بعد منحه جائزة ريشتسين.. العالم المصري أحمد صادق يكشف تفاصيل اكتشاف إنزيم لعلاج السرطان - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 7:58 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد منحه جائزة ريشتسين.. العالم المصري أحمد صادق يكشف تفاصيل اكتشاف إنزيم لعلاج السرطان

العالم المصري أحمد صادق
العالم المصري أحمد صادق
إلهام عبد العزيز
نشر في: الثلاثاء 25 يناير 2022 - 3:36 م | آخر تحديث: الثلاثاء 25 يناير 2022 - 3:48 م

منح المركز الألماني لأبحاث السرطان جائزة ريشتسين هاينز، والتي تمنح للأبحاث المتميزه للباحث المصري الدكتور أحمد صادق بجائزة ألمانية مرموقة بعد اكتشافه إنزيما جديدا يساعد في فهم عدم استجابة بعض مرضي السرطان للعلاج المناعي

وتواصلت «الشروق»، مع الدكتور أحمد صادق؛ لمعرفة تفاصيل أكثر عن الجائزة التي فاز بها وكذلك الأنزيم الذي قام باكتشافه، نرصد ذلك في السطور التالية.

يقول صادق: "أنا خريج كلية الصيدلة جامعة القاهرة دفعة ٢٠٠٥ وحصلت على الماجستير في ٢٠١٢ من معهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية جامعة السادات (المنوفية سابقا).. بعدها حصلت على منحة للدكتوراة من برنامج مقدم من أكاديمية البحث العلمي والهيئة الألمانية للتبادل العلمي(DAAD) وبدأت دراسة الدكتوراة في ٢٠١٤ في المركز الألماني لأبحاث السرطان وجامعة هايدلبرج".

ويتابع: "انهيت برنامج الدكتوراة لمؤسسة هيلمهولتز وهو من متطلبات جامعة هايدلبرج لمنح درجة الدكتوراة وحصلت على الدكتوراة مع مرتبة الشرف في ٢٠٢٠ من جامعة هايدلبرج، في الفترة من ٢٠١٨ إلى الآن اتنشرلي ١٤ بحثا في مجلات علمية مرموقة منهم البحث اللي في مجلة CELL وهذا معامل التأثير بتاعها ٤١.٥
والمجلات الباقية مثل: Nature Communications,
Nucleic Acid Research, Theranostics, Neurooncology".

وأكمل صادق: "حصلت على 3 براءات اختراع دولية وحصلت على جائزة أفضل بحث مقدم في مؤتمر eMED في ٢٠١٨ وأخيرا جائزة ريشتسين هاينز عن بحثي في الدكتوراة، وحاليا إلى جانب عملي أنا محكم في عدد من المجلات الدورية في مجالات المعلوماتية الحيوية والسرطان والمناعة".

وأشار صادق، إلى أن جائزة ريشتسين هاين، هي جائزة
تمنح للأطروحات المتميزة في مجال أبحاث السرطان التي تم إكمالها بنجاح في أي معهد أبحاث في هايدلبرغ أو في جامعة هايدلبرغ.

ويقدم المركز الألماني لأبحاث السرطان هذه الجائزة نيابة عن مؤسسة والتر وكريستينا ريشتسين هاين، وأهمية الجائزة أن البروفيسور هارالد زور هاوسن حصل عليها في بداية مشواره العلمي عام ١٩٧٧، وبروفيسور زور هاوزن حصل على جائزة نوبل في الطب عام ٢٠٠٨، وتُمنح جائزة Richtzenhain الدكتوراة من مؤسسة Walther and Christine Richtzenhain وتمنحها DKFZ كل عامين.

وأضاف: "أما عن الانزيم الجديد الذي حصلت من خلاله على هذه الجائزة، الأنزيم اسمه IL4I1 والأنزيم ده بيقوم بتكسير التريبتوفان، وهو من الأحماض الأمينية، إلى مركبات آخرى، ويمكن ان يتواجد هذا الانزيم داخل أو خارج الخلايا، والمركبات الناتجة عن تكسيره للتريبتوفان بتؤدي لتعديل وظائف الخلايا المناعية.. لكن الخلايا السرطانية أصبحت تستخدم هذا الأنزيم ضد الجهاز المناعي عن طريق تثبيط الخلايا المناعية ومنعها من زيادة اعدادها في محيط الورم او إضعاف قدرة الخلايا المناعية في محيط الورم من مهاجمة الورم".

وأوضح صادق، أهمية هذا الإنجاز، قائلا: "حتى الآن كانت الإنزيمات الأكثر دراسة هي الإنزيمات التي تقوم بتكسير التريبتوفان وتقوم بإنتاج مركب الكينيرينين وهو من المواد المثبطة للجهاز المناعي عن طريق اتحاده مع بروتين الـAHR".

وقال: "هذه الإنزيمات هما الإندوليمين ديوكسجيناز 1 (IDO1) وتريبتوفان ديوكسجيناز 2 (TDO2)، وتقوم الخلايا السرطانية بزيادة إنتاج هذه الإنزيمات حتى تستطيع مواجهة الجهاز المناعي، أما إنزيم الـIL4I1 لم يكن من ضمن أهم هذه الإنزيمات لأنه لم يثبت أنه يستطيع إنتاج الكينيرينين ولكن ينتج مركبات أخرى وبكميات غير كافية لتنشيط بروتين الـAHR".

وتابع: "عادة عند فحص بعض عينات الأورام نجد زيادة في نسبة الـIDO1 أو الـTDO2 وزيادة في الـIL4I1،لكن جل الباحثين كانو يعتقدون أن ما يرونه من تأثير للأورام هو فقط للانزيمات الأخرى وليست لـIL4I1".

