قال الباحث محمد توفيق إن كتابة السير الذاتية لا تقتصر على سرد حياة أصحابها، بل تُعد أيضًا وسيلة لتوثيق فترات تاريخية مهمة، مؤكدًا أن القارئ يمكنه من خلال سيرة ذاتية لكاتب ناصري – على سبيل المثال – أن يستشف ملامح حقبة عبد الناصر.
وأضاف توفيق، خلال ندوة بعنوان "كتابة السيرة التاريخية" ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، والتي أدارها الباحث محمد غنيمة، اليوم الخميس، أن السير الذاتية تُعد من أكثر أنواع الكتابات تشويقًا، لافتًا إلى أن من يرغب في فهم تفاصيل الحياة المصرية بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عليه أن يقرأ "مذكرات نوبار باشا".
وأوضح توفيق أن كاتب السيرة الذاتية لا بد أن يكون مطلعًا بدقة على تفاصيل حياة الشخصية التي يكتب عنها، مشيرًا إلى تكرار بعض الأخطاء حتى على لسان أصحاب السير أنفسهم، ضاربًا المثل بالفنانة تحية كاريوكا التي ذكرت تاريخ ميلادها بثلاثة تواريخ مختلفة.
من جانبه، أوضح الباحث محمد غنيمة أن الكتابة التاريخية تُعد نوعًا من الكتابة التي تستند إلى الأرشيف والوثائق، وغالبًا ما ترتبط بفترات تحوّل أو انقلابات كبرى، مشيرًا إلى أن لها قواعد تختلف من عصر لآخر، وهي منوطة بالأدب التاريخي لا بالتوثيق فقط.
وأكد غنيمة أن الصحفيين كان لهم دور محوري في توثيق التاريخ من خلال السير الذاتية، مستشهدًا بتغطية الصحفي أحمد حلمي لحادثة دنشواي، والتي لولاها لما بقي لنا منها سوى القليل، وكذلك مقالات الزعيم مصطفى كامل في صحيفتي "المُرِيد" و"اللواء"، التي وثقت حقبة سياسية مهمة.
وأشار إلى أن كتابه "الملك الكتابة.. جورنال الباشا"، الذي حصل عنه على جائزة الدولة التشجيعية، تناول فيه دور عدد من الصحفيين في توثيق التاريخ المصري الحديث، مؤكدًا أن السير الذاتية التي يكتبها الصحفيون تُعد من الدعائم الأساسية للفكر والذاكرة الوطنية.