أسئلة معلقة! - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسئلة معلقة!

نشر فى : الإثنين 30 مارس 2015 - 9:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 30 مارس 2015 - 9:50 ص

كانت المحامية المهتمة بحقوق المرأة «عزة سليمان» تتناول طعامها مع أسرتها فى مقهى «ريش» بميدان طلعت حرب. من مكانها شهدت واقعة إطلاق «الخرطوش» على المرحومة «شيماء الصباغ».

كمواطن يحترم القانون ويرغب فى مساعدة «العدالة» توجهت إلى نيابة قصر النيل لتدلى بشهادتها. استمع اليها السيد الأستاذ وكيل النائب العام ثم وجه إليها اتهاما بالتظاهر بدون ترخيص وتعطيل المرور وتكدير الأمر والسكينة العامة، وأفرج عنها بضمان محل إقامتها!!. وهكذا تحولت «المحامية المعروفة» من شاهد على جريمة، إلى فاعل لعدد من الجرائم تصل عقوباتها إلى السجن.

الدليل الذى استندت عليه النيابة العامة فى توجيه الاتهام كان هو تحريات الشرطة، الشرطة نفسها التى كانت عزة سليمان قد ذهبت لتشهد على سوء أداء بعض أفرادها وعنفهم المفرط وارتكابهم لجريمه قتل بدم بارد.

تهمه القتل الخطأ التى أحيل بها ضابط الشرطة إلى المحاكمة فى جريمة اغتيال «شيماء الصباغ» عقوبتها أقل من العقوبة التى ستواجهها «عزة سليمان» فيما لو قضت المحكمة عليها بالإدانة.

ما هى الرسالة التى يرغب القضاء فى توجيهها إلى من يريد الإدلاء بشهادته على جريمة ارتكبها أحد أصحاب النفوذ تعذيبا كانت أو فسادا أو حتى قتل؟.

قصة أخرى، قدم المستشار الجليل رئيس نادى القضاة بلاغ إلى مجلس القضاء الأعلى يطالبه فيها بتحريك الدعوى العمومية ضد المحامى الأستاذ «منتصر الزيات» بتهمة «إهانة القضاء وإذاعة بيانات من شأنها تكدير السلم العام».

كان المحامى الكبير يترافع أمام المحكمة فى قضية سياسية. وجه اللوم إلى القاضى الذى أجرى التحقيقات التى تمت فى القضية بعبارات خشنة قاسية. القانون يضفى حمايته على المحامى أثناء قيامه بواجبه فى الدفاع عن موكله، استعمال حق الدفاع سببا لإباحة جريمه القذف.

لا أعرف ما سينتهى إليه مصير بلاغ نادى القضاة، ومتى سيتحول منتصر الزيات من محام عن متهم إلى متهم يبحث له عن محام؟!!. ما أعرفه أنه خلال الربع الأول من هذا العام أحيل عدد من المحامين بينهم محامون معروفون إلى النيابه بتهمة «إهانة القضاء»!!.

ما هى الرسالة التى يرغب القضاء فى إرسالها إلى المحامين، كيف نضمن حقوق الدفاع؟.

السبت الماضى أفرجت محكمة شمال القاهرة بدون ضمان عن الضابطين المتهمين بتعذيب المحامى كريم حمدى حتى الموت، وفى الوقت ذاته فإن المصور الصحفى محمود أبوزيد «شوكان» محبوس احتياطيا منذ اكثر من ٤٠٠ يوم دون أن يتم الإفراج عنه أو يوجه اليه اتهام؛ «شوكان» ليس وحده.. هناك أعداد لا نعرفها تواجه المحنه ذاتها.

ما هى الرسالة التى يريد القضاء إرسالها إلى المجتمع، كيف نضمن المساواة بين المتهمين أيا كانوا ؟. أسئلة ستظل معلقة فى الهواء حتى يدرك الجميع أن العدل أساس الملك.

نجاد البرعى
negad2@msn.com

التعليقات