نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، لقاء لتكريم الشاعر والكاتب المسرحي الراحل إبراهيم غراب، بقصر ثقافة دسو في محافظة كفر الشيخ، مسقط رأسه، في إطار برامج وزارة الثقافة للاحتفاء برموز الإبداع الأدبي والفكري.
وشهد اللقاء، حضور الشاعر الدكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة، والدكتور أحمد الشهاوي مدير عام ثقافة كفر الشيخ، إلى جانب لفيف من الشعراء والأدباء من أبناء المحافظة، منهم الشاعر مصطفى مقلد، والشاعر عادل أبو عبا، والشاعرة والناقدة د. منى عبد الباقي.
وافتتح الشاعر أكرم عقل، الفعالية بعرض للسيرة الذاتية لإبراهيم غراب وتجربته الإبداعية، مستعرضا أهم محطات مشواره الشعري والأدبي ومؤلفاته البارزة.
وأعرب الدكتور مسعود شومان، عن سعادته الكبيرة بتواجده في محافظة كفر الشيخ وسط مبدعيها؛ لتكريم شاعر وكاتب مسرحي له سيرة حافلة بالعطاء وتجربة إبداعية متميزة تركت بصمة واضحة في الوسط الثقافي.
وألقى شومان، قصيدة في حب كفر الشيخ ومبدعيها، ثم وصف إبراهيم غراب بـ"الشاعر متعدد المواهب"، مشيرا إلى أن تجربته تمتلئ بأشجار متنوعة، مؤكجا أنه كاتبا متنوعا كتب الأغنية والمسرح، والقصيدة التفعيلية والزجلية، فضلا عن أشعاره الوطنية والغزلية والدينية، مؤكدا بذلك على الغزارة والتنوع الكبير في إنتاجه الشعري.
وأضاف أن غراب قدم عملا ثقافيا عاما امتد من مطروح إلى الإسكندرية ثم إلى كفر الشيخ، واعتبر هذا العمل بمثابة "زكاة معرفة"، إذ إن كل من يقدم عملا ثقافيا يجب أن يصاحبه ضمير يقظ، وكان غراب بالفعل صاحب ضمير حي وواضح، يمكن أن نقرأه في دواوينه المتعددة.
وأكد الدكتور مسعود، أهمية برنامج "عطر الأحباب"، الذي يذكرنا برائحة أحبابنا من كبار الشعراء، حيث نشتم من خلاله أريج الصورة الشعرية ورائحة الحياة والزمن الذي عاشوا فيه، داعيا إلى طباعة الأعمال الكاملة للشاعر إبراهيم غراب بعد تدقيقها وتدوينها بشكل صحيح.
واستهل الشاعر عبده الزراع، كلمته بالتعبير عن امتنانه الكبير للشاعر الراحل، مؤكدا أنه مدين له بالكثير.
واستعرض شهادة أثرت فيه كثيرا في مشواره الإبداعي.
وأشار إلى القوافل الثقافية التي كانت تأتي إلى كفر الشيخ بقرية برنبال، والتي كانت تضم عددا كبيرا من السياسيين والمبدعين، واعتبرها الميلاد الحقيقي له كشاعر، حين قدمه الشاعر إبراهيم غراب وسط كوكبة من مبدعي كفر الشيخ، منهم الشاعر محمد الشهاوي والسيد غازي وغيرهم.
وتناول الزراع، دراسته عن ديوان "افتح شباكك على وسعه" للراحل إبراهيم غراب.
واختتم كلمته بقراءة قصيدة "القصيدة الأخيرة" للشاعر الراحل، معبرا بها عن مشاعر الوفاء والتقدير لهذا الرمز الثقافي الكبير.
وفي مداخلته، رحب الشاعر مصطفى مقلد، بالمنصة الكريمة، مستعرضا علاقته الشخصية بالشاعر وأجواء الدعم التي وفرها غراب لاكتشاف المواهب الشعرية في كفر الشيخ، مشيدا بوطنية الشاعر ومناصرة الحق في أعماله ومناصبه الثقافية.
واختتم حديثه بتوجيه الشكر إلى الدكتور مسعود شومان على برنامجي "عطر الأحباب" و"العودة إلى الجذور"، مشيرا إلى دورهما في تكريم عدد من مبدعي المحافظة، منهم عبدالدايم الشاذلي، وممدوح المتولي، ومحمد الشهاوي، وأحمد سويلم وغيرهم.
وبدوره، أعرب الشاعر عادل أبو عبا، عن اعتزازه العميق بالشاعر إبراهيم غراب، الذي يعتبره أبا وصديقا، مؤكدا تجربة غراب الشعرية المتميزة رغم قلة نشر دواوينه خلال فترة عمله في الثقافة الجماهيرية، مستعرضا تجربته المسرحية وأهم أعماله مثل "رجال الله" و"الأزهر في ألف عام"، داعيا إلى طباعة أعماله الكاملة لإبراز مكانته الحقيقية.
ومن جانبها، قدمت الشاعرة والناقدة منى عبد الباقي، ورقة بحثية أشادت فيها بالتجربة الأدبية الفريدة لإبراهيم غراب، مؤكدة أريحية كتاباته وطبيعتها الأصيلة، واستشهدت بقصيدته "صلوا على طه النبي يا سادة".
ووصفت الشاعرة، غراب بأنه فارس أخضر القلب، عاش مفعما بالهمة والعزيمة، مؤمنا بخلق شمس وبدر جديدين من خلال العمل الجاد.
وشهد اللقاء، عددا من المداخلات من أعضاء أندية الأدب بقصر ثقافة دسوق، الذين شاركوا في تأكيد دور إبراهيم غراب وتأثيره في الحركة الثقافية بكفر الشيخ.
واختتم بتكريم اسم الشاعر الراحل، وتسلم التكريم ابنه المهندس محمد غراب.
وأقيمت الفعاليات، ضمن برنامج "عطر الأحباب"، الذي أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية؛ بهدف إلقاء الضوء على سيرة ومسيرة كبار الشعراء والكتاب وتقديم شهادات حول تجاربهم الإبداعية بمسقط رؤوسهم، ونفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، وبالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي، بإدارة الكاتب أحمد سامي خاطر، وفرع ثقافة كفر الشيخ.
وجاء اللقاء، ضمن جهود وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة في المحافظة على إرث الرموز الثقافية، وتقديمهم في إطار يليق بمكانتهم الفكرية والإبداعية.