النيابة الإدارية تحيل 10 متهمين من كبار الموظفين العموم بـ«الأوقاف» للمحاكمة - بوابة الشروق
الجمعة 23 مايو 2025 8:09 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

النيابة الإدارية تحيل 10 متهمين من كبار الموظفين العموم بـ«الأوقاف» للمحاكمة

أحمد عجاج
نشر في: الأربعاء 13 فبراير 2019 - 11:48 ص | آخر تحديث: الأربعاء 13 فبراير 2019 - 11:48 ص

أحال المستشار أماني الرافعي، رئيس هيئة النيابة الإدارية، 10 متهمين من كبار الموظفين العموم للمحاكمة العاجلة، وهم رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية السابق، ومدير عام الحسابات ومندوب وزارة المالية بهيئة الأوقاف المصرية، ووكيل إدارة الحسابات بهيئة الأوقاف المصرية، ومندوب وزارة المالية بها، ومدير عام هيئة الأوقاف المصرية والقائم بعمل رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية، ورئيس الإدارة المركزية للشئون الاقتصادية والاستثمار بهيئة الأوقاف، ورئيس جهاز الإسكان الاجتماعي بوزارة الإسكان والمرافق.

وأيضا القائم بعمل رئيس مصلحة الشهر العقاري آنذاك وحاليا بالمعاش، ورئيس قطاع المديريات الإقليمية بوزارة الأوقاف آنذاك وحاليا رئيس قطاع الخدمات المركزية بالوزارة المذكورة، ورئيس الهيئة المصرية العامة للمساحة آنذاك وحاليا بالمعاش، والمستشار القانوني للرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار، على خلفية المخالفات الجسيمة التي شابت عمليات بيع وشراء الأسهم المملوكة للهيئة ببعض الجهات.

كما أمرت النيابة بإبلاغ كلٍ من، إدارة التفتيش الفني على الإدارات القانونية بوزارة العدل، لإحالة محامي بالإدارة المركزية بهيئة الأوقاف المصرية للمحاكمة التأديبية، ورئيس مجلس الوزراء للإحاطة وإتخاذ ما يلزم طبقا لأحكام القوانين واللوائح المنظمة بشأن ما أثير قبل كل من نائب محافظ البنك المركزي، ورئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب للاستثمارات، ومستشار وزير التنمية المحلية، ووزير المالية الأسبق بوصفهم أعضاء بمجلس إدارة هيئة الاوقاف المصرية، ورئيس جامعة الأزهر للإحاطة بالعلم لإعمال شئونه طبقا لأحكام القوانين واللوائح المنظمة، حيال ما أثير قبل نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري بوصفه عضوا بمجلس إدارة هيئة الأوقاف، وحيال ما تبين من أن نيابة الأموال العامة العليا تباشر تحقيقاتها في الشق الجنائي للواقعات، ومن ثم فقد تم إخطارها بنتائج التحقيقات ضماً للتحقيق الذي تباشره بالفعل في هذا الصدد.

وكانت النيابة الإدارية تلقت بلاغا من وزير الأوقاف، ضد رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف آنذاك والمنتهية خدمته بتاريخ 29 أبريل 2018 لقيامه ببيع بعض أسهم الهيئة ببنك الاسكان والتعمير دون الحصول على موافقة مسبقة من مجلس إدارة الهيئة، ودون العرض على مجلس الوكلاء بالوزارة.

وإذ باشر المكتب الفني لرئيس الهيئة برئاسة المستشار عصام المنشاوي، التحقيقات في القضية رقم 77 لسنة 2018 أمام أحمد الشعراوي، رئيس النيابة عضو المكتب الفني لرئيس الهيئة، بإشراف المستشار محمد كمال وكيل المكتب.

