أحمد سيف الإسلام.. المبادئ لا تموت - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحمد سيف الإسلام.. المبادئ لا تموت

نشر فى : الإثنين 31 أغسطس 2015 - 6:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 31 أغسطس 2015 - 6:50 ص

لو كنت بعيدا عن مهنة المحاماة وغير مهتم بالدفاع عن حقوق الانسان فبالقطع لن تعرفه ان مر بجوارك. رجل عادى يسير وكأنه يحمل فوق كتفيه هموم شعب بأسره، ربطة عنقه المفكوكة دوما تعطى انطباعا بأنه رجل يكره القيود حتى لو كان حظه منها ربطة عنق. يُعرف «أحمد سيف» نفسه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» بقوله «انا أحمد سيف الاسلام حمد بتاع اليسار مش الاسلاميين، محامى بمركز هشام مبارك للقانون، عجوز، الناس بتعرفنى بجد خالد/ ابو سناء/ منى/ علاء/ جوز ليلى سويف»!!. يلخص هذا التعريف بالضبط المحاور الاساسية لحياته. لا اتذكر اول لقاء لى به ربما فى أواخر التسعينيات من القرن الماضى عندما بدأ اسمه يلمع ويصبح مديرا لمركز هشام مبارك للقانون. كنت قد سمعت عنه قبلها بفترة طويلة عندما صدر عليه الحكم بالسجن خمس سنوات فى قضية «التنظيم الشيوعى المسلح» عام ١٩٨٣، والذى تعرض اثناء احتجازه على ذمتها إلى تعذيب وحشى لم يكن مألوفا وقتها. ما ان التقيته حتى احببته وصرنا اصدقاء رغم الاختلاف الفكرى بيننا. فى يونيو ٢٠١٣ كانت المجموعة المتحدة تحتفل باليوم العالمى لمناهضة التعذيب. دعوناه ليلقى محاضرة تذكارية، وقف ولمدة ساعة كاملة يتكلم ويشرح ويحكى عن تجربته والناس جلوس فى اماكنهم ما تحرك منهم احد. مال على «احمد فؤاد نجم» وكنا قد دعوناه ايضا ليلقى بعضا من اشعاره وقال «الواد ده هيفضل يتكلم كده وهيبوظ عليا الليلة»!. كان خطيبا مفوها، مترافعا قديرا، وفقيها دستوريا لا يُشق له غبار. دافع عن الاسلاميين عامى ٢٠٠٤ و٢٠٠٨، ورفض أى مطالبات بمحاكمة استثنائية لمبارك ورموزه 2011؛ ورفض ان يدعم أى قانون للعزل السياسى 2012. استقال من المجلس القومى لحقوق الانسان مع عبدالغفار شكر ومحمد زارع وآخرين احتجاجا على رفض المجلس ادانة الإعلان الدستورى الذى اصدره الرئيس «مرسى» وقتها. قال لى مرة بأسى «التاريخ يعيد نفسه ابنتى منى ولدت وانا فى السجن، حفيدى خالد ولد وابوه علاء فى السجن»؛ قلت له «السجن للجدعان». دخل «سيف» المستشفى لإجراء عملية لقلبه الذى اثقله الحزن على ولديه «علاء عبدالفتاح» و«سناء سيف ». كانوا قد ارسلوهما إلى السجن قربانا «لهيبة الدولة». لم تسمح لهما «الحكومة »بزيارة والدهما المريض إلا بعد ان دخل فى غيبوبة واصبح غير قادر على ان يأخذهما بين أحضانه. السبت الماضى كان احباؤه يحتفلون فى نقابة الصحفيين بمرور عام على وفاته. هاتفنى صديق « مش هتروح سنوية سيف؟» قلت له «لا؛ سيف ما ماتش لكن ممكن نروح نشرب قهوة عنده فى البيت»؛ قبل ان يغلق الخط سمعته يقول لشخص بجواره «نجاد اتجنن الوضع فى البلد بقى صعب فعلا»!!.

 

نجاد البرعى
negad2@msn.com

التعليقات