قصة قصيرة: «أوتوماك ودبى» - أحمد بهاء الدين - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصة قصيرة: «أوتوماك ودبى»

نشر فى : الخميس 12 نوفمبر 2015 - 10:15 ص | آخر تحديث : الخميس 12 نوفمبر 2015 - 9:29 م
لم أتمكن من زيارة معرض دبي هذا العام، ولكني تابعت الثلاثاء الماضي انطلاق المعرض أو الحدث الكبير على مستوى الشرق الأوسط، ففى كل دورة لمعرض دبي ينتابني الشعور بالحصرة إن جاز التعبير، فالحقيقة أنه منذ سنوات قليلة لم يكن معرض دبي على هذا القدر من الأهمية والقوة.

القصة كتبتها فى نفس التوقيت منذ عامين، الثلاثاء الماضي عندما كنت أتابع افتتاح المعرض، استرجعت تلك الحصرة من جديد، وقررت كتابة تلك القصة القصيرة، ثم تذكرت أنني كنت قد كتبتها بالفعل منذ عامين، فى نوفمبر من ٢٠١٣ فى نفس هذا المكان.

ولأن شيئا لم يتغير فيما يتعلق بسوقنا خلال العامين الماضيين، وفيما يتعلق بصناعة المعارض، ربما تغير للأسوأ فى ظل جميع التجاوزات التي تحدثنا عنها على مدار الأسابيع الماضية، لأن شيئا لم يتغير قررت أن أعيد نشر مقال ٢٠١٣، الشيء الوحيد الذي اختلف خلال عامين؛ أن هناك دائماً من يتقدم باستمرار، فى السطور التالية أعيد عليكم نصاً ما كتبت منذ عامين، قصة ٢٠١٣ و٢٠١٥ وربما١٧ و١٩؛

أذكر جيدا زيارتي الأولى لمعرض دبي فى ٢٠٠٩، أذكرها لأنها أسعدتني، جاءت بعد الطفرة التي حققها معرض «أوتوماك – أخباراليوم» فى ٢٠٠٨ والتي ظهر من خلالها كواحد من المعارض العالمية الكبرى، وقتها ضم معرضنا المصري عدد ضخم من سيارات تسجل ظهورها الأول فى الشروق الأوسط وشمال أفريقا، بخلاف حفل الافتتاح التاريخي، كانت ليلة لا تنسى أشبه بليالي «ألف ليله وليله»!، قوائم الحضور ضمت كبار الشخصيات من مختلف المجالات.

كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بتفوقنا فى مجال من المجالات على تلك الإمارة «المبهرة» دائما!، معرضهم كان «عادي» جدا لدرجه لم تجبرني على البقاء فيه لأكثر من ساعتين على ما أذكر.

لكنها تظل دبي المبهرة دائما، فى ٢٠١١ وكان الوضع مختلف تماما عن دورة ٢٠٠٩، فوجئنا بعدد كبير من النماذج الاختبارية التي كانت قد ظهرت وقتها منذ أسابيع فى معرض فرانكفورت، ليتم الكشف عنها فى دبي للمرة الأولى إقليميا.
نمو ملحوظ فى عدد الزوار ورؤية شركات السيارات العالمية للمعرض بدت مختلفة كثيرا خلال عامين فقط، من معرض محلي «متواضع» إلى معرض «مبهر»، هكذا أعلنت دورة ٢٠١١ بشكل واضح وصريح أن دبي هي المركز التجاري الأهم فى المنطقة العربية.

من ناحية أخرى كنت كواحد من المنتمين لمجتمع السيارات فى مصر أشارك الجميع حالة التفاؤل الشديدة بالطفرة التي كانت سوق السيارات على وشك تحقيقها بعد أداء ٢٠٠٨ الرائع، كانت أنظار جميع الشركات العالمية تتجه نحو السوق المصري باعتباره واحد من أكثر أسواق المنطقة نموا.

ومع تفعيل الاتفاقيات الخاصة بالتبادل التجاري كانت حالة الانتعاش تسيطر بشكل كامل على هذا القطاع فى ٢٠٠٨، ولكن خالف الواقع توقعاتنا، فبسبب الأزمة الاقتصادية العالمية سجلت ٢٠٠٩ هبوط لمؤشرات السوق، وقتها كنا نعتقد أننا نعيش أسوأ فترة يمكن أن تمر علينا!.

استقرت مؤشرات السوق من جديد فى ٢٠١٠، ثم بدأت تسجل ارتفاعا ملحوظا فى الربع الأخير من العام، دبت حالة من التفاؤل الشديد بـ٢٠١١، عام الانطلاقة الجديدة للسوق بعد تعافى الاقتصاد العالمي من الكساد بشكل كبير، كنا نرى ٢٠١١ الامتداد الطبيعي والمنتظر للنجاح الذي حققه سوقنا فى ٢٠٠٨، النجاح الذي انعكس على كل أركان القطاع.

بالفعل جاءت الأيام الأولى من يناير لتؤكد توقعاتنا، حتى جاء ٢٥ يناير وأصيب قطاع السيارات بالشلل التام، وهي الفترة التي لا أجد داعي حقيقي للخوض فى تفاصيلها، منذ ذلك الوقت وحتى الآن وسوق السيارات لا يطمع فى تحقيق أرقام قياسية بل يأمل فقط فى تحقيق مؤشر مستقر.

لم يخالف معرض دبي أبدا توقعاتنا، أعلنت دورة ٢٠١٣ عن الفجوة الزمنية التي باتت تفصل دبي عن باقي الأسواق العربية، بتقديم عدد كبير من السيارات التي تم الكشف عنها للمرة الأولى إقليميا من بينها عدد «محترم» من النماذج الاختبارية أكدت دبي قيادتها الإقليمية لقطاع السيارات بشكل لا يحتمل الجدل.

ملخص تلك القصة القصيرة والحزينة، هو أن قطار الحضارة لا يعرف محطات الانتظار، لا يعرف حتى التباطؤ وليس التوقف.
أحمد بهاء الدين المشرف العام على ملحق السيارات بجريدة الشروق
التعليقات