بذريعة إنقاذها من صدمات نفسية وجسدية.. إسرائيل تنقل الحمير من قطاع غزة وتسلبه آخر وسيلة نقل - بوابة الشروق
الجمعة 1 أغسطس 2025 11:24 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

بذريعة إنقاذها من صدمات نفسية وجسدية.. إسرائيل تنقل الحمير من قطاع غزة وتسلبه آخر وسيلة نقل

سبوتنيك
نشر في: الخميس 31 يوليه 2025 - 3:13 م | آخر تحديث: الخميس 31 يوليه 2025 - 3:13 م

وسط أوضاع إنسانية ومعيشية بلغت من الصعوبة أقصاها، وحصار خانق مفروض من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وشح للمساعدات الواصلة لقطاع غزة، أصبحت العربات التي تجرها الحيوانات هي وسيلة المواصلات الأكثر استخداما في القطاع، بعد أن توقفت أغلبية السيارات بسبب نفاد الوقود.

لكن الاحتلال أبى أن تسلم الحمير من استهدافه؛ فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش، نقل مئات الحمير من القطاع إلى داخل الأراضي المحتلة "إسرائيل"، بزعم "إنقاذها من صدمات نفسية وجسدية".

- الوسيلة الوحيدة

بعد نفاد الوقود ومنع دخوله، وتدمير الطرقات جراء العدوان، باتت الحمير في غزة وسيلة النقل الوحيدة تقريبا، وتساعد الغزيين في التنقل بين مناطق النزوح، وتحمل على ظهرها المواطنين وأمتعتهم وخيامهم.

وتأتي أهمية الحمير بوصفها وسيلة إنقاذ، حين تُستهدف سيارات الإسعاف بالقذائف، فيكون الحمار والعربة التي يجرها وسيلة نقل تساعد في إنقاذ الحياة، حيث تنقل المصابين من مناطق القصف إلى المشافي.

كما تُعتبر الحمير بالنسبة للبعض في قطاع غزة، مصدر رزق إذا استُهدف ازدادت الحياة صعوبة ومشقة.

ويعمل النازح في خان يونس جنوبي القطاع، سيد أبو سعادة، منذ سنوات سائقا لعربة يجرها الحمار، وفي الحرب زادت أهمية هذه المهنة، وبات الحمار يسهل على المواطنين التنقل كلما نزحوا من منطقة إلى أخرى داخل القطاع.

ويقول النازح سيد أبو سعادة لوكالة "سبوتنيك": "مصدر رزقي كان عملي كسائق عربة يجرها الحمار، وكنت أعتني بالحمار وابنه كثيرا، ولكن في اَخر مرة نزحنا فيها، وعندما كنا في الخيمة سرقت الحمير، وخرجت في الصباح ولم أجدها، لم أر من سرقها، ولكن بعد معرفتي بأن الحمير أيضا مستهدفة من قبل الاحتلال، وأنه يسرقها ويصادرها ثم يرسلها إلى الخارج، فقد تيقنت أنه هو من يصادر الحمير ويسلبنا مصدر رزقنا، ولعل حماري وابنه الآن في فرنسا أو بلجيكا".

ويضيف: "لقد قطع مصدر رزقي، وربما خارج القطاع الأمر مضحك، لكن هنا يمثل الحمار أهمية كبيرة للناس، فعلى سبيل المثال، اليوم ذهبت لإحضار الماء، ومشيت مسافة 2 كيلومتر، وأنا أحمل الماء، ولا أستطيع الاستمرار بهذا العمل يوميا، بسبب وضعي الصحي، ولو كان الحمار معي لكان الأمر أسهل، ولكني أواجه ظروفا صعبة بعد سرقة الحمار وابنه، وأعاني من تأمين مصدر رزق بعدما فقدت عملي الذي لا أعرف غيره حتى من قبل الحرب".

- استهداف بذريعة إنسانية

وكما الحال مع كل شيء في القطاع، فقد أصاب الحمير الاستهداف الإسرائيلي، تحت ذرائع إنسانية، وتراجعت أعداد الحمير في قطاع غزة بشكل ملحوظ، مما سبب في زيادة معاناة السكان، بسبب اعتمادهم الكبير على هذه الحيوانات في التنقل.

وبعد اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، بدأت العربات التي تجرها الحمير، تصطف في مراكز مخيمات المناطق الوسطى في قطاع غزة، وكذلك في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وتقف تلك العربات في أماكن سيارات النقل العمومي، بعدما أخذت مكانها بسبب ظروف الحرب، وارتفعت أسعار الحمير والخيول في قطاع غزة كثيرا بعد الحرب، بمعدل 4-3 أضعاف عن الأسعار التي كانت قبل الحرب.

ويقول النازح كامل أبو عودة، وهو سائق عربة في خان يونس لـ"سبوتنيك": "ساعدتنا الحمير كثيرا خلال الحرب، خاصة بعد توقف معظم السيارات بسبب نفاد الوقود وتدمير الطرقات، لا سيما أن حركة العربة بين أماكن النزوح سهلة، ما ساعد الناس وخفف عنهم".

وأكد أن "سرقة الاحتلال للحمير بدواعي إنسانية، هدفه زيادة معاناة سكان قطاع غزة، وسلبهم آخر وسيلة نقل متوفرة في القطاع".

ويضيف: "بعد انخفاض عدد الحمير، وتوقف أغلبية المركبات، بات كثير من الناس يمشون على أقدامهم، للتنقل من مكان إلى آخر، وكما ترى العربات المتوفرة، مكتظة بسبب أعداد الناس التي تريد التنقل بين منطقة أخرى".

ويرى النازح في خان يونس جنوبي القطاع فادي حسين، أن "السبب الحقيقي وراء مصادرة الحمير في القطاع، هو إعاقة الحياة اليومية للمواطنين وتعطيل آخر وسيلة مواصلات يستخدمها سكان غزة، وليس رفقا بالحيوانات".

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، فإنَ "نحو %43 من الحيوانات العاملة في قطاع غزة نفقت، وهي تشمل فئة الحمير والخيول والبغال، وذلك بسبب الجوع والحصار وحتى العمل الشاق، ولم يتبق سوى 2600 منها، وهذا الرقم الإجمالي وليس ما تبقى من الحمير بعدما نقلت إسرائيل جزءا منها إلى مناطقها".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر2023، وارتفع عدد الشهداء منذ بداية الحرب على القطاع، إلى أكثر من 60 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 145,233 آخرين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك