تاكسي الخير.. سائق إسكندراني يكرّس سيارته لنقل المرضى مجانًا منذ 10 سنوات - بوابة الشروق
السبت 4 أكتوبر 2025 7:13 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

تاكسي الخير.. سائق إسكندراني يكرّس سيارته لنقل المرضى مجانًا منذ 10 سنوات

محمد صابر
نشر في: السبت 4 أكتوبر 2025 - 3:18 م | آخر تحديث: السبت 4 أكتوبر 2025 - 3:18 م

منذ 10 سنوات، ينطلق أشرف محمود، سائق تاكسي من الإسكندرية، في السابعة صباحًا يوميًا، لكنه لا يبحث عن الأجرة مثل زملائه، بل عن مريض يحتاج إلى رحلة إنقاذ. هكذا تحولت سيارته إلى "تاكسي الخير"، مبادرة إنسانية لنقل المرضى مجانًا من البيت إلى المستشفى.

ويقول أشرف محمود، صاحب "تاكسي الخير"، إن سبب تنفيذ هذه المبادرة هو والدته -رحمها الله- التي كانت توصيه دائمًا: "لو ركب معاك راجل كبير أو ست غلبانة ومعهاش فلوس، وصلهم وكأن الأجرة دي صدقة"، مضيفًا: "بعد وفاتها حسيت إن الوصية دي لازم تبقى طريقي في الحياة".

وأضاف محمود، أن أول مرة نفذ فيها الفكرة كانت عام 2015، مع أسرة مريض رفض سائق آخر توصيلهم لعدم وجود نقود، فأخذتهم بسيارتي، وأثناء الطريق إلى مستشفى الميري، وأمام مسجد القائد إبراهيم، رفع الرجل يده بالشهادة وتوفي. اللحظة دي غيّرت حياتي، وأكدت إن رسالتي هي مساعدة الناس.

ويستكمل صاحب "تاكسي الخير" حديثه قائلاً: منذ ذلك اليوم أقف يوميًا أمام المستشفيات الحكومية، خاصة الغسيل الكلوي والأورام، لعرض توصيل المرضى مجانًا من السابعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، ثم أعود لمهنتي العادية لتوفير نفقات بيتي، لكني أترك هاتفي مفتوحًا لأي اتصال طارئ، حتى لو كنت نائمًا.

وأشار محمود إلى أنه مع مرور الوقت، علّق متطوعون لافتات على جدران المستشفيات كُتب عليها "تاكسي الخير – توصيل المرضى مجانًا" مع رقم هاتفه، ومن هنا أصبح معروفًا بالاسم، وهاتفه لا يتوقف عن الرنين، مضيفًا أن أحد الخطاطين تبرع بكتابة عبارة "تاكسي الخير لنقل المرضى بالمجان" على الزجاج الخلفي لسيارته.

ويتذكر محمود أحد المواقف قائلًا: "مرة اتصلوا بيا عشان أوصل بنت عندها 28 سنة دخلت في غيبوبة سكر. خدتها من بيتها بسرعة على مستشفى سيدي جابر وتم إنقاذها". ويؤكد أن التجربة لم تتوقف عند الإسكندرية، إذ بدأ الناس يطبقون الفكرة في بورسعيد والسويس والبحيرة. "الحمد لله، تاكسي الخير بقى مدرسة، والناس اتعلمت منها إن الخير مش كلام".

ورغم أنه لم يحصل سوى على الشهادة الابتدائية، يرى محمود أن التجربة أكبر من أي مؤهل: "المؤهل مش ورق.. المؤهل الحقيقي إنك تستخدم عقلك في حاجة تنفع الناس".

ويختم حديثه: "نفسي في تطبيق زي أوبر وكريم، بس مجاني للخير، يربط بين أصحاب العربيات اللي عايزين يساعدوا وبين المرضى اللي محتاجين وسيلة نقل. أنا مش عايز أبقى مليونير ولا أركب عربية زيرو، كل اللي عايزه إن الخير ينتشر ونسيب أثر حلو لولادنا بعدنا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك