شد أجزاء - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شد أجزاء

نشر فى : السبت 25 يوليه 2015 - 9:20 ص | آخر تحديث : السبت 25 يوليه 2015 - 9:20 ص

ماذا حدث للنجم النابه، الصاعد، محمد رمضان، ومن الذى أغراه بنفخ عضلاته، على هذا النحو الذى يتناقض مع رأسه الصغير، فبدا كعملاق، ضخم الجسم، يعلوه وجه نحيل، تكاد ملامحه تضيع تحت دائرة الشعر حول الفم، تنتهى بما يشبه السكسوكة.

المخرج، حسين المنياوى، يتعمد متابعة بطله، بإسراف، فى تدريباته الرياضية: رفع الأثقال، العدو، القفز، ويتوقف طويلا أمام تمارين الضغط، حيث لا نكاد نرى وجهه، بقدر ما نشهد عروق العنق والقفا الطويل.

محمد رمضان، فى أعماله السابقة، يؤدى دور الشاب الطيب، المسالم، لكن يجد نفسه فى عالم شديد القسوة، لا يرحم.. ويصبح، لزاما عليه، مواجهة الشر بالشر، فيغدو، بلطجيا لا يشق له غبار، يجيد استخدام المدية والنبوت والمسدس والساطور، وخلافه.

فى هذه المرة، بناء على السيناريو الذى كتبه محمد سليمان، لم يعد محمد رمضان قادما من أحراش الحوارى، لكن من عالم الأمن.. إنه الضابط «عمر العطار»، النزيه، الشجاع، المتهور، يعمل فى قسم «الوراق» تحت قيادة الضابط الكبير، الهادئ. العاقل، نادر إبراهيم بأداء متوازن لياسر جلال ــ وها هما، فى مأمورية، مع رجالهما، للقبض على المجرم الخطير، محمود العراقى، الذى يؤدى دوره بمهارة وخصوصية فريدة «محمد شاهين».

بمشاهد اقتحام مقر المجرم الخطير، يثبت المخرج جدراته فى الانتماء إلى مدرسة أفلاح الحركة، التى أرسى دعائمها، طابور طويل، مرموق، من الأساتذة: نيازى مصطفى، عزالدين ذو الفقار، حسام الدين مصطفى، نادر جلال، سمير سيف.. وهؤلاء على سبيل المثال لا الحصر.

اختار صناع «شد أجزاء» مكانا نموذجيا، خرابة، بها بيت مهجور، على سلالم الطابق الثانى تقف مجموعة كلاب مسعورة، ومن السطوح، يهبط شقيق المجرم، يطلق رصاصة تصيب الضابط الكبير.. «عمر العطار» يردى الشقيق قتيلا، يطرق باب شقة المجرم الذى يفتح الشرعة. يبدو قويا، بدنيا ونفسيا، لا يتردد عن جرح بطنه بسكين.. يباغت الضابط بالصعود سريعا إلى السطوح، يطارده الضابط، لكنه يفشل فى مسعاه، ومع الموسيقى المعبرة عن التوتر، يبدو المكان، خلال كاميرا إسلام عبدالسميع، أقرب للصحراء القاحلة.

«عمر العطار» متزوج من آية ــ دنيا سمير غانم ــ التى أنجبت له وليدة رضيعة. يعود إلى بيته ليجد عصابة من ملثمين، يتبادل معهم إطلاق النيران فورا، يصاب، تقتل زوجته، ويقرر، بلا تردد، الثأر من المجرمين، بعيدا عن لجاجة القانون، بخطوات العدالة المتعثرة.

إلى جانب المسدس، يأتى ببندقية ضخمة، أكيدة المفعول، ويبدأ مشوار الانتقام، لا يقيم وزنا لمحاولات رئيسه، الذى يرمى لإعادته إلى جادة الصواب، ولا يستجيب لحنو والده ــ صبرى عبدالعزيز ــ وينغمس، بحماس، فى رحلة الدم.

بدأب، يمسك «عمر العطار» بطرف الخيط الذى سيوصله إلى «محمود العراقى»، وتتوالى حفلات التعذيب التى يقيمها لأعدائه من المجرمين القتلة، ويتفنن صناع الفيلم فى تجسيد طرق الأذى البدنى الذى يمارسه الضابط المتخلى عن وظيفته.. فمن الخنق إلى تهشيم عظام الأذرع، إلى دفن الخصوم أحياء، يتحول الفيلم إلى سلخانة، الأمر المزعج بحق.. وربما، يحس المتابع بدرجة ما التعاطف مع «محمود العراقى»، المجرم الخطير، الذى لا نعرف ما هى جريمته، أو جرائمه بالضبط، ولم نتأكد أنه قاتل الزوجة.. ولعل صموده، وقوة تحمله، وعدم تسلل الخوف إلى قلبه، حتى وهو يكاد يموت، كلها تؤدى إلى احترامه والشفقة عليه.

حاول صناع الفيلم ترطيب أجوائه الوحشية بما يشبه قصة حب بين «شيماء» ــ نسرين أمين ــ مديرة اللوكاندة الموبوءة التى يلجأ لها الضابط المنتقم، حيث تضفى عليه رعايتها.. وبينما تلمع عيونها بعشرات الأحاسيس، لا يظهر أى انفعالات على وجه محمد رمضان، ولولا رصيده المتوفر، من أعماله السابقة لكان الفيلم غير قابل للمشاهدة، فهنا، نحن إزاء بلطجى أسواء من كل البلطجية، التى جسدها النجم الشعبى على الشاشتين، الكبيرة والصغيرة.. فهل هناك من يتعاطف مع دبابة بشرية طائشة؟

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات