حملة «الإعلام والعلوم السياسية بالقاهرة لكل المصريين» تحقق مهمتها المباشرة - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حملة «الإعلام والعلوم السياسية بالقاهرة لكل المصريين» تحقق مهمتها المباشرة

نشر فى : الإثنين 31 أغسطس 2015 - 6:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 31 أغسطس 2015 - 6:50 ص

مضى أسبوعان على الحملة التى تبنتها «الشروق» تحت عنوان «كليتا الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لكل المصريين»، والتى تهدف إلى استثناء هاتين الكليتين المرموقتين مما يسميه المجلس الأعلى للجامعات «التوزيع الإقليمى»، والذى بموجبه تم حرمان طلاب محافظات الصعيد من دخول كلية الإعلام، لوجود كيانين حديثين تم إطلاق اسم «كلية الإعلام» عليهما فى بنى سويف وقنا بجامعة جنوب الوادى، كما تم حرمان هؤلاء الطلاب أيضا من دخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لوجود كيان حديث أطلقوا عليه اسم «كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية» فى بنى سويف، وكذلك تم حرمان قطاع واسع من طلاب الدلتا من نفس الكلية؛ لأنه تم إنشاء كيان يحمل نفس الاسم فى جامعة الإسكندرية، تجهيزات مدرسة ثانوية أفضل منه عشرات المرات!

على مدى هذين الأسبوعين وحجم التفاعل مع حملة «الشروق» فى تصاعد مستمر، سواء على مستوى الطلاب وأولياء أمورهم وهم المتضررون من مثل هذه القرارات الظالمة التى تدبر بليل؛ بغية قتل أى أمل وأى حلم يراود شباب الأقاليم فى الحصول على فرصة معقولة نسبيا للتعليم فى بلد يعز فيه مثل هذه الفرص؛ ليصبح كل شىء ذو قيمة فى هذا الوطن حكرا على سكان القاهرة وحدهم، باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى، فيما يعتبر بقية سكان المحروسة مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة.. وتقل قيمتهم كلما ابتعدت المسافة بينهم وبين ميدان التحرير!

تفاعل ذلك العدد الكبير من رموز الإعلام والسياسة والفكر والثقافة مع حملة «الشروق» كان مؤشرا قويا على أننا نمضى فى الطريق الصحيح، نحو إنقاذ صرحين علميين كبيرين ظلا عبر أكثر من نصف قرن مصنعين لتخريج رموز العمل الصحفى والإعلامى والدبلوماسى والاقتصادى، من خلال مجموعة منتقاة من خيرة الشباب المتفوق فى مختلف ربوع مصر والوطن العربى وإفريقيا، والذين بمجرد التحاقهم بأى من هاتين الكليتين يتم تأهيلهم وتدريبهم وغرس قيم التفرد والإبداع بداخلهم، ليشقوا طريقهم فى خدمة الوطن من أى موقع تتاح لهم فرصة العمل فيه.

وهنا يمكننى القول بأن حملة «الشروق» نجحت بامتياز فى تحقيق مهمتها المباشرة، والمتمثلة فى لفت انتباه المجتمع ونخبه الفاعلة لخطر تلك الجريمة التى أقدم عليها ما يسمى المجلس الأعلى للجامعات ليس فقط فى حق طلاب الأقاليم الممنوعين من دخول هاتين الكليتين، ولكن فى حق الوطن بأسره، وبحق مبدأ تكافؤ الفرص بين أبنائه، وبحق كل قيمة للعدالة، وهى كلها معان أبعد ما تكون عن رئيس هذا المجلس، الدكتور أشرف حاتم، الذى تزعجه مناظر الصعايدة وهم يسيرون فى شوارع القاهرة ويركبون حافلاتها، ولذلك سعى بكل ما أوتى من قوة لإقامة سور يمنعهم من العبور لدخول هاتين الكليتين عند بنى سويف.. وتأملوا جيدا دلالة لإقامة كليتين للإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية فى هذه المحافظة التى تعتبر بوابة عبور الصعايدة للقاهرة الكبرى.

ويمكننا أن نقول بكل ثقة إن حملة «الشروق» انتقلت لتحقيق مهمتها التالية، بفضح تلك الكيانات الهلامية التى أطلق «الأعلى للجامعات» ورئيسه عليها أسماء كبيرة جدا مثل كلية الإعلام وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى المحافظات، دون الحدود الدنيا من أعضاء هيئات التدريس ومعاونيهم، وكذلك المبانى والتجهيزات اللازمة للتعليم والتدريب، ليقف الرأى العام وأكبر المسئولين فى هذه الدولة على حقيقة ذلك التدمير الذى يقوم به هذا المجلس، بالصرف من لحمنا الحى على كيانات هلامية بحجة تقليل الاغتراب وتنمية الأقاليم بتخصصات لا عمل لها سوى فى العاصمة.

خلاصة القول: نؤمن بأن بقاء كليتى الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية ملكا لكل المصريين هدف نبيل وعزيز يستحق أن نرابط لأجله على خطوط النضال الصحفى، دون أن يهتز لنا جفن.. أو يتسلل إلى قلوبنا ذرة من ملل أو إحباط.. لأننا ندرك جيدا أن «الحفاظ على الهدف» أحد أهم مبادئ الحرب الحديثة فى أى مجال.

حملتنا مستمرة.. والقادم أقسى مما تتخيلون.


kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات