بين العناد والثبات - نادر بكار - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 11:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين العناد والثبات

نشر فى : الثلاثاء 12 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 12 مارس 2013 - 8:00 ص

ثمة خيط رفيع يفصل بين العناد وبين الثبات.. تماما كالذى يفصل بين المرونة وبين البراجماتية.. فإذا كنت تملك رؤية مستقبلية متكاملة استطعت تجميعها من مفردات نظرتك الشخصية المؤسسة على علم وفهم وتجربة لأهم مواطن القوة تتميز بها وكذا لأهم مواطن الضعف، وكنت مستوعبا فى الوقت نفسه لمقترحات الآخرين وآرائهم، وكانت الظروف الزمانية والاجتماعية المحيطة بك مواتية ومهيأة، واستطعت فى أثناء ذلك الالتفاف على المخاطر التى تواجهك فحيدتها أو واجهتها بحزم، ثم تمكنت من بلورة كل ذلك فى خارطة زمنية واضحة الأهداف سواء المرحلية أو بعيدة المدى.. ساعتها وساعتها فقط يمكننا أن نقول ذلك: امض ولا تلفت، واثبت على ما أنت عليه ولا تعر المثبطين أذنا.. أما إذا لم تحصل شيئا مما سبق وأثبتت لك التجربة أخطاءك الاستراتيجية المتكررة ثم أنت مصمم بعد ذلك على المضى قدما ضاربا بعرض الحائط كل ما يلقى على مسامعك من اقتراحات للخروج من الأزمة.. فاعذرنى.. هذا هو العناد بحذافيره!

 

وإذا كنت قادرا على مراجعة مواقفك ورسم خطط جديدة والتنازل عن بعض حقك وإفساح المجال لمشاركة فعالة فى إدارة دفة الأمور وينسب النجاح فى نهاية المطاف لك وحدك.. فهذه مرونة مطلوبة كلما تأزمت الأمور.. أما إذا كانت المبادئ نفسها عرضة للتفريط والابتذال فتنحاز إليها تارة وتتنكر لها مرات.. فتلك هى البراجماتية بعينها!

 

وكثير من أبناء الشعب المصرى على اختلاف انتماءاتهم لا أخص منهم أحدا: غير قادر على التمييز بين العناد والثبات: أو الفصل بين المرونة والبراجماتية.. فيتصلب فى مواقف المرونة.. ويسيل فى مواقف الثبات، ولا يجنى فى كل مرة إلا خسارا!

 

ولعلى أسأل بعد ما قدمت: هل من الحصافة السياسية أن تستمر قيادة الدولة فى إظهار كل هذا القدر من «العناد» والإعراض عن مختلف مقترحات الحل؟ بل هل من الحصافة تعمد إبراز مظاهر العناد بمناسبة وبغير مناسبة؟

 

تصريحات د.باكينام الشرقاوى بخصوص بقاء الحكومة الحالية حتى الانتخابات البرلمانية المقبلة نوع من هذا العناد وتعمد إبرازه بغير مبرر واضح اللهم إذا كان استفزاز الخصوم وتهييج المشاعر وتأجيج الخلاف فى تصميم الرئاسة على استعراض مهارتها فى إتقانه.. وههنا مناسبة جديدة للحديث عن اختلاط الأدوار داخل مؤسسة الرئاسة فلا يمكنك الجزم بصورة واضحة ما إذا كان ما طرحته مساعدة الرئيس يمثل وجهة نظرها الخاصة أم أنها تنطق باسم الرئيس نفسه؟