ليلة الافتتاح - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 3:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ليلة الافتتاح

نشر فى : الأحد 24 نوفمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 24 نوفمبر 2013 - 8:00 ص

كأنه أحد المشاهد الجميلة، فى السينما المصرية، حين ينتهى الفيلم نهاية سعيدة: على خشبة المسرح، يدخل من الجانب الأيسر، المخرج الكبير، جالسا على مقعد متحرك، الجمهور يستقبله بحفاوة، زملاؤه، الذين تم تكريمهم حالا، والوزير، ورئيس المهرجان، وأعضاء التحكيم، اتجهوا، نحو سعيد مرزوق، الذى ألمت به وعكة صحية قاسية. ظهوره كان مفاجأة سارة للجميع، وبينما تقدم المقعد إلى مقدمة خشبة المسرح، انطلقت موجة من التصفيق، تعبيرا عن محبة خالصة. وفجأة، على نحو عفوى، انبثقت فكرة بديعة، نابعة من القلوب، هى أن يقف سعيد مرزوق، ليلى علوى، إلهام شاهين، وغيرهم، انحنوا كى يفكوا أحزمة القدمين، يضعوها على الأرضية.. هنا، تزايد التصفيق، وعلا صوت صفارات التشجيع من مئات الأفواه. انتقل الحماس إلى سعيد مرزوق، وبإرادة هائلة، تحامل على نفسه، مستندا إلى زملائه، محاولا الوقوف، المرة تلو المرة، وبدورها، انتقلت روح العزيمة من فناننا الأثير إلى جمهور متعطش للفوز والنصر، وليس أمامه سوى المزيد من التدعيم.. ومع الموجة الثالثة، من التصفيق، الأعلى والأشد، بدا الرجل وكأن طاقة جديدة دبت فى كيانه، بما فى ذلك الأطراف اليابسة، فها هو، بعد عناء، ينهض، ويقف شامخا، على قدميه، واكتست ملامح وجهه، تحت الأضواء، بمزيج فريد من الفرح والأمل.

هذا المشهد هو أحد تجليات ليلة افتتاح المهرجان القومى للسينما المصرية، يأتى بعد سنتين من التعثر والغياب، ليؤكد أن الحياة أقوى من الموت، وعناصر البقاء مستمرة برغم عوامل الفناء، وأن روح الإبداع تتألق رغما عن أنف من يحاولون إزهاقها، ولعل تصميم البوستر الذى حققته الفنانة نرمين أحمد ماهر، مع العبارة التى اختارها سمير سيف، الواثق من المستقبل، ومن الطاقات المتجددة فى السينما المصرية، أن يكونا تعبيرا دقيقا عن اتجاه المهرجان،. البوستر يتضمن صورة بالأبيض والأسود، خلابة، للطفلة فيروز، التى لا تزال، ببهجتها، تعيش فى ذاكرتنا، وقد ارتدت ملابس سيد الكوميديا الإنسانية، شارلى شابلن، تعلوها جملة تفيض بالوعود: أفلامنا الحلوة.. من تانى.

المهرجان القومى من تظاهراتنا الثقافية الراسخة، أرشيف دعائمه خلال «16» دورة، وإذا كانت بعض أسسه تستحق البقاء، فإن بعضها يتطلب التطوير، وربما يحتاج لشىء من التجديد، والابتكار، نلمس بداياته هذه الدورة، متمثلة فى معرض أفيشات الأفلام المصرية، الذى أعده المتيم، المجنون بالأفيشات، سامح فتحى، ويتضمن المعرض «30» أفيشا، منها ما هو نادر فعلا، مثل أفيش الفيلم المبكر «كفرى عن خطيتئتك» لعزيزة أمير 1933، و«يحيا الحب» لمحمد كريم 1938، و«دنانير» لأحمد بدرخان 1940.. الأفيشات، ثروة قومية، شأنها شأن لوحات الفنون التشكيلية، وتؤرخ لتطور الذوق والمزاج المصرى، وجزء من ذاكرة الأمة، يليق بوزارة الثقافة، ممثلة فى صندوق التنمية الثقافية، الاهتمام بها، ورعايتها، وترميم ما إعتراها من اهتراء، وإقامة معرض دائم لها، كما تفعل الدول الحريصة على تراثها.. وهويتها.

أما عن تطوير المهرجان، وتحاشى جوانبه السلبية، فإنه يحتاج لوقفة لا مجال لها هنا، ونحن نحتفى بعودته.. سالما.    

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات