الرئيس على خط النار.. والمتحدث العسكرى ليس الكابتن محمود بكر - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 7:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرئيس على خط النار.. والمتحدث العسكرى ليس الكابتن محمود بكر

نشر فى : الإثنين 6 يوليه 2015 - 10:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 يوليه 2015 - 10:40 ص

أثق فى انتصار القوات المسلحة على الإرهاب فى سيناء كما أثق فى أنى أتحدث إليك الآن.. أثق فى كفاءة وقدرة الرجال لأنى كنت واحدا منهم فى قوات النسق الأول فى عمق سيناء، وأعرف معنى أن يكون الجيش الثانى الميدانى بكل ما يحمله رجاله من هيبة وكبرياء وشمم وعلم ومعرفة وإتقان لفنون القتال وجسارة تشيب لها الولدان فى معركة على الحدود الشرقية للوطن، أعرف معنى أن تتربى فى أكبر تشكيل تعبوى فى الشرق الأوسط على أن تكون الأول فى كل شىء، وشعارك الذى يحسم كل المعادلات التى تحير من لم يتذوق معنى الجندية فى حياته «النصر أو الشهادة».

كنت فى طريق عودتى من رحلة خارج البلاد الأربعاء الماضى، وتابعت تلك الأنباء المغلوطة التى تواترت عن سقوط عدد كبير من رجالنا فى مواجهة شرسة مع الإرهابيين، ولم أقتنع بهذه الأنباء، كان كل ما يسيطر على تفكيرى فى هذه اللحظة هو مشاعر الضباط والجنود، وهم يقدمون الروح رخيصة لأجل مصر، وهناك من يشمت فيهم ويشكك فى قدراتهم ممن لا يمارسون رجولتهم إلا عبر الطرقعة على «فيس بوك»!

إن أسهل شىء على ضباطنا وجنودنا هو أن يواجهوا العدو بصدور عارية؛ فينتصروا أو ينالوا الشهادة، أما الأصعب عليهم هو أن تخونهم بتشكيك فى قدراتهم، وبالتقليل من حجم ما يقدمون من تضحيات.

وبعد أن انجلت الحقائق عن بطولات الرجال، وبعد أن ظهر حجم الخسائر التى منى بها الإرهابيون رأيت الفرحة فى عيون المصريين، التى زادت باللمسة الجسورة للرئيس عبدالفتاح السيسى بذهابه إلى رجاله على خط النار.. لا أستطيع أن أصف حجم السعادة التى عشتها عندما شاهدت الصور التى جاءت له من سيناء، وهو يتفقد الكمائن التى زاد الرجال عنها ببسالة.. وهو يصافح أبناءه ويأخذهم فى أحضانه، وهو يقول لهم: أنا بجواركم فى نفس الخندق.. روحى ليست أغلى من أرواحكم.. كلنا فداء لهذا الوطن؛ فكان مشهدا مهيبا قدم للعالم درسا من دروس المدرسة العليا للوطنية المصرية، كما أنه رد كيد الكائدين؛ فليس أدل على سيطرة قواتنا على كل شبر من سيناء من ذهاب الرئيس إلى قلب مسرح العمليات، وهكذا يكون القائد.

***

تبقى كلمة أقولها لزملائى الإعلاميين، والصحفيين، الذى امتهن الكثير منهم هذه المهنة بالصدفة.. أو بالواسطة.. أو بمسح الجوخ دون أدنى علم أو معرفة: إذا كنتم تتخيلون أن المتحدث العسكرى هو الكابتن محمود بكر، عليه أن يعلق على المعركة كما يتم التعليق على مباريات الكرة (وقع قتيل من العدو، وسقط مصاب من قواتنا.. أوبا.. قديفة فى أحد الكمائن والرجال يصدون)، فمنازلكم أولى بكم من العمل فى مهنة البحث عن الحقائق، وعلى القوات المسلحة أن تجهز لرؤساء تحرير الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية، دورة تدريبية تشرح لهم فيها معنى أن تكون القوات مشتبكة مع العدو، وكيف يتم التخطيط لدفع قوات النسق الثانى الذى يجب أن نحافظ على معنوياته عالية، وأن الحصر الفورى لخسائر العدو أو قواتنا لا يتم بالسهولة والسرعة التى يتصورونها، وكيف أن الانتصار فى المعارك لا يُقاس بعدد من سقطوا.. فحسابات الحرب غير حسابات الكرة؛ وأن أى انتصار لا يتحقق إلا بتضحيات الرجال، وهذا ما يجب أن يعلموه للناس.

وللمتحدث العسكرى، أقول: عند حدوث اشتباك لقواتنا مع العدو، ليس مطلوبا منك سوى أن تعلن نبأ حدوث الاشتباك، وتقول: سنوافيكم بالتفاصيل والتطورات عند الساعة كذا، وبالثانية تخرج فى هذه الساعة على الرأى العام، لتتلو عليه حقائق الموقف، عندها سينتظرك المصريون، ولن يصدقوا الشائعات، ويمكن لمصر أن تحاسب من يجهتد فى غير موضع الاجتهاد.

التعليقات