في شوارع وميادين الإسكندرية، حيث تختلط أصوات الباعة، يتجول شاب يرتدي زيًا عثمانيًا ويضع طربوشًا على رأسه، يدفع عربة صغيرة على هيئة برميل مزين بالألوان الزاهية، تعلوها صينية مليئة بالحلوى التركية الملوّنة، قد يبدو المشهد عاديًا للوهلة الأولى، لكنه يخفي وراءه قصة كفاح لشاب يجمع بين حلمه الدراسي وعمله اليومي.
محمد السيد، طالب بالمعهد الفني الصحي، جاء إلى الإسكندرية ليواصل دراسته ويبحث عن فرصة عمل تعينه على مواجهة أعباء الحياة.
وقال محمد في حديث مع «الشروق»: «أول ما جيت اشتغلت في مطعم، وبعدها في مصنع، وكل ده كان عشان أوفر مصاريفي وأقدر أكمل دراستي».
وأضاف: «مع مرور الوقت، لقيت إن بيع الحلو التركي تجربة مختلفة، خصوصًا بالزي التركي.. جبت عربة صغيرة على شكل برميل وزينتها بالألوان، وبدأت أبيع الحلوى في شوارع الإسكندرية، والحمد لله لقيت إقبال كبير من الأطفال والكبار، والناس مش بس بتشتري، لكن كمان بتحب تتصور معايا».
وأشار محمد، إلى أن كل محطة في حياته كانت درسًا جديدًا: «المطعم علّمني أتعامل مع الناس، والمصنع علمني الصبر، والحلو التركي دلوقتي مخليني أعيش تجربة مختلفة؛ التعامل مباشر مع الناس وبشوف في عيونهم الفرحة وهم بيشتروا الحلوى وبيشجعوني على الاستمرار في العمل والدراسة».
واختتم محمد حديثه قائلاً: «حلمي أخلص دراستي وأتميز في مجالي، ويكون عندي مصنع للحلوى التركية».