بعد إدراجه بتراث اليونسكو.. فن الراي الجزائري بين الصعود والهبوط ولماذا يُطلق لفظ شاب على مُطربِيه؟ - بوابة الشروق
الأحد 13 يوليه 2025 7:07 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

بعد إدراجه بتراث اليونسكو.. فن الراي الجزائري بين الصعود والهبوط ولماذا يُطلق لفظ شاب على مُطربِيه؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 1 ديسمبر 2022 - 7:17 م | آخر تحديث: الخميس 1 ديسمبر 2022 - 7:17 م
صنفت منظمة الأمم المتحدة للتراث والعلوم والثقافة "اليونسكو"، موسيقى الراي الجزائرية، والتي ظهرت بداية القرن العشرين الماضي، ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي؛ تقديرا لهذا الصنف الموسيقى الذي انتشر في العالم.

وتجتمع لجنة الحفاظ على التراث الثقافي وغير المادي التابعة لليونسكو منذ الاثنين 28 نوفمبر الماضي في مدينة الرباط المغربية، لاتخاذ قراراتها والكشف عن قائمتها الأحدث.

الراي هو نوع من النوسيقى الشعبية الجزائرية يستخدم آلات غربية ومزيجاً من الألحان الشعبية المحلية وإيقاعات الديسكو الأمريكية، وظهر هذا النوع في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن التاسع عشر، وقد غناها مغنون شباب يطلق عليهم مصطلح "شاب" حتى وإن مر بهم العمر، وأَنتجت موسيقى الراي منذ بدايتها عددًا كبيرًا من الأغاني وانتشرت على نطاق أوسع بكثير لتصبح معروفة في جميع أنحاء العالم، بحسب ما ورد في كتاب " Men and Popular Music in Algeria: The Social Significance of Raï" للباحث الأنثربيولوجي مارك شاد بولسن.

قال بولسن: "لقد عانى فن الراي في البداية من الانتشار في فرنسا وافتقر إلى النجاح التجاري، ويُعتقد أن السبب في ذلك هي العنصرية الفرنسية لذلك غابت موسيقى الراي الفعلية عن الإذاعة التجارية والتلفزيون الرئيسي، لأنه واضح من الصعب منتج غنائي بيع عربي للجمهور الغربي".

ولكن هذا التحليل ربما قد تغير حالياً عن وقت صدور الكتاب، عام 1999، حيث نشرت صحيفة اللوموند الفرنسية الشهيرة تقريراً احتفاءً بخبر وجود فن الراي ضمن قائمة التراث غير المادي، وذكرت في افتتاحيته: "فن الراي له مكانته في تصنيف التراث الثقافي العالمي الآن إنه فن عبر السنين والحدود وعرف كيف يوحد عددًا كبيرًا جدًا من الناس بفضل الموضوعات التي تم تناولها في الأغاني".

في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، كانت مدينة وهران الجزائرية - المعروفة باسم باريس الصغيرة - بوتقة تنصهر فيها ثقافات مختلفة مليئة بالنوادي الليلية، ومن هذه البيئة نشأت مجموعة من المطربات المسلمات تسمى الشيخة، التي رفضت الشعر الكلاسيكي للموسيقى الجزائرية التقليدية بدلاً من ذلك بمرافقة الطبول الفخارية والمزامير، غنوا عن محنة الحياة الحضرية بلغة جريئة ومبتذلة في بعض الأحيان، ومثيرة للجدل أحياناً أخرى، والتي جذبت بشكل خاص المحرومين اجتماعيًا اقتصادياً، بحسب موسوعة Britannica البريطانية.

وكانت الموسيقى التي تؤديها الشيخة تسمى الراي وقد اشتق اسمها من الكلمة العربية الجزائرية الراي "رأي" أو "نصيحة"، والتي عادة ما يتم إدخالها - وتكرارها - من قبل المطربين لملء الوقت بينما كانوا يصوغون عبارة جديدة من كلمات مرتجلة، وبحلول أوائل الأربعينيات برزت الشيخة ريمتي محليًا كإحدى الشخصيات الموسيقية البارزة في تقليد الراي، وظلت من بين أبرز فناني الموسيقى في القرن الحادي والعشرين.

وذكرت الموسوعة أنه بعد استقلال الجزائر عن فرنسا في عام 1962، شعر الموسيقيون الشباب في البلاد، ومنهم بيلمو مسعود وبلقاسم بووتلجة، أن هذا الفن بحاجة إلى التحديث لكي يواكب الحياة الاجتماعية والسياسية الجديدة، وبالتالي عملوا على تحويل الموسيقى إلى نوع رقص شعبي واستبدال المزامير والطبول التقليدية بالأبواق والساكسفونات والأكورديون وغيرها من الآلات مع دمج العناصر الأسلوبية لموسيقى الروك والفلامنكو والجاز والتقاليد المحلية المختلفة.

واعتمد المغنون لقب الشاب (ذكر) أو شابة (أنثى) لتمييز أنفسهم عن الموسيقيين الأكبر سنًا الذين استمروا في الأداء في النمط الأصلي، وكان من أبرز فناني الراي الجديد شاب فضيلة، والشاب حميد، والشاب مامي، وبحلول الوقت الذي أقيم فيه مهرجان الراي الدولي الأول في الجزائر عام 1985، أصبح الشاب خالد مرادفًا تقريبًا لهذا النوع تلا ذلك المزيد من المهرجانات في الجزائر وخارجها وأصبحت موسيقى الراي نوعًا جديدًا شائعًا وبارزًا في سوق الموسيقى العالمية الناشئة.

يشير كتاب " Historical Dictionary of Algeria"، لفيليب نايلور أستاذ التاريخ بجامعة ماركيت، إلى وجود نوعين من الأنماط الرئيسية الراي: أحدهما هو الأسلوب الشعبي الذي يتأثر بشعر الحب التقليدي، بينما يستحضر النمط الآخر شيئماً من التمرد والمزيد من موسيقى البلوز والرجرأة التي تستكشف بعض الكلمات الجريئة حيث نشأت في "الملاهي الليلية بين متناولي المشروبات الكحولية، وغالباً كان يركز فن الراي على تجسيد الأمور الاجتماعية مما جعله وسيلة سياسية مؤثرة.

ذكر نايلور في كتابه أن الثقافة الفرعية والمواضيع التي استكشفها فن الراي أثارت شعبيتها انتقادات من الحكومة والإسلاميين، ولكن فنانوا الراي لم يكن أحدهم يخشى التعبير عن أفكارهم المختلفة لذلك أطلق هذا المصطلح "الراي" على هذا النوع من الفن.

خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اختفى الراي تدريجيًا من أجهزة التلفزيون الكبرى واستعاد جمهوره المبكر السري، كما كان ضحية مشكلات شخصية أخرى مثل إدانة الشاب مامي بتهمة العنف ضد صديقته السابقة، بالإضافة إلى صعود الموسيقى الحضرية (الراب وRhythm'n'Blues)، ولكن حدثت انتعاشة قريبة له من خلال النجاح الهائل الذي حققه للنجم الفرنسي الجزائري DJ Snake من خلال أغنيته Disco Maghreb التي سُميت على اسم شركة التسجيلات في وهران والتي يكرّمها عنوان الأغنية، بحسب موقع "ليبريشن" الفرنسي.




قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك