الإخوان.. ونهاية مبارك - محمد عصمت - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 10:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإخوان.. ونهاية مبارك

نشر فى : الثلاثاء 22 يناير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 22 يناير 2013 - 8:00 ص

يتوقع الكثيرون يوما دمويا يوم الجمعة القادم الذى يوافق الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، رغم أنه كان من المفترض أن يكون هذا اليوم مناسبة للفرح والاحتفال، بتحقيق قدر كبير من أهداف الثورة فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

 

وقد جاءت الاشتباكات التى وقعت أمام محكمة جنايات الإسكندرية بين قوات الشرطة وأهالى شهداء ثورة يناير، ثم اشتباكات قسم شبرا الخيمة، بين الأمن والأهالى على خلفية مقتل أحد المواطنين بطريق الخطأ برصاص ضابط كان يطارد تجار للمخدرات ــ مجرد بروفة لاشتباكات دامية، قد يشعل فتيلها البعض إذا نفذوا تهديداتهم بضرورة إسقاط حكم الرئيس محمد مرسى والإخوان المسلمين، سواء باقتحام المقار التابعة لهم، أو بمحاولة حصار قصر الاتحادية أو مهاجمة وزارة الداخلية، وهو ما يستدعى بالضرورة، إشعال مواجهات بين هؤلاء الداعين لإسقاط النظام من جهة، وبين التيارات الإسلامية والشرطة من جهة أخرى.

 

وما يزيد من التوقعات بنشوب أعمال عنف، رسائل التهديد المتبادلة بيت ألتراس الناديين الأهلى والمصرى، والتى تنذر بعواقب وخيمة بانتظار حكم القضاء على المتهمين فى مذبحة نادى بورسعيد يوم 26 يناير، فجماهير الأهلى ترى ضرورة إنزال عقاب صارم على هؤلاء المتهمين كنوع من القصاص للأربعة وسبعين شهيدا، فى حين تهدد جماهير المصرى بأعمال عنف إذا حكم القضاء على هؤلاء المتهمين « الأبرياء» بعقوبات مغلظة، مطالبين بضرورة القبض على الجناة الحقيقيين.

 

إلا أن الأهم من كل ذلك، هو أن الإخوان أنفسهم هم الذين يهيئون المناخ لأعمال عنف بفشلهم الذريع فى الحكم، بدءا من تقسيمهم البلد إلى تيارين متصارعين.. وسعيهم للسيطرة على مؤسسات الدولة، المفترض أن تكون محايدة بين القوى المختلفة.. وتفصيلهم لقانون انتخابات البرلمان القادم، والذى رفضته كل القوى المدنية والكثير من رموز القوى السلفية لأنه بحسب قولهم جاء على مقاس الإخوان وحدهم، بحيث يضمن لهم أغلبية برلمانية يدركون جيدا أنها ستكون مزورة، بعد تيقنهم التام بتدنى شعبيتهم وسقوط مصداقيتهم وسط ملايين الناخبين.

 

وبالإضافة لذلك، فقد تبنى الإخوان سياسات اقتصادية تعادى الفقراء ومحدودى الدخل، و ترفع اسعار كل السلع الأساسية، وتصب فى صالح شركات قياداتهم الكبيرة، علاوة على علاقاتهم الغامضة بدول خليجية وبأمريكا وبإسرائيل وبصندوق النقد الدولى الذين رفضوا قرضه حينما سعى إليه نظام حسنى مبارك ووصفوه بالربا، ثم سعيهم الحثيث الآن للحصول عليه، وقبل ذلك كله تراجعهم عن كل وعودهم الانتخابية بدءا من برنامج الـ100 يوم، نهاية بالمشروع الوهمى المسمى زورا بالنهضة.

 

سلاح الإخوان الوحيد ــ بالإضافة إلى لجانهم الإلكترونية التى يهاجم بعض موظفيها منتقدى الجماعة بمنتهى السوقية والابتذال - هو شراء الوقت بسياسات هى نفس جوهر سياسات مبارك.. أما خطؤهم الكبير، فإنهم يتوقعون نهاية تختلف عن نهايته!

محمد عصمت كاتب صحفي