واستكمل صادق: "استطعنا أن نثبت أن هذا الانزيم ينتج مركبات بكميات كافية لتنشيط بروتين الـAHR وﭢنه يعد الإنزيم الأهم في كثير من الأورام والذي يساعد على زيادة شراسة الورم وقدرة الورم على أما الهروب من أو تثبيط الجهاز المناعي، وبالتالي قمنا بتعريف وسيلة جديدة لأول مرة تستخدمها الأورام لمقاومة العلاج المناعي".

وأكد صادق، أن الحافز الذي دفعه إلى هذا البحث الذي نال به الجائزة، هو من فضل الله عليه حيث نشأ في بيئة علمية.. قائلا: "والدي ووالدتي أساتذة في علوم الميكروبيولوجيا والبيولوجيا الجزيئية، وبالتالي نتيجة للتراكم المعرفي الغزير الموجود في المنزل، وسهولة الوصول للمعلومة لتواجد أبي وأمي ومكتبتهم الضخمة، كان عندي دائما شغف بدراسة هذه العلوم وبالأخص تطبيقات هذه العلوم الطبية".

وأضاف صادق: "كان هدفي وأنا طالب أن اتخصص في علم الكيمياء الحيوية الجزيئية حتي أفهم أكثر عن كيفية تأثير التغيرات الكيميائية على مستوى الخلايا الحية على استجابة الخلايا للأدوية".

وقال صادق: "لم يكن هدفي يوما السعي وراء الجوائز، وذات مرة وأنا طالب صغير كنت متعود أن أقضي بعض الوقت مع أستاذ لي في صيدلة القاهرة اسمه الدكتور محمد خيال وهو أستاذ فارماكولوجي كبير وكان من أكثر الناس تشجيعاً لي علي السفر لألمانيا".

وتابع: "سألت أستاذي عن الجوائز العلمية قال لي العلماء لا يسعوا وراء الجوائز تقديرهم يأتي من العلماء الآخرين، فإذا كان العلم الذي تقدمه مبني على أسس صحيحة ويقدم جديد للمجتمع العلمي بشكل يساعدنا أن نساعد المرضى.. ومن هنا كانت أهم الحاجات التي تعلمتها وقمت بتطبيقها، وأصبحت فقط أركز على المشكلة وكيف أساهم في حلها حتى نتيح للمرضى فرص أفضل للعلاج".

وبسؤاله عن كيفية تتبعه البروتينات وخصوصا بروتين الـAHR، في دراسته، قال صادق، إن المجموعة البحثية التي ينتمي لها كانت تدرس الأحماض الامينية وتأثيرها في زيادة شراسة الأورام، وبالذات التريبتوفان وانزيمات الـIDO1 والـTDO2،وبالتالي كان شغلنا كله ينصب على فهم كيفية استفادة الأورام من هذه الإنزيمات لتصبح أكثر شراسة، وكان تركيزي في بداية الأمر على دراسة تأثير هذه الإنزيمات وبالتالي الـAHR على مرضى سرطان المخ الجليوبلاستوما، وهو يعد أشرس أتواع سرطانات المخ".

وأكمل: "أثناء البحث كنت أرى تغيرات في البروفايل الجزيئي للمرضى ممكن تكون بسبب زيادة هذه الانزيمات ونشاط الـAHR، فحاولت اختبر هل فعلا الإنزيمات انتجت المواد اللي بتنشط الـAHR ولا لأ، واكتشفت أن لا توجد طريقة ثابتة للكشف عن ذلك لأن بروتين الـAHR بيقوم بتشغيل برامج جينية مختلفة وفقا للمواد التي قامت بتنشيطة واعتمادا على نوع الخلية اللي تم فيها تنشيط الـAHR".

وأضاف: "بعد شهور من البحث والمحاولة ذهبت للمشرفة على الدكتوراة واخبرتها أن الطرق المنشورة لا تساعد على تحديد نشاط الـAHR في الظروف المختلفة، وقالت لي طالما مفيش حاجة نفعت اخترع طريقة".

وتابع: "فبدأت بتطوير طريقة جديدة تمكن من اكتشاف إذا كان الـAHR تم تنشيطه بغض النظر عن نوع الخلية والمركبات المنشطة، وبالتالي تصبح طريقة موحدة تنفع لكل الأورام وكل المرضى، وطورت هذه الطريقة بحيث نستطيع منها تحديد أي من البرامج الجينية يقوم الـAHR بتنشيطها، بالإضافة إلى إمكانية تحديد الإنزيمات، وبالتالي المركبات التي تقوم بتنشيط الـAHR، وهذه الطريقة تم اختبارها في أكثر من ٣٠ نوعا من الأورام بنجاح على عينات من أورام حوالي ١٠٠٠٠ مريض، وأثناء هذه الاختبارات تعرفنا على أن الـIL4I1 يلعب دور محوري في العديد من الأورام وبشكل يفوق الـIDO1 والـTDO2".

وواختتم: "حاليا أقوم مع الفريق البحثي برسم خريطة تفصيلية لنشاط الـAHR في مختلف الأورام وعلى مستوى الخلايا المناعية والسرطانية المختلفة، فنحاول رسم هذه الخريطة لكل خلية على حدى سواء أكانت سراطانية أو مناعية وبعدها نتتبع تطور هذه الخلايا وطبيعة تفاعل الخلايا مع بعضها وفقا لبروفايل نشاط الـAHR بداخلها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك