أكد وكيل الأزهر الشيخ صالح عباس أن الارتقاء والنهوض بالعملية التعليمية يقضي على الإرهاب ويضع حدا ونهاية للحروب و يحقق التنمية المرجوة في ربوع القارة الإفريقية والعالم أجمع.
ووجه وكيل الأزهر - في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الدولي العشرون لقادة مؤسسات التعليم العالي بالقارة الإفريقية، والتي ألقاها نيابة عن فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر - الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لرعايته المؤتمر وحرصه الدؤوب للنهوض بالتعليم وتطويره وإيمانه العميق بأن التعليم قاطرة الأمة نحو التقدم والرقي وتحقيق التنمية المستدامة.
وأعرب عن اعتزازه بجهود القيادة السياسية المصرية في النهوض بإفريقيا ودعوة الرئيس السيسي قادة إفريقيا للتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية.
ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز علاقات التعاون بين دول القارة من أجل تجاوز التحديات الكبرى التي تواجه إفريقيا، لاتا إلى أن الأزهر يعتز بثقة الدول الإفريقية في قدرة مصر على قيادة دفة العمل الإفريقي المشترك، كما يقدر الأزهر جهود القيادة السياسية المصرية الرامية للنهوض بالقارة الإفريقية، التي تتجلى في أبهى صورها خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي.
وأضاف أنَّه تلقى بمزيد من الأمل والتفاؤل في مستقبل مشرق دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي للتصديق على اتفاقية التجارة الحرة القارية، ورؤيته الحكيمة التي طرحها خلال رئاسته القمة الإفريقية الاستثنائية بالنيجر؛ ليتحقق هذا الحلم الذى يُمَّثل علامة فارقة في مسيرة التكامل الاقتصادي، بما يُرسخ دعائم الوحدة القارية، ويُحقق التنمية الشاملة.
وأعرب عباس عن تطلعه لأن يُؤسس بأطروحات المسئولين والخبراء المشاركين في المؤتمر لمرحلة جديدة تشهد انطلاقة قوية للتعاون البنَّاء بين مؤسسات التعليم العالي بالقارة الحبيبة، مشيرًا إلى أن فضيلة الإمام الأكبر يرعى ويدعم هذا المؤتمر ويتمنى له التوفيق في وضع رؤية مستقبلية تسهم في نهضة مؤسسات التعليم في قارتنا الإفريقية.
وأكّد أن القارة الإفريقية، تمتلك كنوزًا طبيعية وثروات بشرية تؤهلها لصدارة العالم، وأنَّه لا مناص - أولاً - من ترسيخ فريضة التعارف بين الشعوب الإفريقية، وإرساء دعائم الأخوة الإنسانية، وركائز الوحدة القارية بين الأشقاء الأفارقة، وإقرار التسوية السياسية لأى نزاعات أو أزمات، وإحلال الحوار بديلاً عن أي صراعات، وتنسيق الجهود المشتركة للمواجهة الشاملة للإرهاب والتصدي الحاسم لمموليه وداعميه.
وشدد وكيل الازهر على ضرورة تعزيز علاقات التعاون بين الدول الإفريقية بشتى صورها، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تؤسس لشراكات استراتيجية، تُسهم في تحقيق التكامل الأفريقي، الذى هو السبيل الأوحد لتجاوز التحديات الجسيمة، والانطلاق نحو «إفريقيا 2063»، وقد تجَّسدت هذه المنطلقات السامية، وتلك الرؤية الواضحة فيما طرحته مصر، وشرعت في تنفيذه منذ توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي من استراتيجية قارية للتنمية المستدامة؛ انطلاقًا من الوعى الكامل بأن الأمن والاستقرار هما الركيزة الأساسية لأى جهود تنموية.
وأضاف أن الأزهر جامعًا وجامعة بقيادة فضيلة الإمام الأكبر، يؤدى دورًا متعاظمًا في إرساء شرعية الاختلاف، وقبول الآخر، وثقافة الحوار، وقيم السلام، والتسامح، والتعايش، والاندماج الإيجابي، والتصدي لسرطان الإرهاب الخبيث، وفيروس التطرف اللعين، وآفة العنف المقيتة، وإنقاذ البشرية من ويلات التكفير.. ليس بأفريقيا فحسب بل في العالم أجمع.