَا الَذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَهِ وَرَسُولِهِ..».


وــ عدم رفع الصوت عليه حال حياته، وعدم إشاعة ما يخالف رسالته بعد وفاته «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَبِيِ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ..».


زــ الاستجابة له فيما يأمر وينهى «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَهِ وَلِلرَسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَ اللَهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ».


حــ اتخاذه المرجعية العليا «..فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِى شَيْءٍ فَرُدُوهُ إِلَى اللَهِ وَالرَسُولِ..»، «..وَلَوْ رَدُوهُ إِلَى الرَسُولِ وَإِلَىٰ أُولِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ..».


طــ عدم خيانته «يَا أَيُهَا الَذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَهَ وَالرَسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ..».


ىــ عدم إيذائه «..وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَهِ..».


ــ3ــ


وقد اصطفى الله الأنبياء والرسل لأسباب كثيرة، ذكر أهمها القرآن الكريم فقال:


أ‌ــ «رُسُلا مُبَشِرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَا يَكُونَ لِلنَاسِ عَلَى اللَهِ حُجَةٌ بَعْدَ الرُسُلِ..».


ب‌ــ «..وَمَا كُنَا مُعَذِبِينَ حَتَىٰ نَبْعَثَ رَسُولا..».


جــ «..لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ..».


دــ «..بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِيهِمْ وَيُعَلِمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..».


هـــ «..إِنَا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدا وَمُبَشِرا وَنَذِيرا..».


ــ4ــ


وقد تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم لأداء الأمانة وإبلاغ الرسالة وتحمل مشاق البلاغ وعنت الرافضين وشياطين الإنس والجن، وعاش صلى الله عليه وسلم، حتى أبلغ رسالة ربه كاملة «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينا».


وقد حرص صلى الله عليه وسلم على تعليم الناس أن النبوة والرسالة منحة إلهية لا دخل للبشر فيها. كما نبوته ورسالته الخاتمة رسالة عامة للجميع، كما أنها مختصة بذاته فليس له عائلة مقدسة بين الناس، بل إن إرادة الله واضحة إذ بعثه بعد وفاة والديه ولم يكن له أخ كما أن أبناءه البنين والبنات قد انتهى أجلهم قبله سوى فاطمة، فقد بقيت ستة أشهر. وقد كان بلاغه صلى الله عليه وسلم واضحا «يا فاطمة بنت محمد اعملى فإنى لا أغنى عنك من الله شيئا».


ــ5ــ


لهذا وجب على المسلمين حب الرسول وطاعته والاستجابة له والالتزام بكافة ما أمرهم الله به وما علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات