عفوًا مصر فيها أحزاب - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عفوًا مصر فيها أحزاب

نشر فى : الخميس 28 مايو 2015 - 9:35 ص | آخر تحديث : الخميس 28 مايو 2015 - 9:35 ص

عشاق الاستبداد والمروجون له يرددون دائما أن مصر ليس فيها أحزاب مؤهلة للمشاركة فى الحكم أو حتى فى المعارضة وذلك لكى يبرروا للعامة استمرار انفراد الرئيس أى رئيس بالسلطة وتهربه من إقامة نظام سياسى تعددى عبر الآليات الديمقراطية المعروفة.

ولهؤلاء أقول إن مصر فيها أحزاب قادرة على ممارسة السلطة بنفس قدر انعدام الكفاءة والخبرة الذى اتسمت به أنظمة الحكم العديدة التى تعاقبت على حكم البلاد. فنحن لا يحكمنا رجال سياسة تمرسوا فى العمل الحزبى والسياسى وجمعوا فى هذا المجال خبرات عريضة لا تتاح لغيرهم من الموجودين فى الأحزاب وإنما يحكمنا خليط غير ناجح فى أغلب الأحوال من عسكريين وأمنيين وأساتذة جامعات ورجال قضاء وموظفين كبار ومعهم رجال أعمال. مثل هذا الخليط موجود فى العديد من الأحزاب وربما نكتشف أنهم يتمتعون بقدر أكبر من الكفاءة مقارنة بالحكام الحاليين.

فهل يعجز حزب الوفد عن تشكيل حكومة من بين أعضائه تضم 5 لواءات سابقين و10 أساتذة جامعة و3 من رؤساء الشركات العامة و5 من رجال الأعمال؟ وهل يعجز عن هذا حزب الحركة الوطنية أو حتى حزب النور وحزب مصر القوية؟ لا أظن هذا فهذا الخليط الذى تعاقب على حكم مصر منذ 1952 ولم يحقق فى أغلب الأحيان أى نجاحات ملموسة باستثناء سنوات حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر متاح للكثير من الأحزاب القائمة وربما بقدر أعلى قليلا من الكفاءة.

استمرار نغمة أن مصر بلا أحزاب وأن الموجود فيها مجرد كيانات ضعيفة كلمة حق يراد بها باطل. فالأحزاب لا تنشأ أو تنمو فى ظل الاستبداد والسعى إلى الانفراد بالسلطة وتهميش كل القوى السياسية وإنما تقوى وتتطور عندما تتوافر لها البيئة الملائمة. وقد شهدنا كيف أن الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير شهدت ظهور أحزاب تمتلك القدرة على التطور والبقاء والمنافسة وبمرجعيات مختلفة بدءا من حزب النور وصولا إلى المصريين الأحرار مرورا بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى ومصر القوية والتحالف الشعبى الاشتراكى.

التجربة السياسية الخاطفة التى عاشتها مصر فى أعقاب ثورة 25 يناير أكدت صلاحية تربتها لنمو حياة حزبية حقيقية. فقد شهدنا انتخابات رئاسية تعددية شارك فيها 13 مرشحا وكان 5 منهم على الأقل يمتلكون فرصا حقيقية للفوز ووجدنا حملات انتخابية يشارك فيها آلاف المتطوعين والنشطاء مع كل مرشح، كان يمكن أن يشكلوا نواة صلبة لحياة سياسية حقيقية لو لم تتحطم هذه التجربة على صخرة غباء وفاشية جماعة الإخوان المسلمين.

ببساطة شديدة أحزاب مصر مثل مصر ورئيسها وحكوماتها وقضائها وإعلامها وشرطتها وجيشها بكل مزاياها نواقصها. ورجال الأحزاب لا يقلون عن رجال الحكم شيئا وربما يزيدون عنهم لأنهم ببساطة هم الذين اختاروا لأنفسهم ممارسة العمل العام، فى حين وصل حكامنا إلى السلطة بالدفع الذاتى وبحكم انتمائهم إلى مؤسسات القوة فى البلاد. لذلك يجب أن تتوقف هذه النغمة ونفتح الباب أمام وصول الأحزاب للسلطة لأن هذا هو السبيل الوحيد لقطع الطريق على عودة ثنائية السلطة الغاشمة فى مواجهة جماعات إسلامية فاشية.

التعليقات