الله أكبر كبيرا - جمال قطب - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الله أكبر كبيرا

نشر فى : الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 9:35 ص | آخر تحديث : الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 9:35 ص

يومنا هذا ثانى أيام عيد الأضحى، ثانى أيام الأضحية، وأول أيام التشريق لحجيج، وثالث أيام التكبير لجميع المسلمين..

وإذا كان التكبير قد بدأناه منذ فجر يوم عرفة، فإن ذبح وتقديم قرابين الأضاحى قد بدأ بعد صلاة العيد وما زال مستمرا وسيبقى حتى عصر اليوم الرابع من أيام العيد. هاتان شعيرتان أكرمنا الله بهما فى هذه الأيام، شعيرة التكبير وشعيرة الأضحية.

ــ1ــ
أما التكبير فهو ليس مجرد ترديد اسم الله الأكبر أو الكبير، بل هو مع ذلك إشباع للنفوس بالأمن والأمان.. فالإله الأكبر أكبر من جميع المخلوقين ولو اجتمعوا، فهو سبحانه أكبر من الجميع، يطمئن الضعيف ألا تخف ولا تحزن فربك الأكبر سيأخذ لك من المتكبرين ومن المعتدين، وربك الأكبر سيهب لك ما يقويك على ظلم الظالمين، وربك الأكبر سيريك فى حياتك آيات جبروته على كل متجبر متكبر يتناسى يوم الحساب.

كما أن التكبير نعمة كبرى لهؤلاء المتكبرين، فالتكبير إنذار لهم وتذكير أن يراجعوا مسيرتهم وأن يتوبوا إلى رشدهم، ويعطوا الحقوق لأصحابها خوفا من انتقام «الأكبر».

ورغم أن المسلم يكبر الله كل يوم فى أركان كل صلاة ومع الأذان والإقامة إلا أن رحمة الله جعلت للتكبير موسما يتوالى فيه التكبير تعليما للجميع أن تواضعوا ولا تتكبروا، وطمأنة للصغير والضعيف أن ربك الكبير لا ينساك، وتحذير وإنذار لهؤلاء الذين استدرجهم الشيطان فجعلهم يرفعون أنفسهم فوق الناس ويعيشون ويربحون من حقوق الناس، ويزعمون أنهم فوق الناس. ألا فليرجع هؤلاء فليس فوق الناس إلا رب الناس الكبير الأكبر.

ــ2ــ
أما الأضحية فهى ذكرى فداء الذبيح إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وهى تضحية تعلم المسلم دروسا بالغة، أولها: لا تستكثر أن تقدم أموالك فتشترى أضحية ثم تقوم بتوزيعها بحيث لا ينالك منها إلا القدر القليل، فالحمد لله آلاف المرات أن جعل التضحية بالأموال ودماء الأنعام ولم يفرضها فى النفوس كما أمر الله نبيه إبراهيم بذبح ولده، وهم أن أن يفعل ذلك فكانت رحمة الله بالفداء.

ألا ما أهون وما أرخص التضحية بالأموال والأنعام، والحمد لله آلاف المرات أن جعل نفى الإنسان حرما مصونا لا يتعرض له أحد ــ أليس ذلك إله يستحق إفراده بالتكبير والحمد..ربنا إنك الأكبر كبيرا ولك الحمد كثيرا كثيرا.

وهذه الأضاحى جميعها مثل غيرها من المسخرات خلقها الله عونا للإنسان فى الإعمار وطعاما له من الجوع، ودواء له من المرض ((وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ)).

ــ3ــ
إذا تأملت حقيقة هذه الحياة ترى عجبا عجابا، ترى «النبات» يذبح الأرض ذبحا إذ يمتص ما فيها من عناصر ومياه، كما أنه يشق الأرض شقا ويرهقها إرهاقا لينال حياته...فما صرخت الأرض، ولا اعترضت ومازالت ولسوف تبقى ترحب بالنبات فتطعمه وتسقيه وتحمله رغم أنه يميتها. ثم يأتى الدور على النبات نفسه فإذا هو نوعان كلاهما مخلوق ليموت، أحدهما يأكله الحيوان، والآخر يأكله الإنسان، فهكذا كما أمات النبات الأرض فها هو يذوق الموت من فعل الحيوان والآدمى. ثم هذه الأنعام بعد أن شقت الأرض وأكلت النبات فما مصيرها؟ إنها تؤدى دورها حيث يذبحها الإنسان فيريق دماءها ويأكل لحومها ويستخدم بقية أعضائها (شعر/صوف/عظام... إلخ).

هكذا كل المسخرات أصبحت ضحايا ينتفع بها الإنسان.. فما هى نهاية الإنسان؟!

اللهم إنا نسألك أن تجعل أعيادنا سرورا وشعائرنا فرحا وحاضرنا ومستقبلنا أمنا وأمانا وسلاما ونورا.. كل عام والجميع بخير.

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات