توفي الفنان لطفي لبيب اليوم عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد فترة من المعاناة مع المرض. عُرف بابتعاده عن وسائل التواصل الاجتماعي، وصرّح في لقاءات تليفزيونية سابقة بأنه لا يهتم بالتكنولوجيا أو الدخول في عالم الاتصالات الحديثة. كان حضوره في الحياة العامة هادئًا، وارتبط اسمه لدى الجمهور بأدوار متنوعة في السينما والمسرح والتلفزيون.
قبل دخوله مجال الفن، التحق لطفي لبيب بالخدمة العسكرية وشارك في حرب أكتوبر 1973، ضمن الجيش الثالث الميداني في الكتيبة 26 مشاة، التي كانت من أوائل الكتائب التي عبرت القناة وهاجمت نقاطًا إسرائيلية. بعد الحرب كتب كتابًا بعنوان "الكتيبة 26"، وصف فيه وقائع حقيقية عايشها كمجند، وأشار إلى استمرار المعارك حتى توقيع اتفاقية الكيلو 101 بعد الحصار.
رغم خلفيته العسكرية، شارك لاحقًا في أعمال جسّد فيها شخصيات إسرائيلية، منها دور صغير في مسلسل رأفت الهجان، ودور "ديفيد كوهين" في فيلم السفارة في العمارة، الذي أدّى فيه خمس مشاهد فقط، لكن تمت الإشارة إلى أن الدور لاقى ردود فعل إيجابية. وذكر في تصريحات إعلامية أنه تلقى دعوة من السفارة الإسرائيلية لتكريمه ورفضها، مؤكدًا موقفه الرافض للتطبيع.
مسيرته الفنية لم تتضمن بطولات مطلقة، لكنه شارك في عدد كبير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، تجاوزت 100 فيلم و30 مسلسلًا. أدّى أدوارًا متنوعة، منها أدوار الأب، والمدير، والشخصيات الكوميدية. ورغم أن كثيرًا من أدواره كانت مساندة، إلا أنها بقيت حاضرة في ذاكرة الجمهور.
عمل مع مجموعة من أبرز الممثلين، من بينهم عادل إمام في عفاريت عدلي علام وصاحب السعادة، وأحمد حلمي في كده رضا وعسل أسود، وأحمد مكي في طير أنت وإتش دبور، ومحمد هنيدي في جاءنا البيان التالي وأمير البحار، بالإضافة إلى مشاركات مع كريم عبد العزيز ومحمد سعد وآخرين.
عقب إعلان وفاته، نشر عدد من الفنانين كلمات نعي على حساباتهم الشخصية، من بينهم أشرف زكي الذي أعلن خبر الوفاة عبر "إنستغرام" قائلاً: "وداعًا صاحب البهجة"، كما أصدرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بيانًا نعت فيه الراحل، ووصفت أعماله بأنها عكست نبض المجتمع. وكتب محمد هنيدي: "مع السلامة يا عم لطفي"، وعلق بيومي فؤاد: "لك الرحمة والمغفرة"، كما نشرت الإعلامية نهال طايل صورة معه ووصفت لقاءها به بأنه كان مختلفًا بسبب هدوئه وسعة صدره. وكتب أحمد حلمي على صفحته: "الله يرحمك ويصبر أهلك"، بينما عبّر إسماعيل فرغلي عن حزنه بطلب الرحمة له.
واجه لطفي لبيب في سنواته الأخيرة عددًا من الأزمات الصحية، منها إصابته بفيروس سي، ثم جلطة دماغية أثّرت على قدرته الحركية. في أحد تصريحاته، قال إنه لا يخشى الموت ويتوقعه في أي وقت.
تعددت أدواره في مجالات مختلفة، وكان له حضور في المسرح، والسينما، والتلفزيون. وقد أنهى حياته المهنية وهو يعاني من المرض، لكنه ظل يتعامل معه بهدوء ورضا حتى رحيله.