حيث كشفت التحقيقات عن قيام المتهم الأول بصفته رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية باتخاذ إجراءات بيع عدد ما يزيد عن 11 مليون سهم، والمملوكة لهيئة الأوقاف المصرية بسوق رأس المال مقابل مبالغ مالية إجماليها ما يزيد عن 470 مليون جنيها (أربعمائة وسبعين مليون جنية) بموجب أوامر بيع صادرة عنه منفردا لشركات تداول الأوراق المالية المتعاقدة مع الهيئة.

كما قام باتخاذ إجراءات شراء عدد ما يزيد عن 65 مليون سهم لصالح هيئة الأوقاف المصرية بقيمة إجمالية تزيد عن 826 مليون جنيها (ثمانمائة وستة وعشرين مليون جنية)، بموجب أوامر صادرة عنه منفرداً لشركات تداول الأوراق المالية المتعاقدة مع الهيئة، ودون عمل إجراء دراسات فنية واقتصادية ومالية تؤكد جدوى تنفيذ تلك العمليات وتقطع بالنفع من ورائها بما يحقق سلامة الاستثمار، ودون موافقة مجلس إدارة الهيئة قبل تنفيذ عمليات البيع أو الشراء باعتباره السلطة المختصة.

كما كشفت التحقيقات أنه كان ضمن عملية بيع تلك الأسهم، عدد حوالي 8 مليون سهم تخص بنك التعمير والإسكان ترتب عليها حرمان الهيئة من قيمة الأرباح المحققة الموزعة على المساهمين بقيمة إجمالية مقدارها ما يزيد عن 20 مليون جنية (عشرين مليون جنية).

وعلى الرغم من قرار مجلس إدارة الهيئة في اجتماعه بتاريخ 4 مايو 2017 بعدم تقليص الأسهم المملوكة للهيئة في بنك التعمير والإسكان حتى لا تحدث هزة مالية بهذا المصرف القومي لخطورتها على الأمن القومي، إذ أن مجلس إدارة الهيئة هو السلطة المهيمنة على شئونها وتصريف أمورها، واقتراح السياسة العامة التي تسير عليها الهيئة، وله أن يتخذ ما يراه من قرارات لتحقيق الغرض الذي أنشأت من أجله الهيئة، ومنها رسم السياسة العامة لإدارة واستثمار أموال الوقف لتحقيق أقصى عائد ممكن من الربح والمنفعة المالية بناءً على أسس اقتصادية سليمة، وأن دور رئيس مجلس إدارة الهيئة يقتصر على تنفيذ قرارات مجلس الإدارة.

وقد تبين من البحث في قوائم البورصة المصرية أن تلك الأسهم والتي كانت مملوكة لهيئة الأوقاف المصرية من أسهم بنك التعمير والإسكان، قد تم بيعها لمواطنين وليس لجهات تتبع ميزانيتها المالية الموازنة العامة للدولة، وهو أمر قد يكون له أثر بالغ الخطورة متى تم التصرف في تلك الأسهم بشكل عشوائي وفردي من قبل ملاكها الجدد، أخذاً في الاعتبار طبيعة هذا المصرف القومي ونشاطه المؤثر في مجال بالغ الحساسية، وهو مشروعات التعمير والإسكان.

كما أن المتهم الأول قام بإصدار تعليمات لإحدى الشركات الخاصة بتداول الأوراق المالية لبيع وشراء عدد من الاسهم المملوكة للهيئة، مقابل حصول تلك الشركة على عمولات سمسرة بالزيادة عن قيمة عمولات السمسرة المقرر حصول شركة أخرى متعاقد معها نظير تنفيذ العمليات ذاتها، مما ترتب عليه تحمل هيئة الأوقاف المصرية مبلغ 287 ألف جنيه (مائتان وسبعة وثمانين ألف جنيه) دون وجه حق قيمة الفروق المالية بين العمولة المستحقة للشركتين المذكورتين، وتعين عليه إسناد تلك الأعمال للشركة الأقل تكلفة من حيث العمولة.

كما قام بإبرام تعاقدات مع عدد من الشركات لتداول وسمسرة الأوراق المالية خلال العام المالي 2017/2018، لفتح حسابات لتداول الأوراق المالية بموجب الاتفاق بالأمر المباشر مقابل حصول تلك الشركات على عمولات سمسرة بقيمة إجمالية ما يقارب مليون ونصف جنيه، متجاوزا النصاب المالي المحدد له بلائحة الهيئة المقدر بمبلغ 500 ألف جنيه (خمسمائة ألف جنيه) دون موافقة مجلس إدارة الهيئة المذكورة بصفته السلطة المختصة.

كما كشفت التحقيقات عن قيام المتهمين الثاني والثالث بالتوقيع على خطابات التحويلات البنكية الصادرة عن إدارة الاستثمار بهيئة الأوقاف المصرية، والبالغ عددها 72 خطابا الموجهة إلى البنوك التي توجد للهيئة حسابات خاصة بها، بما يفيد الموافقة على صرف قيمة الأسهم المشتراه بموجب أوامر صادرة عن رئيس مجلس إدارة الهيئة منفردا، بقيمة إجمالية تقدر بما يزيد عن 800 مليون جنيها، ولم يعترضوا على الصرف بتلك الطريقة، ودون إتخاذ الإجراءات القانونية المقررة قانونا.

وقد كشفت التحقيقات أيضا عن عدم قيام باقي المتهمين بصفتهم أعضاء بمجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية، باتخاذ ثمة إجراء حيال قيام المتهم الأول بالتصرف في أموال الوقف بالهيئة بالبيع والشراء بموجب أوامر فردية صادرة عنه منفردا، دون العرض على مجلس إدارة الهيئة قبل إجراء هذه العمليات ودون إجراء دراسات مالية واقتصادية تؤكد جدوى تلك العمليات رغم اتصال علمهم بهذه العمليات مما ترتب عليه الحاق اضرار مالية بالهيئة المذكورة.

كما أسفرت التحقيقات عن عدم قيام كلٍ من الآتي وصفهم نائب محافظ البنك المركزي –رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب للاستثمارات – مستشار وزير التنمية المحلية – ووزير المالية الأسبق - ونائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، بوصفهم ضمن أعضاء مجلس إدارة الهيئة سالفة الذكر باتخاذ ثمة إجراء حيال قيام رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية السابق بالتصرف فى أموال الوقف بالهيئة المذكورة بيعا وشراء، ورغم علمهم بما تم تنفيذه من عمليات البيع والشراء ودون الاعتراض على ذلك، وذلك بصفتهم ضمن أعضاء المجلس الذين حضروا بتلك الصفة اجتماعات مجلس الإدارة.

وبناءً عليه قامت النيابة بمواجهة المتهمين بما نسب إليهم كلٍ في حدود اختصاصه، وانتهت إلى قرارها المتقدم بإحالة المتهمين للمحاكمة العاجلة، خاصة مع التنويه بأن الضرر المالي الذي تسبب فيه المتهمين في تلك الواقعات قد يفوق وبكثير ما ثبت من واقع التحقيقات.

وسيظل من العسير تحديده على وجه القطع إلا عند تداول تلك الأسهم المباعة والمشتراة، إذ أن تذبذب أسعار الأسهم صعودا وهبوطا، وإن كان سمة سوق المال والبورصة المالية، إلا أن الشراء والبيع خاصة للأسهم المملوكة للدولة والتي تعد مالا عاما لا بد وأن يكون على دراسات جدوى مالية واقتصادية مؤسسة بشكل علمي متخصص يراعي كافة الأبعاد الاقتصادية والمالية والأمن القومي، وهو ما غاب تماما عن تصرفات المتهمين في الأسهم محل التحقيق فجاء تصرفهم واعتمادهم بيع وشراء تلك الأسهم خاليا من أي دراسات علمية أو اقتصادية يمكن التعويل عليها في اتخاذ تلك القرارات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك