"عراك وشجار ثم تقييد وحقن بجرعة مخدرة أدت إلى الوفاة ثم تجزئة الجثة"، رواية سعودية جديدة أعلنتها النيابة العامة السعودية حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع الشهر الماضي.

الرواية الجديدة أعلنها شلعان الشلعان وكيل النئاب العام السعودي، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس الخميس، أكد فيه أنه تم توجيه التهم إلى 11 شخصًا، والمطالبة بإعدام 5 منهم، وهي بمثابة الرواية الـ5 للتعبير عن الموقف السعودي من القضية.

وعن تكرار الروايات السعودية، رد وكيل النيابة العامة قائلاً إن الروايات قائمة على أقوال الموقوفين التي كانت في البداية بالإنكار، وإن التحقيقات توصلت لرسم تشبيهي لـ"المتعاون المحلي" الذي حصل على جثة خاشقجي للتخلص منها، مشيرا إلى أنه سيتم تسليم الصورة للحكومة التركية للقبض عليه.

وقدمت السعودية منذ اختفاء جمال خاشقجي، وحتى اليوم، خمس روايات مختلفة، ترصدها "الشروق" خلال السطور القادمة..

• إنكار مقتله

أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عبر وكالة "بلومبرج" في الخامس من أكتوبر الماضي، أن الصحفي جمال خاشقجي خرج من القنصلية بعد دخوله بقليل، وأنه حريص على معرفة ما حدث له.
وأضاف بن سلمان وقتها، أنه مستعد للترحيب بالحكومة التركية للبحث عن خاشقجي داخل القنصلية، رغم أنها تعد منطقة سيادية.

وفي اليوم التالي أعلن القنصل السعودي في تركيا محمد العتيبي، أن مبنى القنصلية مراقب بالكاميرات ولكنها تبث صوراً حية لما يجري حول المبنى من دون أن تحفظ تسجيلات، وكان تصريح العتيبي في الوقت الذي قام فيه الادعاء العام التركي بدء في فتح تحقيقًا في مسألة اختفاء خاشقجي.

وفي 13 أكتوبر، نفى وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، مزاعم وجود أوامر بقتل جمال خاشقجي، وأن مايتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من "اتهامات زائفة"، و"مزاعم" لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسكة بثوابتها وتقاليدها والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية.

• شجار أدى إلى القتل

بعد 18 يومًا من النفي والإنكار السعودي، أعلن النائب العام السعودي صباح السبت 20 أكتوبر، أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية في إسنطبول، عقب مشاجرة بالأيدي مع أشخاص قابلوه هناك، إلا أن الشجار تطور وتوفى خاشقجي على إثره.

واتهمت النيابة العامة في القضية 18 شخصًا وأوقفتهم على ذمة القضية، جميعهم من الجنسية السعودية، تمهيداً للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها.

وكان إعلان السعودية عقب زيارة مايك بامبيو وزير الخارجية الأمريكية للرياض، والتي التقى فيها بولي العهد محمد بن سلمان وطالبه بسرعة الكشف عن الحقيقة في القضية.

• قُتل خنقًا

في اليوم التالي لاعتراف السعودية بمقتل خاشقجي داخل القنصلية، كشف مصدر سعودى له صلات وثيقة بالقصر الملكي السعودي لشبكة "CNN"، إن سبب وفاة خاشقجي تعرض للخنق داخل القنصلية، محاولاً النجدة عقب الشجار الذي دار بينه وبين أحد الأشخاص هناك.

وأضاف المصدر، أن جثة خاشقجي سٌلمت لمتعاون محلي تركي وتم لفها في سجادة للتخخلص منها.

• قُتل بالخطأ

وفي 21 أكتوبر، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن جريمة قتل جمال "خطأ كبيرا وجسيما" ووعد أسرته بمعاقبة المسؤولين، مؤكدًا أن التقارير المتضاربة عن خروج خاشقجي من القنصلية في تركيا أدى لإجراء التحقيق السعودي.