في ذكرى انتصارات أكتوبر.. كيف حاولت أمريكا دعم إسرائيل في خطة العبور المضاد؟ - بوابة الشروق
الأحد 2 يونيو 2024 6:04 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى انتصارات أكتوبر.. كيف حاولت أمريكا دعم إسرائيل في خطة العبور المضاد؟

محمد حسين:
نشر في: السبت 7 أكتوبر 2023 - 10:43 ص | آخر تحديث: السبت 7 أكتوبر 2023 - 10:43 ص

نحتفل في الـ6 من أكتوبر باكتمل نصف قرن على النصر العسكري المٌعجِز الذي حققته القوات المسلحة المصرية الباسلة خلال حرب أكتوبر المجيدة، حيث قدم أبطال مصر ملحمة خالدة، ليتحقق أول نصر للعرب منذ قرون، ويصبح للأمة درع وسيف، كما قال الرئيس أنور السادات في خطاب النصر الذي ألقاه تحت قبة البرلمان.

وواجهت مصر صعوبات عدة في معركة الكرامة، مثل تسليح الجيش الإسرائيلي بدرجة فائقة من التطور، إلى جانب سيل من المساعدات العسكرية الأمريكية توالت على جيش العدو لمساندته على الصمود والتماسك.

وحلل اللواء أسامة المندوه وروى تفاصيل الإمدادات الأمريكية، والتي كانت تستهدف مساعدة إسرائيل بالرد على العبور المصري العظيم بعبور مضاد، وذلك ضمن كتاب "خلف خطوط العدو"، الذي حرره ووثقه الكاتب الصحفي خالد أبو بكر، وصدر عن دار الشروق في 2016.

- رسالة مائير لنيكسون

يقول اللواء أسامة المندوه: "بدأت رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير يوم 10 أكتوبر بتحرير رسالة مكتوبة إلى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون تعزز رسالتها الشفهية بشكره على ما قدمه لها من أسلحة وعتاد، وجاء في الرسالة بالنص: "لقد أخطرت عند الفجر بقراركم بتأكيد إمداد إسرائيل فورًا بسيل من العتاد الأمريكي".

وأضافت مائير، "ولقد كنت أدرك أنني في لحظة الحاجة هذه أستطيع أن أتوجه إليكم بطلب المساعدة، وأستطيع أن أعتمد على فهمكم الدقيق لضرورات الموقف إلى جانب مشاعركم العميقة تجاه إسرائيل".

- الجنرال بارليف.. صدّ التقدم المصري

وتابع المندوه، أن رسالة جولدا مائير كانت تعكس نوعًا من الاطمئنان، ولكن مجلس الوزراء الإسرائيلي بكامله كان لا يزال في حالة انهيار من تأثير تقرير وزير الدفاع موشي ديان، رغم أن الجنرال ديان كان يبدو حسب تعبير الوزير يزرائيل جاليلي "أمامنا باستمرار نموذجًا حيًّا لجندي إسرائيل المقاتل، لكنه في هذه اللحظة الحاسمة تهاوى كأنه تمثال مصنوع من التراب، وليس من الرخام".‏ ‫

وأكمل، "وقد قرر المجلس وهو في حالة انعقاد دائم تفويض الجنرال بارليف باستعمال قوات الاحتياطي لمواجهة احتمالات تقدم الجيشين المصريين الثاني والثالث، وكان تقدير المجلس أنه وقد تأكد الآن تدفق سيل المساعدات الأمريكية فإن الاحتياطي الإسرائيلي يمكن دفعه إلى المعركة.‏ ‫

ووجه الجنرال بارليف دعوة إلى اجتماع للقيادة العامة؛ لبحث ما يمكن عمله على الجبهة الجنوبية، "وكان قد أصبح مسئولًا عنها بعد عزل قائدها الأصلي الجنرال جونين".

ودُعيَ إلى المشاركة فيه كل من الجنرال ديان، والجنرال آلون، والجنرال يسرائيل تال، والجنرال زاييرا، والجنرال بيليد، وانضم إليهم وزير الدولة يزرائيل جاليلي.‏

- إسرائيل: مكاسب قبل وقف إطلاق النار

وتحدث الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل عن تفاصيل ذلك الاجتماع من خلال كتابه "أكتوبر.. السلاح والسياسة" الصادر عن دار الشروق.

وكان أهم ما تقرر في هذا الاجتماع:‏

1- وقف العمليات المحدودة التي تشتبك فيها قوات الاحتياطي الواصلة إلى الجبهة؛ لأن هذه السياسة أدت إلى بعثرة القوات وتكبيدها خسائر فادحة ثم إنها جعلت الجبهة كلها في حالة اهتزاز.‏

2- بما أن الجيش المصري لم يتقدم بعد مساء 7 أكتوبر عندما فرغ من تعزيز مواقع الجيشين "الثاني والثالث"، فإن هناك فرصة لالتقاط الأنفاس وحشد قوة كافية للقيام بهجوم كبير، والتفكير والتخطيط لوضع خطة تدفع هذا الهجوم الكبير إلى أي مواقع تتجاوز خطوط 1967، وذلك لمحاولة العبور إلى الناحية الأخرى من القناة لاحتلال أرض يمكن المساومة عليها فيما بعد.‏

3- ضرورة التحرك عسكريًّا بسرعة؛ لأن الضغوط في نيويورك تتزايد من أجل اتخاذ قرار في مجلس الأمن يقضي بوقف إطلاق النار

- جسر جوي: مساعدات سخية

وتحدث المشير محمد عبدالغني الجمسي، رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، في مذكراته بالتفصيل عن الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل خلال الحرب، وقال: "جاء في تقرير مراقب عام الدولة الأمريكي بخصوص الجسر الجوي لإسرائيل عام 1973، أن أمريكا استخدمت 228 طائرة نقل، ونفذت 569 طلعة، وصلت إلى إسرائيل تحمل 22.5 ألف طن من الاحتياجات بمعدل 23 طائرة في اليوم الواحد كحد أقصى لاعتبارات سياسية قدرها وزير الدفاع الأمريكي، واستمر الجسر الجوي 33 يوما -من 13 أكتوبر إلى 14 نوفمبر 1973- "وتم نقل حوالي 40% من هذه المعدات في فترة الأيام العشرة التي حدثت فيها الثغرة بين يوم 13 إلى 24 أكتوبر".
‏ ‫
- الجسر البحري: ملايين الدولارات

وأكمل الجمسي، كما أنشأت أمريكا جسرًا بحريًّا لنقل المعدات كبيرة الحجم، حيث وصلت أول سفينة إلى إسرائيل في يوم 2 نوفمبر 1973، بحمولة قدرها أطنان من الدبابات والمدافع والعربات، ولقد تكلفت عملية الجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل 88.5 مليون دولار.‏

- أهم أنواع الأسلحة التي شُحنت لإسرائيل

وأوضح الجمسي، أن أبرز أنواع الأسلحة والمعدات والذخائر التي شحنت لإسرائيل هي، محركات الطائرات الفانتوم، وأجنحتها، ومستودعات قنابل جو - أرض، ومجموعة أجزاء طائرات سكاي هوك، ومعدات نظام دفاع جوي من أطرزة مختلفة، وصواريخ جو - أرض، وعبوات إعاقة ومعدات فنية لصيانة محركات الطائرات. ‏

- معدات العبور المضاد

ويشير اللواء المندوه، خلال الفترة من 8 إلى 14 أكتوبر، وعلى وجه الخصوص يوم 13 أكتوبر، إلى أنه "شاهد من نقطة الملاحظة التي تتمركز بها المجموعة (لطفي) القوات الإسرائيلية تدفع في اتجاه جبهة القتال على الضفة الشرقية لقناة السويس بأشياء بدت غريبة لي في هذا التوقيت، كأن ترى تلرات (لوريات) يحمل كل منها 3 مواسير مجارِ طويلة وضخمة، وفي الفواصل بين هذه التلرات، كنت أشاهد تلرًا رابعًا يحمل حجرًا ضخمًا لم أكن أعرف على وجه اليقين في أي غرض سيتم استخدام تلك المواسير والحجارة".

وتابع، "علمًا بأن بعض المصادر قد وصفت هذه المواسير الطويلة بأنها صواريخ ضخمة، وهنا طلبت القيادة تأكيد هذه المعلومة مني، وكان توصيفي دقيقًا جدًّا، ذلك أنني ذكرت أنها ليست صواريخ بل مواسير، تحملها تلرات، ومعها حجارة ضخمة".

ويختتم حديثه، "بالطبع كانت هذه هي المعدات اللازمة لإنشاء الكوبري الثابت على قناة السويس، الذي تستهدف القوات الإسرائيلية استخدامه في العبور المضاد إلى الضفة الغربية لقناة السويس".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك