التقارب مع إيران.. مسألة القوة الناعمة «١» - نادر بكار - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 2:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التقارب مع إيران.. مسألة القوة الناعمة «١»

نشر فى : الثلاثاء 2 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 2 أبريل 2013 - 8:00 ص

النظام الإيرانى ما امتدت يده فى أى بُقعةٍ إلا وعاثت فيها فسادًا تشهد على ذلك سوريا مؤخرا ولبنان من قبل والقائمة تمتد لتشمل اليمن والبحرين.. أمَّا العراق فسنعدل الوصف قليلا ليصبح يدا تقبض على زمام الأمور لا فقط تعيث فسادا.. ولنسأل فى هذا الصدد تحديدا د.هشام قنديل فالرجل جلس مع عمَّار الحكيم قائد فيلق بدر الإيرانى أثناء زيارته مشوهة المعالم إلى العراق دون تفسيرٍ واضح حتى لحظة كتابة هذه السطور!

 

والاستهانة بما يمثله التقارب المصرى الإيرانى ينم إمَّا عن جهلٍ بدروس التاريخ وتجليات الواقع؛ أو استخفافٍ بمعنى المحافظة على الهوية فى بلدٍ ينظر إليها العالم على أنها حارس الهوية السنية الأول، والأدهى من ذلك كله أن يكون نظاما انتمى للإخوان المسلمين يحسب أن مصر كلها يمكن أن تختزل فى صورةِ رقم ٍ فى معادلة يبتز به الإخوان من لفظهم من أنظمة الخليج أو يساوم عليه أنظمة أوروبية وأمريكية.

 

وأحد عناصر المشكلة أن الرئيس المصرى قد وضع نفسه ــ وليست هذه بالمرة الأولى ــ فى مأزق التناقض بين القول والفعل.. أمَّا القول فكان أن مصر ملتزمة ٌأخلاقيا تجاه الثورة السورية ثم أتت الأفعال بمناقضة صارخة للقول؛ حينما فتح الأبواب على مصارعها أمام ألد أعداء هذه الثورة؛ والداعم الأكبر لاستمرار نظام بشار فاقد الشرعية.

 

وأذكر للرئيس موقفين أحدهما كان علنيا لازالت ذاكرة «اليوتيوب» تحفظه وهو يُرغى ويُزبد حينما أتى الكلام على ذكر إيران وكيف قد ذهب به الشطط مبلغه وهو يجزم باستحالة مقابلته لأى مسئولٍ إيرانى حتى ترفع إيران يدها الداعمة لبشار.. والموقف الثانى أثناء اجتماعه بما يزيد على الثلاثمائة عضوٍ فى مجلس شورى الدعوة السلفية إبان الجولة الانتخابية الأولى يقنعهم بخطورة انتخاب المرشح «فلان» لتساهله أمام قضية المد الشيعى والتقارب مع إيران!

 

يغنينا عن بسط القول فى خطورة التغلغل الإيرانى ثقافيا كان أم اقتصاديا تأمل كتاب «القوة الناعمة وسيلة النجاح فى السياسة الدولية» لمؤلفه الأمريكى جوزيف ناى فقد استعرض فيه أبجديات تصديرِ نموذجٍ ثقافى ٍبعينه ودعمٍ اقتصاديٍ موجهٍ للتغلغل فى مجتمعاتٍ ودولٍ يستعصى تطويعها باستخدام القوة الخشنة المباشرة

 

والشاهد هنا أن تدفق أعدادٍ غفيرة ٍمن سائحى إيران يمثل طليعة القوة الناعمة.

 

والبعض حينما تحدثه عن مخاوفٍ كهذه؛ يفر من مناقشتك قائلا: «إن كان ذلك كذلك فلتمنع إذن السياحة الأمريكية أو الهندية باعتبارهما يمثلان غزوا مسيحيا أو بوذيا نسجا على زعمك.. ثم يفغر فاه عن ابتسامة متشفيةٍ تليق بمن يستعد لإلجام خصمه حجرا ويقول: ولماذا لا تعلو أصواتكم بنفس القدر أمام التهديد الإسرائيلى والسياحة الإسرائيلية؟».. حجة داحضة جدلية تتأكد بها أن صاحبك هذا لا يفهم معنى الغزو الثقافى ولهذا حديث آخر.