قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه مع الرئيس دونالد ترامب، تؤكد التحول الذي جرى في تركيبة العلاقات بين الجانبين.
وأضاف خلال لقاء لبرنامج «يحدث في مصر»، الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر عبر فضائية «MBC مصر»، مساء الثلاثاء: «في مصر نبارك هذه الزيارة وندعو لها بالتوفيق، لأن أي نجاح يتحقق يعني النجاح للمنطقة ككل، بما فيها القضية الفلسطينية».
وذكر أن ولي العهد السعودي لم يعبر في كلمته عن بعض قطع الإنشاء والشعارات التقليدية المعتادة، بل تعامل بنمط جديد يتسق مع مفهوم العقلية الغربية.
وشدد على أهمية الزيارة في ظل الظروف الحالية، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية، مؤكدًا أن تمسك الجانب السعودي بمواقفه في بعض القضايا، كربط التطبيع مع إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية، أمر يحسب للقيادة الجديدة.
وأشار إلى أن العلاقات الأمريكية ضاربة في الجذور مع المملكة العربية السعودية، خاصة منذ انتهاء الدور البريطاني في الجزيرة العربية بسقوط الخلافة العثمانية، وإعلان الجمهورية التركية، وانتهاء دور الشريف حسين، وظهور آل سعود على المسرح.
وأكمل: «أصبحنا بعدها أمام قوة فاعلة استجابت واشنطن لها بشدة، ورأت فيها حليفًا وصديقًا يمكن الاعتماد عليه، فالملك عبد العزيز كان واضحًا مستقيم العبارة والفكرة، وأمريكا أيقنت أنه حاكم قوي وقادر على حسم أهدافه».
ولفت إلى أن المملكة أصبحت الحليف الأول للولايات المتحدة في المنطقة، بعدما ظهر النفط بكميات كبيرة منذ ذلك الوقت في السعودية.
وبدأ بن سلمان، زيارة رسمية إلى واشنطن، الثلاثاء، والتي تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات.
وبحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء السعودي، تأتي الزيارة في إطار سعي الجانبين لتحقيق رؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الأمن والاستقرار.
وتشهد الزيارة خلال اليوم الأول، اجتماعًا في المكتب البيضاوي، وحفل عشاء موسع يضم قيادات شركات التكنولوجيا.
أما اليوم الثاني من الزيارة فسيشهد أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، بمشاركة نحو 400 من الرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات الأمريكية والسعودية.