• «طايع» قدم صورة سينمائية على شاشة الدراما.. و«سك على اخواتك» أعاد قيمًا إنسانية غابت لسنوات
• ارتباط المسلسلات الصعيدية بتداول السلاح وتجارة الآثار يعكس واقع فرضته حالة الثورة
قال الكاتب والسيناريست مجدى صابر ان مسلسلة «سلسال الدم» استطاع ان يعيد اهتمام صناع الدراما بصعيد مصر، وقال ان نجاح الاجزاء الاربعة السابقة من مسلسله، والتى اذيعت خارج شهر رمضان كان لها الفضل فى تحفيز آخرين على محاولة اكتشاف واقع هذا المجتمع وهمومه وتطلعاته وعاداته وتقاليده وتوازناته وشكل العلاقات بين أبنائه.
وأكد أن ردود الافعال على الجزء الخامس من المسلسل كانت رائعة، مبديا سعادته بردود افعال ابناء الصعيد وإشادتهم به، وقال انه دخل موسم العرض الرمضانى هذا العامل معتمدا على رصيد كبير، خاصة وان المسلسل استطاع تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة له على مدار السنوات الماضية، واربعة اجزاء حققت نجاحا كبيرا بعرضها خارج الموسم الرمضانى.
واشار صابر إلى ان الصعيد يمثل قماشة درامية عريضة جدا، وفيها الكثير من التفاصيل والقضايا التى يمكن تناولها فى العديد من المسلسلات، وان المجتمع الصعيدى فيه الكثير من المناطق التى لم تكتشف دراميا بعد.
واضاف أن تناول قضايا الصعيد فى 4 مسلسلات على شاشة دراما رمضان هذا العام بالضرورة يصف فى صالح الصعيد، والذى بدأت شكل الحياة فيه تتغير بفعل التطور، والطفرة التى شهدتها وسائل التواصل الحديثة، والتى قربت المسافات والافكار بين المدن والقرى، ولم يعد هذا المجتمع مغلقا كما كان والبيوت الصغيرة الفقيرة اصبحت عمارات وابراجا سكنية.
وعن ربط الصعيد بالثأر وتجارة الآثار التى ظهرت كقاسم مشترك بين كل مسلسلات الصعيد على شاشة رمضان، ومنها مسلسله «سلسال الدم»، اوضح مجدى صابر بأنه فى مسلسل «سلسال الدم» يتناول صعيد مصر فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، وتأثير الثورة وتوابع الاحداث التى شهدتها مصر فى تلك المرحلة وتأثيرها على المجتمع الصعيدى، وكذلك على الصراع التاريخى بين «هارون» و«نصرة» والذى بدأ منذ الجزء الأول كخصومة ثأرية بين عائلتين فى الصعيد.
وقال: ان الجزء الخامس من «سلسال الدم» يركز على فترة حكم الاخوان، حيث تدور معظم احداثه فى عام 2013، ومن هنا يرصد المسلسل فى هذا الجزء حالة الانفلات الامنى، والتى ادت إلى انتشار السلاح بمختلف انواعه فى ايدى الناس، وبخاصة بين عائلات الصعيد، والصراع على النفوذ بين العائلات والقبائل، وكذلك ظهور نشاط ملحوظ فى مجال تنقيب الأهالى عن الآثار فى ظل غياب التأمين الكافى للمواقع الاثرية.
واشار إلى ان ما يقدمه المسلسل يتجاوز التنقيب والتهريب والاتجار بالآثار إلى سرقة المخازن التابعة لوزارة الآثار، وهذا حدث بالفعل فى الواقع عندما تعرضت المتاحف للسرقة اثناء الثورة، ومنها المتحف المصرى بالتحرير ومتحف ملوى، وبعض المخازن فى مواقع مختلفة، وهى احد الشواهد التاريخية لملامح تلك المرحلة التى نتناولها فى هذا الجزء من المسلسل.
وأضاف بأن تناوله لموضوع تجارة الآثار فى «سلسال الدم» لم يكن اساس العمل، ولكنه احدى القضايا التى يتناولها ضمن قضايا عديدة تتعلق بالصعيد، وأن الاتجار بالآثار فى سياق الاحداث هو نشاط فرعى ضمن انشطة «هارون» المتعددة بطل المسلسل، وليس محورا اساسيا للصرع فى الدراما.
ويعلق على اهتمام مسلسلات الصعيد بعالم تجارة الآثار بأنه يأتى من حالة حقيقية، وقال ان هناك اهتماما كبيرا فى تلك المجتمعات القريبة من المواقع الاثرية بالتنقيب عن الآثار بسبب الحالة الاقتصادية وسيطرة فكرة البحث عن فرصة للثراء السريع.
وأبدى مجدى صابر اعجابه بمستوى الصورة والاداء فى مسلسل «طايع»، وقال انه قدم صورة سينمائية لشاشة الدراما، خاصة بمشاهد الحركة، مشيرا إلى ان نجاح فريق عمله الذى ينتمى بالأساس لعالم السينما، كذلك وصف مسلسل «سك على اخواتك» بالعمل الجيد رغم الخلاف على طريقة التناول الا انه يسلط الضوء على قيم واخلاقيات وعلاقات انسانية افتقدتها الشاشة لسنوات، مؤكدا ان عودتها إلى الشاشة هذا العام تمثل احد المؤشرات الطيبة.
وعن الجديد لديه بعد انتهاء سلسلة «سلسال الدم» قال انه مستمر مع الاجواء الصعيد وذلك من خلال مسلسل «افراح ابليس» بطولة الفنان جمال سليمان، والذى يقع فى 60 حلقة، وستعرضه قنوات MBC جزأه الثانى بعد العيد، بينما يستكمل هو كتابة الموسم الثالث ويقع فى 60 حلقة اخرى، مشيرا إلى انه عمل صعيدى ملحمى يقدم من خلاله حالة مختلفة عن «سلسال الدم».