استضافت مكتبة الإسكندرية مساء أمس ندوة بعنوان "دور الثقافة الوطنية في حماية الجبهة الداخلية"، وذلك بمشاركة عدد من الشخصيات العامة والخبراء، من بينهم اللواء سمير فرج الخبير العسكري والاستراتيجي، والدكتور أسامة البدرشيني الخبير الدستوري، والفنان تامر عبد المنعم وكيل وزارة الثقافة، والفنان التشكيلي الدكتور خالد هنو، والكاتب الصحفي سمير الجمل.
وخلال كلمته، أكد اللواء سمير فرج أن مصر تواجه تحديات كبيرة تهدد أمنها القومي على مختلف المحاور الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن الحرب القادمة في المنطقة ستكون حول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، في ظل التنافس الدولي المتصاعد على ثروات الطاقة.
وأوضح فرج أن الحروب التقليدية لم تعد حاسمة كما في السابق، بينما أصبحت الحروب الاقتصادية والتجارية هي التي تحسم الصراعات في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعتبر الصين عدوها الاقتصادي الأول، في ظل توقعات بتجاوز الاقتصاد الصيني نظيره الأمريكي بحلول عام 2030.
وتطرق فرج إلى الدور المصري في الملف الفلسطيني، مؤكدًا أن مصر ترفض أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة، وتقوم بدور محوري في دعم الشعب الفلسطيني عبر الجهود المستمرة لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية.
من جانبه، شدد الفنان تامر عبد المنعم على أن الفن المصري هو إحدى أدوات القوة الناعمة التي تعزز من مكانة مصر ودورها الريادي إقليميًا ودوليًا، مؤكدًا أهمية دعم الثقافة والفنون في مواجهة حروب الفكر والتشويه.
وأشار الفنان التشكيلي الدكتور خالد هنو إلى أن ذكرى حرب أكتوبر تمثل ملحمة وطنية في استعادة الأرض والكرامة، مشددًا على أهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية بوصفها الدرع الحقيقي لمواجهة التحديات الراهنة.
أما الكاتب الصحفي سمير الجمل، فقد أوضح أن السينما المصرية لعبت دورًا تاريخيًا في تشكيل الوعي الوطني، لكنها أصبحت في الوقت الحالي ساحة للحروب الحديثة عبر الفن ووسائل الإنترنت، داعيًا إلى تعزيز دور السينما كأداة للتنوير والمقاومة الثقافية.
وحذر الدكتور أسامة البدرشيني من المخاطر المتعددة التي تحيط بمصر نتيجة الصراعات الإقليمية المتصاعدة، مؤكدًا على أهمية رفع مستوى الوعي الوطني لدى الشباب وتمكينهم من أدوات الفهم والتحليل لمواجهة التحديات الحالية.