المستهلك الخاسر الوحيد - لبيبة شاهين - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:12 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المستهلك الخاسر الوحيد

نشر فى : السبت 23 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 23 مارس 2013 - 8:00 ص

الخاسر الوحيد فى المعركة الدائرة حاليا بين وزارة التموين والمخابز هو المستهلك، فإذا لم يتم التوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف مخابز وحكومة ومستهلك فسوف تفشل المنظومة التى يتباهى وزير التموين بتطبيقها فى 15 محافظة دون أن يشير إلى عدد المخابز التى تطبقها والتى تقدر بحوالى 3 آلاف مخبز من بين 24 ألفا، ودون أن يخبرنا بكيفية التأكد من أن الخبز سيكون مطابقا للمواصفات خاصة الوزن الذى من المفترض ألا يقل عن 130 جراما، فهناك من يؤكد من داخل شعب المخابز أن وزن الرغيف فى بورسعيد مثلا 90 جراما، وفى الدقهلية وافقت المحافظة أن يكون الوزن 110 جرامات بهدف التغلب على مشكلة التكلفة التى تمثل أهم نقاط الخلاف بين الوزير وأصحاب المخابز فى العديد من المحافظات خاصة أكبر 3 محافظات، وهى القاهرة والجيزة والإسكندرية وبتأييد من الشعبة العامة للمخابز والتى هددت بالإضراب، قبل أن يتم التوصل إلى مهلة بوساطة من أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية وتنتهى المهلة الاثنين المقبل.

 

التكلفة التى تمثل نقطة الخلاف الأساسية تقدرها الوزارة بـ80 جنيها، فيما تطالب الشعبة بأن تكون 120 جنيها، ويطالب وسطاء بأن تكون 100 جنيه.

 

والغريب أن مصادر بالشعبة العامة تؤكد أن رقم الـ120 جنيها صادر من وزارة التموين ولديها مستندات تدل على ذلك، وإذا هناك أكثر من تقدير للتكلفة فيجب أن تكشف الوزارة عنه، كما يجب أن تعلن بالورقة والقلم كيفية احتساب التكلفة، وهل تمت مراعاة أحوال المخابز الصغيرة والتى تشغل ما لا يقل عن 7 أفراد، وهل تم الأخذ فى الاعتبار ارتفاع أجور العمال فى ظل ارتفاع الأسعار، فقد تناسب تكلفة الحكومة المخابز الكبيرة والآلية دون آلاف المخابز التى تعمل بشكل يدوى.

 

لقد هدد وزير التموين المخابز بالغرامات الموقعة عليها كما هددهم باتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يتوقف عن العمل، والحقيقة أن أسلوب التهديد لن يكون مجديا بل قد يؤدى إلى تعقد المشكلة، وحتى إذا نجح التهديد الوزارى فى إجبار المخابز على الدخول فى المنظومة بشروط الحكومة التى ترى المخابز أنها مجحفة سواء من حيث التكلفة أو بنود العقد، فإن حلم المستهلك فى الحصول على «رغيف» بمواصفات جيدة لن يصبح واقعا وإذا حدث لعدة أسابيع فلن يستمر طويلا، وسوف تجد المخابز آلاف الوسائل لتحقيق التوازن بين أعبائها وبين التكلفة المفروضة عليها ليكون المستهلك هو الخاسر فى النهاية، وأقل الخسائر هو التلاعب فى وزن الرغيف، ولضبط ذلك سيكون على الحكومة أن تقوم بوزن 85 مليون رغيف يوميا قبل توزيعها.

لبيبة شاهين  كاتبة صحفية
التعليقات