أوصى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بإغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، وذلك ردًا على المساعي التي تقودها باريس في الأشهر الأخيرة نحو الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية.
وبحسب ما نشره موقع «يسرائيل هيوم» العبري، مساء الأحد، من المتوقع صدور القرار الرسمي بإغلاق القنصلية قريبًا، بعد طرح المسألة في اجتماع مجلس الوزراء اليوم.
وقال وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، في اجتماع حكومي، إن «خطوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للاعتراف بالدولة الفلسطينية ألحقت ضررًا بالغًا بالرهائن وإسرائيل».
ودعا إلى «اتخاذ خطوات حاسمة ضد فرنسا، وفي مقدمتها تأميم الممتلكات الفرنسية في القدس، وإغلاق القنصلية».
وردًا على تعليقات شيكلي، أكد ساعر أن الخطوة الأخيرة قيد الدراسة، وكشف أنه أوصى بها تفصيليًا لرئيس الوزراء نتنياهو.
وتخضع أربعة مواقع في محيط القدس للملكية والإدارة الفرنسيتَين، هي: مجمّع «الإيليونة»، وقبور السلاطين، وكنيسة القديسة حنّة (آن)، ودير القديسة مريم للقيامة (القيادة الصليبية القديمة لأبو غوش)، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ويقع مجمّع «الإيليونة» في جبل الزيتون في القدس الشرقية، التي تحتلّها إسرائيل منذ عام 1967 وضمّتها إلى أراضيه، وتعود ملكيته إلى فرنسا منذ القرن التاسع عشر.
وبني الموقع على ما يسمى مغارة «باتر» حيث يعتقد، بحسب التقليد المسيحي، أن المسيح قام بتعليم صلاة «أبانا الذي في السماوات» لتلاميذه.
أما قبور السلاطين، فلطالما عُدَّ الموقع بشكل خاطئ أنه قبر ملوك يهودا، لكن على الأرجح يتوافق الموقع مع ضريح هيلين أديابيني، وهي ملكة يهودية من القرن الأول دُفنت مع نحو ثلاثين من الوجهاء.
ويتكون الموقع من درج صخري ضيق يقود إلى حجرات تحت الأرض، لمقابر حجرية تتبعها سراديب تؤدي إلى قبور حجرية أخرى. ويقع في القدس الشرقية المحتلة أيضاً.
وبدأ التنقيب من قِبَل علماء آثار فرنسيين في عام 1863، وتم شراؤه من قِبَل الأخوة بيريير، المصرفيين اليهود الفرنسيين، الذين تنازلوا عنه لفرنسا في عام 1886 «للحفاظ عليه من أجل العلم والتبجيل لأبناء إسرائيل المؤمنين».
ولا يزال اليهود الأرثوذكس المتطرفون يعترضون على حق الملكية هذا. ويجتمعون بانتظام أمام البوابة للحصول على حق الدخول والصلاة في هذا الموقع المقدس.
أما كنيسة القديسة حنّة (آن)، فتقع في البلدة القديمة في القدس، وبالقرب من باب الإسباط.
شيد المبنى الأصلي على الطراز الروماني من قِبَل الصليبيين في القرن الثاني عشر على الموقع المفترض لمنزل والدي العذراء التي كان اسم أمها حنّة، بجوار بركة «بيت حسدا»، حيث قام المسيح، وفقاً للروايات المسيحية، بشفاء رجل مشلول.
وتحولت إلى مدرسة قرآنية بعد سيطرة صلاح الدين الأيوبي على القدس عام 1187، وقد منحها السلطان العثماني لفرنسا عام 1856 لشكر نابليون الثالث على تدخله ضد الروس خلال حرب القرم.
ومنذ عام 1878، تخضع لإدارة «رهبنة الآباء البيض»، وهي مؤسسة تبشيرية في المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تتولى مهمة الحوار مع الكنائس الشرقية الموجودة في القدس.
ويبعد دير القديسة مريم للقيامة نحو 10 كيلومترات غرب القدس، ويقع في قرية أبو غوش العربية المسلمة، وهو موطن للرهبان والراهبات البينديكتيين منذ عام 1976.
وبني مركز القيادة السابق هذا في القرن الثاني عشر بأمر من «فرسان الإسبتارية» للحجاج الذين يتوقفون هناك قبل التوجه إلى القدس.
ووهبه السلطان عبد العزيز لفرنسا عام 1873 لتعويض استيلاء اليونانيين الأرثوذكس على كنيسة مار جرجس في اللد.