«انا بافطر بس بـ ٣ أرغفة، آكل ايه بقية النهار، إزاى الحكومة تدينى فى اليوم كله ٣ أرغفة، يرضى مين ده»، قال الرجل البسيط الذى يقف فى طابور طويل على أحد أفران الخبز المدعم بأطراف القاهرة.. ردا على سؤال مراسلة فضائية الـ «سى بى سى» التى كانت تستضيف كل من رئيس مباحث التموين بوزارة التموين ورئيس شعبة المخابز باتحاد الغرف التجارية، وأحد خبراء الاقتصاد.

 ارغفة الحكومة الثلاثة والتى  اعلنها وزير التموين مؤخرا اثارت استياء وغضب شرائح عريضة من الشعب خاصة الفقراء الذين يعتمدون على العيش فى غذائهم  باعتباره ارخص طعام يمكن ان يسد رمقهم  ويدفع عنهم غائلة الجوع حتى لو كان الرغيف غير ادمى شكلا ووزنا.

وزير التموين الجديد الدكتور باسم كامل، دافع اكثر من مرة عن الارغفة الثلاثة وقال ان متوسط ما كان يحصل عليه الفرد فى النظام البائد رغيفان فقط وكأن الوزير لا يعلم أن ثورة قامت قبل عامين وأطاحت بهذا النظام وراح ضحيتها الآلاف من الشهداء والمصابين وكان فى مقدمة اهدافها العدالة الاجتماعية بكافة معانيها وأهمها توفير حياة كريمة  للشعب  تحقق حد الستر لفقرائه. 

ورغم ان منظومة الخبز التى يحدثنا عنها الوزير وقيادات وزارته لم تكن من بنات افكاره لكنها بدأت منذ سنوات وقطعت شوطا فى التنفيذ فى عهد الدكتور جودة عبدالخالق اول وزير تموين بعد الثورة، إلا أنه احقاقا للحق فإن الوزير الجديد هو صاحب براءة اختراع الارغفة الثلاثة المحددة لكل مواطن والتى لم تكن ضمن هذه المنظومة ولم يسمع بها احد من قبل.

 الغريب فى الأمر ان رئيس مباحث التموين يؤكد نجاح التجربة التى بدأت فى بعض القرى والمدن بالمحافظات فى الوقت الذى تؤكد فيه شعبة المخابز وهى  الطرف الاساسى فى انجاح المنظومة من عدمها، ان التجربة فشلت وإن بورسعيد التى يضربون بها المثل فى تطبيق النظام الجديد اعترضت على توزيع العيش بالكارت الذكى، بل ان رئيس الشعبة كشف عن عدم التوصل إلى اتفاق بين الوزارة والمخابز على تكلفة انتاج الخبز وقال ان الوزير لم يهتم بلقائهم حتى الآن وهدد الرجل بتوقف المخابز عن العمل اذا لم يتم التوافق حول تكلفة انتاج الرغيف. 

كيف إذن يتم تطبيق منظومة الخبز الجديدة قريبا كما يؤكد وزير التموين وكيف تنجح التجربة كما تبشرنا قيادات وزارته دون الاتفاق مع الجهة التى ستقوم بالانتاج وهى المخابز ودون الالتفات إلى اعتراضات الناس على الارغفة الثلاثة.