- مسئول بالحلف: ندعم الحل السياسي في سوريا واستراتيجيتنا الجديدة تقوم على الردع ونشر الاستقرار خارج المنطقة الأورو-أمريكية
- تأسيس مركز إدارة أزمة للحلف في إيطاليا يضم 100 خبير لمواجهة تحديات منطقة جنوب المتوسط
قال مسئول إدارة الاتصال بالمكتب الصحفي لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، دنيال ريجو، اليوم الخميس، إن الحلف يدرس طلبا من رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج لمساعدة بلاده في تعزيز الأمن وقدرات الدفاع الليبية وخاصة مع وزارة الدفاع وفي المجالات الاستخباراتية والأمنية والمراقبين المدنيين. جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها الناتو لمجموعة من الأكاديميين والدبلوماسيين السابقين والصحفيين المصريين بمقره في العاصمة البلجيكية بروكسل، كجزء من الدبلوماسية العامة.
وأوضح ريجو أن الطلب الذي تقدم به السراج خلال حديث مع أمين عام الحلف ينس ستولتنبرج حول مساعدة بلاده في تعزيز الأمن وقدرات الدفاع الليبية، موضع مشاورات حالية مع الدول المعنية بهذا الخصوص.
وأكد ريجو أن الحلف لايزال مستعد لتقديم الدعم لليبيا في ضوء أن قرارات الأمم المتحدة اعتبرت حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج الممثل الشرعى للشعب الليبي، ولذلك فالناتو يواصل جهود الأمم المتحدة لدعم العملية السياسية في ليبيا.
وحول دور الحلف في سوريا، ذكر ريجو أن الحلف دعم بشكل دائم مفاوضات جنيف، لافتا إلى أن الأمين العام للحلف شدد على ضرورة وجود حل سياسى للأزمة السورية، مؤكدا أن الناتو كمؤسسة ليست ضالعة في سوريا لكن دول الحلف مشاركة في التحالف الدولي الذي تقود واشنطن لمكافحة تنظيم "داعش" والذي حقق نجاحات على الأرض في حربه ضد التنظيم، مجددا التاكيد أن الحل للازمة السورية هو سياسي وأن الحلف سيدعم جهود الأمم المتحدة في هذا الشأن.
وردا على سؤال بشأن القضية الفلسطينية وتجاهل ما يجري على الأرض من قبل إسرائيل، قال ريجو إن الناتو منظمة تضم عدة حكومات ولا يمكن الوصول لإجماع حول كل قرار وكل شىء يتم بالتوافق مع قرارات الأمم المتحدة في هذا الصدد.
إلي ذلك، عرض المسئول في الحلف خلال ورشة عمل تناولت استرتيجية الناتو الحالية إزاء التحديات الدولية والإقليمية، سياسة الحلف الجديدة عقب قمة وارسو في 2016، والتي قال إنها تتركز على مبدأين أساسيين: الأول الردع والدفاع ثم نشر الاستقرار وراء المنطقة الأورو-أمريكية عبر الشراكات وتنفيذ أنشطة لتعزيز أمن قدرات مؤسسات شركاء الناتو.
وأشار ريجو إلى القرارات الصادرة عن القمة التي تمثلت في تعزيز الوجود العسكري للحلف عبر نشر مجموعات عسكرية في عدد من دول أوروبا الشرقية مثل أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، معتبرا أن تلك الإجراءات تستهدف بعث رسالة واضحة مفادها أن أي تهديد لدول شرق أوروبا الأعضاء بالحلف سيكون الرد مشتركا من دول الحلف، موضحا أن عملية نشر القوات بدأت بالفعل من خلال طليعة وحدات موجودة هناك، لافتا إلى أن الأمر سيأخذ وقتا، لكن من المتوقع أن تنتشر كل القوات ويفعل دورها في يونيو المقبل.
من جهة أخرى، لفت ريجو خلال ورشة العمل ذاتها، التي انعقدت فاعلياتها على مدي يومين واختتمت اليوم الخميس، إلى قرار قمة وارسو بالاستجابة لطلب رئيس وزراء العراق حيدر العبادي بتدريب وتعزيز القدرات الأمنية العراقية بدءً من العام الحالي.
وأوضح ريجو أن تلك المهمة تتركز في 3 مجالات وهي التدريب على مكافحة العبوات الناسفة والدعم العسكري المدني بحيث يمكن لمؤسسة مدنية التفاعل مع نظيراتها العسكرية، وإصلاح القطاع الأمني وتقديم المساعدة والمشورة له. لافتا إلى وجود 10 مستشارين عسكريين متواجدين بشكل دائم في العراق ومن المنتظر أن يصل العدد إلى 20 بناء على طلب العبادي.
وفي سياق آخر، أشار ريجو إلى إطلاق "ناتو" عملية عسكرية بحرية تحت عنوان "حارس البحار" في منطقة البحر المتوسط لمكافحة الإرهاب وتعزيز القدرات الأمنية، موضحا أنها ستتعاون مع عملية أخرى يقودها الاتحاد الأوروبي تحت مسمى "عملية صوفيا".
وقال ريجو، إن الحلف يمتلك قوات للتدخل السريع قوامها 40 ألف جندي، كما أنشأ وحدات لدعم الدول الشريكة للحلف، لافتا إلى القرار الصادر بخصوص إنشاء مركز إدارة أزمة بمدينة نابولي الإيطالية وهي وحدة مركزية في إطار القيادة المشتركة للناتو، تضم 100 خبير من الحلف، ينصب عملهم على زيادة فهم التحديات في منطقة جنوب المتوسط.
كما أشار المسئول في الناتو إلى أن الحلف قام بإنشاء مركزا إقليميا للتعاون مع دول "مبادرة إسطنبول" في الكويت، لتعزيز التعاون مع الدول الشريكة في الخليج وتفهم الأخطار التي تواجههم ومضاعفة قدرة دول تلك المنطقة على التشاور فيما بينها.
وأوضح أن "مبادرة اسطنبول" و"مشاركة الحوار المتوسطي"، مهمتهما تقاسم المعلومات بين الحلف والدول الشريكة في المنطقة، ما يسمح للناتو برسم صورة عنها.